رئيس التحرير
عصام كامل

طفل بـ100 راجل.. "محمود" يعول أسرة كاملة في التاسعة من عمره.. يرفض التسول والصدقة.. يبيع "غزل البنات" لينفق على دراسة شقيقيه الأكبر منه.. ويحلم بلقاء الرئيس | فيديو

الطفل محمود بائع
الطفل محمود بائع غزل البنات
لم يشعر يوما بطفولته، وجد نفسه وهو في التاسعة من عمره يتحمل مسئولية أسرة بأكملها، لا يقبل الصدقة ويرفض التسول، يُصر على أن ينفق على إخوته الثلاثة ووالدته وجدته من "عرق جبينه"، بعد أن تركهم والدهم وذهب منذ سنوات ولا يعرفون عنه شيئا.




محمود محمد عبد الحميد، الطفل ذو الـ9 سنوات، يرفض أن تخرج والدته أو أشقاؤه للتسول كما يفعل بعض من يعرفهم ممن أحوجهم العوز لمد أيديهم بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة.


بيع غزل البنات بالقليوبية
 
يوميا يخرج من بيته حاملا أكياس غزل البنات في يد، وفي الأخرى مزمار يجول الشوارع به، للفت انتباه أقرانه من الأطفال الذين يعيشون ظروفا طبيعية وحثهم على شراء كيس ثمنه جنيه واحد.

محمود يواجه العالم والظروف الصعبة بابتسامته التي لا تفارق وجهه، يتغلب بها على صفعات الدهر منذ أن قدم إلى الدنيا. 



 
أصغر راجل في مصر

محمود هو الأخ الأصغر لـ٧ أشقاء، تزوج منهم من تزوج، وبقي هو ومصطفي ومنى يعيشون مع والدتهم المسنة، التي ملت من العمل في تنظيف المنازل بالأجرة، وأنهكها المرض، فأصبحت لا تقوى على العمل، واكتفت ببيع "الجبنة القديمة" في الأسواق لتساعد محمود في الإنفاق على أسرته.



ورغم أنه الأصغر، يمارس محمود دور الأخ الكبير فيخشى على إخوته وأمه ويغار عليهم، ويعمل لكي يكمل شقيقه الأكبر وشقيقته تعليمهما.

يعود في نهاية اليوم فرحا ببيع "غزل البنات"، أو ما يطلق عليه في المناطق الريفية "الحلبسة"، ويشتري لوالدته "ساندوتش" ليعبر به عن فرحته ببيع بضاعته، إذ يكسب ٤٠ جنيها في اليوم، وتراه عابسا إذا لم ينجح في بيع بضاعته الصغيرة والتي يقضي الليل في صنعها وإعدادها. 





سلسال الشقا


"صعبان عليا جدا أتولد شقيان".. هكذا وصفت والدة محمود حال طفلها الصغير الذي تحمل مسئولية الأسرة بعد أن أصبحت لا تقوى على العمل، وأنهكتها سنوات الشقاء منذ أن كانت في نفس عمر نجلها ولكنها تصر على تعليمه وذهابه للمدرسة لعل مستقبله يكون أفضل مما وصلت إليه.

يداوم على الصلاة ويصوم رمضان، ويجد في تقربه لربه أملا في حياة أفضل، فيحرص على المذاكرة والذهاب للمدرسة ويستبدل الدروس الخصوصية بالجلوس مع شقيقه الأكبر الذي يدرس في الدبلوم الفني ليعيطه ما يعرفه في أي من فروع العلم. 







أحلام محمود

3 أمنيات يحلم بها محمود كانت السبب وراء ابتسامته، الأولى هي أن يقابل الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يراه في تلفاز المقهى المجاور للمكان الذي يقف فيه يوميا لبيع بضاعته، فيجد الرئيس جابرا بخاطر من يقابله أو يعلم بمشكلته.

اظهار أخبار متعلقة






اظهار أخبار متعلقة


الأمنية الثانية أن يصبح طبيبا ليستطيع علاج مرضى كورونا، والثالثة أن يكون من الأغنياء لينفق على أسرته وإخوته ويجعلهم يعيشون بشكل أفضل، ويعوضهم عن سنوات العوز. 




أهالي طوخ عرفوا محمود، وتداولوا قصته بعد أن حاول "مصطفى شداد" صاحب أحد المحال التجارية بشارع الساحة بالمدينة إعطاءه مساعدة، لكن الطفل رفض وقال له إنه لا يقبل الصدقة، وعليه إذا أراد مساعدته أن يشتري منه غزل البنات منه؛ لأنه لا يأخذ أموالا لا يكسبها بعرق جبينه، فكتب عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولاقى صدى كبيرا.

اظهار ألبوم ليست





يعيش الطفل مع إخوته الثلاثة ووالدته وجدته، في منزل مكون من غرفة واحدة وحمام ومكان وضع عليه بوتاجاز متهالك اشتراه من بائعي الخردة ليطهو عليه طعامهم، ولكن أحلامه ترسم له طريقا يسعى فيه ليصبح واقعه الحالي ماضيا يوما ما.
الجريدة الرسمية