رئيس التحرير
عصام كامل

في عيد ميلادها.. موقف حزين دفع تحية كاريوكا لاعتزال الرقص نهائيا

الراقصة تحية كاريوكا
الراقصة تحية كاريوكا

قدمت على الشاشة مجموعة من الشخصيات من خلال 116 فيلما يصعب على الذاكرة السينمائية نسيانها، فقد جسدت مشاعر المرأة التى تتحدى الزمن لتحتفظ بأنوثتها فى واحد من أنضج الأدوار النسائية التى قدمتها فى فيلم "شباب امرأة"، وأيضا ابنة البلد الجدعة فى فيلم "الفتوة"، وفى أم العروسة تؤدى دورا مدهشا بتلقائية جميلة.



تعددت أفلام الفنانة تحية كاريوكا ـ ولدت فى مثل هذا اليوم 22 فبراير 1915، رحلت 1999 ـ ولا نقول الراقصة فحسب فقد برعت فى أدوارها التمثيلية كما برعت تماما فى الرقص الشرقى.


بدأت الاستعراض وهى فى سن 14 سنة على أغانى فريد الأطرش ومحمد فوزى عندما هربت من منزل الأسرة فى الإسماعيلية لعدم قدرتها على تحمل تعذيب وسجن شقيقها الأكبر لها. 

عملت مع فرقة بديعة مصابنى بثلاثة جنيهات فى الشهر واحتضنتها بديعة فى بيتها كإبنة وصديقة وتلقنى الدروس فى الحياة والفن، وعندها تعرفت على الملحنين والمطربين ومصممى الاستعراض والملابس، وانضمت لصفوف الجموع التى كانت تعمل خلف بديعة وحكمت فهمى، وبعد فترة قررت العمل بمفردها ووضعتها أمام الأمر الواقع.


فى السينما كان أول أدوارها مع توجو مزراحى فى فيلم "الدكتور فرحات".. وتحكى تحية كاريوكا بدايتها السينمائية مع الصحفى ثروت فهمى فى كتابه "نجوم وأسرار" فتقول: "بدايتي كانت أدوار بسيطة كومبارس لكن فى فيلم وراء الستار قدمنى المخرج كمال سليم فى استعراض الكاريوكا وتغير اسمى من تحية كريم إلى تحية كاريوكا وانهالت على العروض فشاركت فى أفلام "خلف البنات" ثم "ليلى بنت الريف" ودخلت شريكة فى الإنتاج مع المخرج حسين فوزى والنجم حسين صدقى فى فيلم "أحب الغلط، أحب البلدى، ليلة الجمعة، طاقية الإخفاء، الصبر طيب حتى اختارنى المخرج ولى الدين سامح لبطولة "لعبة الست" ومن هنا كانت بداية البطولة المطلقة فى السينما وكانت بتشجيع من الأستاذ نجيب الريحانى الذى عاملنى بأبوة جميلة.


وأضافت: "بعد لعبة الست خرجت من مسرح بديعة مصابني وهجرت الاستعراض فى الصالات والأماكن العامة واكتفيت بالسينما والرقص فى الأفلام والحفلات الرسمية، إلى أن شاهدت الممثلة أمينة محمد تقدم العشاء للزبائن فى إحدى الصالات وسط سخرية البعض منها  فحزنت على حالها وقررت اعتزال الاستعراض نهائيا".

 وجاءت المرحلة الثانية فى السينما فى "شاطئ الغرام، حميدو، سمارة، شباب امرأة، الفتوة، المعلمة، احنا التلامذة ، ام العروسة ، السراب ، آه يابلد ، خلى بالك من زوزو". 

اتجهت تحية كاريوكا إلى تقديم المسرح السياسى لانتقاد ما يجرى فى مصر على أرض الواقع وتعرفت على المخرج والمؤلف فايز حلاوة وقدما من خلال فرقة باسمها مسرحيات "البغل فى الإبريق، التعلب فات، يحيا الوفد، كدابين الزفة" .


وبالنسبة للرقص الشرقى كان لتحية كاريوكا رأيا مختلفا فقد طالبت بوقف ممارسة الرقص الشرقى الموجود على المسارح وفى الأفراح، مؤكدة أنه ليس رقصا شرقيا واتهمته بالمثير للغرائز حتى أصبح رقص غوازي وأنه مختلف تماما عما كان يقدم فى عهدها.

كما طالبت معاهد المسرح والسينما والفنون الشعبية أن تعمل على إبراز الرقص المصري الأصيل البعيد عن أى تدخلات وتطهير الرقص من الدخلاء الأجانب والعودة أولا إلى أصول الرقص الشرقى.

الجريدة الرسمية