رئيس التحرير
عصام كامل

هل المآذن بالمساجد بدعة لا يقرها الدين؟

مآذن المسجد النبوى
مآذن المسجد النبوى بالمدينة المنورة
يقول بعض الناس إن مآذن المساجد الموجودة حاليا ما هي إلا بدعة ابتدعتها المدنية الحديثة ولا يقرها الإسلام فما حقيقة هذا الأمر وهل كانت موجودة ايام الإسلام الأولى؟  


ويجيب فضيلة الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف فيقول:

من المعروف أن الأذان شرع لإعلام الناس بدخول وقت الصلاة وندائهم لشهود صلاة الجماعة فى المسجد . 

اعلام الناس 
والاذان علامة على ان أهل هذا الحى الذى أذن فيه مسلمون ، وللمؤذن ثواب عظيم لانه يدل الناس على الخير ، والدال على الخير كفاعله لقول النبى صلى الله عليه وسلم :(لايسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شئ الا شهد له يوم القيامة ) رواه البخارى والنسائى وأحمد وابن ماجه . 

كيف كان بلال يؤذن 
ومن أجل كثرة من يستجيبون للاذان فيصلون وكثرة من يسمعون ليشهدوا للمؤذن كان من السنة رفع الصوت بأقصى ما يمكن ولذلك استعان الأولون عليه بأن يؤذن المؤذن على مكان مرتفع .  

وحدث فى أيام النبى صلى الله عليه وسلم أن بلالا كان يؤذن من فوق بناء مرتفع بجوار المسجد ، وروى ابو داوود والبيهقى أن امرأة من بنى النجار قالت : كان بيتى من أطول بيت حول المسجد وكان بلال يؤذن عليه الفجر . 

فاتخاذ مكان واحد للاذان عليه مشروع ومستحب ، وتبعا لسنة التطور بنيت أبراج عالية فى المساجد للاذان وهى التى تسمى بالمآذن والمنارات ، لأن الانوار كانت ترفع عليها فى مناسبات الافراح ، أو لانها منارات وعلامات تدل على المساجد أو اسلام اهلها . 

وجاء فى خلاصة الوفا للسمهودى ان عمر بن عبد العزيز جعل لمسجد النبى اربع منارات فى زواياه الاربع طول كل منها حوالى ستين ذراعا وعرضها ثمانية أذرع  . 

اعلان الشهادتين 
وعلى مدى التاريخ بنيت المآذن وارتفعت شامخة وأذن من فوقها وامتلأت الاجواء بإعلان الشهادتين والدعوة الى الصلاة ، فأى ضرر فى ذلك ؟!

ومهما يكن من شئ فإن لم تكن فيها فائدة فليس فيها ضرر ، واذا كان للمشيدين لها نيات فالله يجزيهم بما نووا ، لكنها على كل حال مظهر من المظاهر الاسلامية وبخاصة فى هذه الايام التى تحتاج الى تكثيف الدعوة للاسلام بكل الوسائل الممكنة . 

فالمآذن ليست بدعة منكرة ، وإذا كان المؤذن يرقى فوقها لإبلاغ صوته لأكبر عدد ممكن ، فإن مكبرات الصوت الآن ساعدت كثيرا على بلوغ الصوت مدى بعيدا . 

الجريدة الرسمية