رئيس التحرير
عصام كامل

هل تؤثر الدعاية المضللة بالسوشيال ميديا على مسيرة التنمية في البلدان العربية ؟ ‏

السوشيال ميديا
السوشيال ميديا

لازالت مواقع التواصل الاجتماعي تمثل خطورة على المجتمع، رغم أهميتها في تدريب الناس على النقاش الجماعي وتقبل ‏الاختلاف وسماع الآراء المختلفة حال إستخدامها بشكل إيجابي، لكن ما يحدث أنها أصبحت تعج بالمحتويات المضللة ‏وبالقذف والتشهير، في ظل استخدامها من أطراف تسعى لإيقاع أشد الأضرار بالمجتمع المصري والعربي على حد سواء. 



قال الدكتور محمد عبد الستار، الكاتب والباحث، يرى صعوبة في محو أضرار السوشيال ميديا على المستهدفين، أو متابعة ‏المجرمين ‏الإلكترونيين قضائياً، لافتا إلى أن المنظومات القضائية في كثير من الدول تبدو غير متماسكة ‏مقارنة بالتطبيقات ‏والاستخدامات التي تتيحها هذه الشبكات.‏

أضاف أن الهوية الرقمية للمستخدمين في الغالب هوية غير حقيقية تمنح المجرم الإلكتروني ‏فرصة أكبر للتضليل والقذف ‏والتشهير والاحتيال، إذ أصبح المستخدمون النبلاء لأغراض ذات فائدة كالتواصل الإنساني وتبادل الأخبار ‏والمعلومات ‏والأفكار والتثقيف والترفيه والتجارة مستائين مما يمكن تسميته انحراف ‏الرسالة عبر هذه الشبكات؛ ما يترك آثاراً كبيرة ‏على الوسيلة . ‏

أوضح أن شبكات التواصل الاجتماعي مستخدمين لا يحترمون قواعد السلوك، فالإنترنت ‏وكل ما تتيحه من تطبيقات أنتجت ‏مجتمع الإعلام والمعلومات والمعرفة والذكاء الإنساني ‏والعقل االخلاق، لكن مثلما في المجتمع الحقيقي يجب احترام ‏الآخرين.‏

تابع: عندما شعرت شركات تويتر وفيسبوك وغيرهما، بخطورة تصريحات ترامب على ‏المجتمع الأمريكي ديمقراطياً ‏واجتماعياً، عمدت إلى حجبها، دون اعتبار ذلك مساساً بحرية ‏التعبير، لأنه من الطبيعي أن الحرية عندما تؤدي إلى الدمار ‏لا تصبح حرية إنما شيء آخر.‏

أضاف: ما حدث في الولايات المتحدة مرة، يحدث في بلدان أخرى مئات المرات في اليوم، ‏حيث يتم استهداف الأشخاص ‏والشخصيات والأعراض والثقافات والدين بهويات مستعارة ‏فيعجز القضاء عن ملاحقة بعض المتهمين.‏

اختتم: يتعين على الشركات أن تمنع الرسالة المدمرة، لأنها مدعاة لتدمير الوسيلة في ‏المستقبل. ‏

أما زيد النابلسي، الكاتب والباحث، فيرى إن الشعوب العربية تحتاج إلى سنين ضوئية لكي يفهموا معاني الاستقلال الحقيقي ‏غير ‏المنقوص والسيادة الوطنية الأصيلة والكبرياء القومي للدولة الذي يمنحك الإرادة لاحترام النفس أولاً قبل احترام ‏الآخرين، ما يفرغ مواقع التواصل من أي فائدة حقيقية. ‏

لفت الباحث إلى أن إدراك معاني تلك القيم التي تمكنك ليس فقط من امتلاك القوة الرادعة المصنعة محلياً بأموال وعقول ‏وسواعد بلادك واكتفاء ذاتي لكي تحمي نفسك وتصون كرامتك، وإنما تلك التي تجعلك تمتلك أولاً وأخيراً قرارك المستقل ‏للثبات والوقوف بصلابة وثقة بالنفس لكي ترفض الهيمنة والنهب والإذلال، وليس المتاجرة بكل شيء على السوشيال ميديا.

تابع: نفتقد الكرامة المصانة بالقوة في هذا الشرق الحزين، أما آن لكم أن تستيقظوا ‏أيها العرب؟


الجريدة الرسمية