رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى يوم الشهيد.. ملامح من حياة الجنرال الذهبي الفريق عبدالمنعم رياض

عبدالمنعم رياض
عبدالمنعم رياض
تحتفل القوات المسلحة، في التاسع من مارس، كل عام بـ"يوم الشهيد"، والذي يعتبر اعتزازًا بشهداء مصر الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن.

ويأتي الاحتفال بـ يوم الشهيد تزامنًا مع إحياء ذكرى الشهيد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، والذي كان يعد أحد أشهر العسكريين في النصف الثاني من القرن العشرين.


فالفريق عبد المنعم رياض أيقونة القادة العسكريين العظماء الذين لا تزال أعمالهم تدرس حتى الآن في جميع المعاقل العسكرية بالعالم كله، فقد ضرب عبد المنعم رياض أروع معاني الوطنية بتواجده وسط جنوده في الخطوط الأمامية للقتال، واستشهد وسط الجنود في ميدان المعركة ليكون أول أكبر رتبة عسكريه في العالم تستشهد في ميدان القتال.

عبد المنعم رياض ضابط له مبادئ ورؤيته في الحياة العسكرية منذ تخرجه من الكلية الحربية حتى استشهاده على الجبهة، لقبه الروس بالجنرال الذهبي بسبب أفكاره القيادية في الدورة التكتيكية التي حضرها في الأكاديمية العليا الروسية.

حياته ونشأته 


ولد عبد المنعم  محمد رياض عبد الله في ٢٢ أكتوبر عام 1919 فى قرية سبرباى التابعة لطنطا بمحافظة الغربية، أبوه كان القائمقام وقتها بما يضاهي رتبة (عقيد) الآن محمد رياض قائد بلوكات طلبة الكليه الحربية، بعد إنهاء دراسته الثانوية دخل كلية الطب وفق أمنية أسرته ولكنه لم يستطع استكمال الدراسة بها وتركها بعد عامين ليلتحق بالكلية الحربية ويتخرج منها عام ١٩٣٨ سلاح المدفعية. 

الحروب التي شارك فيها :

شارك في الحرب العالمية الثانية عقب تخرجه وكان لايزال برتبه ملازم تاني في الفترة من ١٩٤١ختي١٩٤٢.

كان من طليعة القوات التي شاركت في حرب فلسطين عام ١٩٤٨. 
كما شارك مع سلاح المدفعية الثقيلة في ضرب قوات العدوان الثلاثي على مصر في ١٩٥٦.

نكسة ٦٧

في شهر مايو ١٩٦٧ تم تعيين رياض قائدا لمركز القيادة المتقدم في عمان بالأردن ووصل إليها في أول يونيو، ثم عين قائدا عاما للجبهة الأردنية.

وعندما اندلعت الحرب يوم ٥ يونيو حاول إبلاغ القيادة العامة للقوات المسلحة بتحركات القوات الإسرائيلية ولكن كلمة السر تم تغييرها فبدأ بضرب القوات الإسرائيلية وأوقع بهم خسائر كبيرة. 

وفى ١١ يونيو تم اختياره رئيس أركان حرب القوات المسلحة ليعود إلى أرض الوطن لاعاده بناء القوات المسلحة. 

حرب الاستنزاف 

بعد ضربة إسرائيل يوم ٥ يونيو لم تتوقف المدافع والبنادق عن العمل حتى نصر أكتوبر المجيدة فأثناء بناء القوات المسلحة خاض الفريق عبد المنعم رياض مع رجال مصر البواسل أشرس المعارك ضد العدو الإسرائيلي المتغطرس في معارك عنيفة منها معركة رأس العش وتدمير إيلات وإسقاط العديد من الطيارات الإسرائيلية بالمدافع المضادة للطائرات. 



استشهاد البطل وسط جنوده:

في 5 يونيو ٦٧ حتى ٧ مارس ٦٩ كانت العمليات العسكرية عمليات فردية للدفاع عن الأرض، ولكن هناك خطة جديدة قام بها رياض لاستنزاف العدو الإسرائيلي وهي نواه للعبور الخطة (جرانيت) والتي تم استبدالها فيما بعد بالخطة بدر. 

يوم ٨ مارس ١٩٦٩ حرب الاستنزاف الحقيقية بعد اكتمال حائط الصواريخ، وبدأت الجبهة المصرية الغربية بمدافعها العملاقة في ضرب خط بارليف الحصين والنقاط الحصينة، وكانت الإصابة مباشرة والخسائر الإسرائيلية واضحة، فطلب الفريق رياض التواجد على جبهة القتال، ولكن القيادة رفضت لأن هناك خطر كبير على حياته.

وأصر البطل على ذلك، وفي صباح يوم ٩ مارس توجه إلى قيادة الجيش الثاني وطلب من قائده أن يكون في أول خط على الجبهة ولكن قائد الجيش وضح له خطورة الموقف لأن الخط الأول بينه وبين أقرب نقطه إسرائيلية حوالي ٢٥٠ مترا فقط، فاصر وذهب ليتابع بنفسه، ونزل إلى أحد الخنادق أمام المعدية نمرة ٦ على شاطيء الإسماعيلية.

فشعر الإسرائيليون بأن هناك شخصية كبيرة موجودة على الجبهة فكثفوا الضرب لتسقط دانة على موقع البطل فيسشتهد ويلقي ربه بالبدلة العسكرية في ميدان القتال ووسط جنوده في الخطوط الأمامية للقتال واستشهد الفريق ليكون لسان حال كل جندي وضابط على الجبهة الثأر السريع من العدو الإسرائيلي الغادر. 

أعظم معاني الوطنية


رحل الفريق عبد المنعم رياض مخلفا وراءه أعظم معاني الوطنية وأروع مثل في التضحية والفداء من أجل الوطن الذي كرمه ليصبح يوم ٩ مارس من كل عام الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم إحياءً لذكرى البطل الشهيد الفريق أول عبد المنعم رياض. 

الأوسمة والنياشين 

في حياته نال الفريق العديد من الأوسمة والنياشين بسبب أعماله البطولية أهمها وسام نجمة الشرف العسكرية وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ووسام الجدارة الذهبي ووسام الكوكب الأردني ووسام الأرز اللبناني.
الجريدة الرسمية