ظلام وعطش وجوع في أول 365 يوما لحكم الإخوان .. مواطنون: نادمون لاختيار "مرسي".. أصحاب محطات التموين بالقاهرة الكبرى: كميات الوقود لا تكفي ثلاث ساعات .. تجار: انقطاع الكهرباء أفسد السلع الغذائية
لم يكن يجرؤ خيال مصري واحد على تصور أن تتحول مصر الثورة إلى ساحة أزمات بعد مرور عام كامل على تولي أول رئيس منتخب للحكم، إلا أن الصدمة أصابت الجميع ـ إلا ثلة من أتباع الرئيس مرسي، بسبب قلة خبرة النظام الإخواني، الذي أغرق الشعب في بحر من وعود لم يتحقق منها شيء على أرض الواقع. على الرغم من إصدار انصار الرئيس كتابا يحمل إنجازاته من وحي خيال الجماعة.
"فيتو" ترصد عبر السطور التالية، كيف يرى أفراد الشعب أول سنة من الحكم الإخواني، بعد تعرضهم لأزمات لا قبل لهم بها، أهمها نقص المواد البترولية، وانقطاع الكهرباء، والانفلات الأمني إلى جانب المصيبة الكبرى، أزمة مياه النيل.
أكد مصدر مسئول بوزارة البترول لـ"فيتو" أنه وفقا لتقارير الوزارة الرسمية، فإن كميات السولار التي تضخ لمحطات الوقود والسوق المحلي والاستخدامات الأخرى في عام 2013 تقدر بنحو 35 ألف طن يوميا من السولار و17 ألف طن من البنزين بجميع أنواعه، في حين أن الكمية التي كانت تضخ في عام 2009 /2010 لنفس الاستخدامات تقدر بنحو 70 ألف طن يوميا من السولار و22 ألف طن بنزين بجميع أنواعه.
وعن أزمة الكهرباء لفت المصدر إلى أن مصر كانت تصدر الغاز لإسرائيل والأردن وإسبانيا في ظل النظام السابق وكانت تمتلك مخزونا استراتيجيا يكفى لتغذية جميع محطات الكهرباء بالجمهورية، أما الآن ورغم خفض الكميات المصدرة إلى الأردن بنسبة 250 مليون قدم مكعب يوميا ووقف التصدير للأخيرتين، وتعاني المحطات -حاليا- نقصا حادا في الغاز والمازوت، ما أدى إلى الانقطاعات المتكررة بالكهرباء، بالإضافة إلى تهالك معظم المحطات لعدم وجود صيانة، وأيضا توقف معظم حقول الغاز بالمياه العميقة عن الإنتاج، مما أفقد مصر 900 تريليون قدم مكعب غاز احتياطي من إنتاج آبار شمال الإسكندرية خلال الشهر الماضى.
وفى نفس السياق أجمع أصحاب محطات التموين بالقاهرة الكبرى أن الكميات التي تضخ -حاليا- لمحطات مصر البترول بحلوان والجيزة والدقي لا تكفي ثلاث ساعات فقط لتمويل السيارات، بينما كانت تستمر طوال اليوم في ظل النظام السابق.
هشام بدوي ـ سائق تاكسي، متزوج ولديه بنتان، قال: إن أزمة نقص المواد البترولية تعطل مصالح الناس بسبب ما يترتب عليها من تعطيل للمرور، وكذلك غياب الأمن وشرطة المرور، مما أدى إلى انتشار الهمج والتضييق على مورد الرزق.
وقال تامر السيد، عامل بمحل أدوات صحية: "إن البلد حالها توقف، ولا يوجد بها بنزين ولا سولار، والانقطاع مستمر للكهرباء، ما تسبب في تعطيل مصالحنا، وأنا أيضا كنت أعمل في شرم الشيخ، لكن بسبب ما يحدث في البلاد من اضطرابات ولا توجد رواتب"
ومن جانبه يقول محمد عبد اللطيف ـ سائق تاكسي: أرى أن المسئولين عن البنزين والسولار غير قادرين على حل الأزمة، قائلا: أزمة البنزين تحرمني من أخذ الراحة المخصصة لي، كما أن السوق السوداء مسيطرة على الحال وهى المتملكة للبنزين والسولار، وهذا بسبب الإحباط والحزن لنا، علاوة على المشاكل والمشاجرات بين المتسابقين على الحصول على البنزين.
فيما اعتبر حمدي الطنب ـ محاسب بأحد البنوك ـ أن التعامل السلبي من قبل الحكومة ورئاسة الجمهورية سبب كل المشاكل التي تواجهها البلاد، لأنها ضعيفة وغير قادرة على حل أزمات البلاد، كما أن مشاكل البنزين والسولار وانقطاع الكهرباء ونقص المياه والانفلات الأمني، السبب الرئيسي لها الحكومة الفاشلة التي تدير البلاد.
ويقول وجيه جرجس ـ مدير محطة تموين: إن مصر تمر بأزمة عامة، من بينها نقص السولار والبنزين بسبب نقص المخزون، مضيفا: بنزين 80 ينزل إلينا كل 3 أيام، أما السولار فلم يعد يأتي إلا على فترات متباعدة بتعليمات من جهات مسئولة، اعتقادا منها أنها بذلك تحد من أزمة المرور والازدحام، واعتبر الانفلات الأمني سبب كل كارثة، لافتا إلى أن دور الحكومة لم يصل إلى الوجه المطلوب، وأن المواطن المصري مر بعام من أصعب أيام حياته، ولا يعلم مصيره القادم.
واتفق السيد الديناوي ـ مفتش بالتموين ـ مع مجمل الآراء السابقة بأن أزمة السولار والبنزين والغاز من الكوارث وخاصة الكهرباء التي تقطع 4 مرات على مدى اليوم، تؤثر بالسلب على المشاريع الإنتاجية، مشيرا إلى أن أزمة الكهرباء تكمن في السولار والغاز.
وقال أحمد أيمن ـ صاحب محل بقالة ـ شاكيا مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، التي تتسبب في إفساد السلع الغذائية، مناشدا الحكومة الإخوانية تقديم شيء يشعر به المواطن، خاصة وأن الرئيس لم يف بوعوده بحل المشكلات الأساسية للدولة.
صبرى كامل ـ تاجر ـ كان حاسما وهو يقول: الشعب المصري يخرج يوم 30 يونيو ليعلن عن غضبه ضد النظام الحالي الذي ضيع حقوق الشعب وأهانه، وجعله يبكي بدلا من الدموع دمًا.
وأبدى عبد الرحمن محمود ـ سائق تاكسي ـ ندمه الشديد على اختيار الرئيس مرسي في الانتخابات الرئاسية، معللا: "اندفعت إلى انتخابه سعيا في استقرار البلاد وفرض حالة من الهدوء وعودة الأمن، ولكن وعوده تبخرت، ورفض خلع عباءة الإخوان، وزار أكثر من 8 دول في عام واحد دون أن يشعر الشعب بأى جديد، وجعله يتذوق مرارة الضلمة، وأصبح مهددًا بالعطش وغلاء الأسعار ".
وبنظرة تشاؤم يرى على محمد إبراهيم ـ بالقوات المسلحة سابقا ـ أن مصر على شفا حفرة من النار، مستدركا: الجيش أمل الشعب، والإخوان دفعوا بالبلاد إلى مفترق طرق، ولم يعد هناك أمل في القائمين على الحكم، فمعظم تقارير الخبراء تؤكد أن مصر مقبلة على مجاعة وأزمات، والنظام يتدخل في شئون غزة وسوريا أكثر مما يهتم بشئوننا الداخلية، وزيارات الرئيس الخارجية أكثر من مثيلتها لمحافظات مصر، واكتفى بالصلاة في المساجد وإلقاء الخطب وتكثيف الحراسة ولم يشعر بآلام الشعب ومشاكله.
