رئيس التحرير
عصام كامل

بحث عن أسباب الطلاق بالقومي للبحوث الاجتماعية: تدخل الأهل والإنترنت

الطلاق فى مصر
الطلاق فى مصر
تظل معدلات الطلاق ونسبتها في كل عام أمرا مثيرا للجدل، حيث يعكس وراءه العديد من المسببات التي تؤدي لحدوث خلل فى العلاقة الزوجية مما ينتج عنه الطلاق، وتتنوع تلك الأسباب من بين حالة وأخرى.


وطل علينا كعادته بأبحاثه المجلس القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية والتي تجيب عن كل تلك التساؤلات من خلال دراسة وبحثاً موسعاً لأكثر من ١٠٠ حالة سيدة أخذت قرار الطلاق من خلال د. وليد رشاد، الباحث بالمجلس القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية.

حيث بدأ بحثه بأن المشكلة هي أن الواقع يشير إلى ارتفاع معدلات الطلاق فى مصر خلال السنوات الأخيرة حيث إن إجمالي عدد حالات الطلاق فى ٢٠١٦ وصل ١٩٨.٣٨٩ ألف حالة وفي ٢٠١٧ وصلت نسبة الطلاق في التعدد السكاني ٧١١.٣٤٧ ألف حالة مطلقة ومطلق.. ومن هنا بدأ التساؤل عن أسباب ظاهرة الطلاق فى مصر؟

حيث كانت حالات الطلاق فى عام ٢٠١٨.. وصلت لـ٢١١.٥٥٤ مطلق /مطلقة وكذلك طلاق عن طريق المحاكم وصل ل ٨٥٤٢ حالة وبذلك يكون إجمالي عدد الحالات ٢٢٢٠٩٦ الطلاق المبكر بلغ نسبته ٤١.٠٤٪


وفي ٢٠١٩ بدأت شهادات الطلاق تنخفض بمعدل ٦١٦٧ شهادة، ووصل إجمالى عدد حالات الطلاق ل٢٠٥٣٨٧.. بينما أكدت مصادر مطلعة أن نسبة الطلاق فى ٢٠٢٠ ارتفعت بسبب تفشي فيروس كورونا مما نتج عنه وجود مشاكل نفسية واقتصادية جعلت الطلاق في تزايد.

وبناءً على ذلك تم إكتشاف إن نسبة الطلاق ترتفع فى السنوات الخمس الأولى للزوجين وبالفعل وقع الاختيار لاكثر من ١٠٠ حالة مطلق ومطلقة تم اتخاذها لقرار الطلاق في السنوات الأولى للزواج في أقل من خمس سنوات.

ووصلت نتائج البحث أن ٨٠٪ من الحالات أكدوا على أهمية الأخلاق كمعيار رئيسي لاختيار شريك الحياة، وذهب ١٩٪ من الحالات أن العائلة والنسب لهم دور أساسى في الاختيار، و١٣ ٪ فقط اتفقوا على أهمية وجود الحب والرومانسية على إعتبار إنهما  من محددات الزواج، بينما ١٢٪ من الحالات أقروا بأن المظهر له عامل رئيسي في الاختيار الزواجي.

وأكد البحث أن من خلال الحالات تصل نسبة ٣٧٪ من مشاكل "فترة الخطوبة" تتفاقم بعد الزواج مما ينتج عنها الطلاق.

وأضاف د. وليد رشاد الباحث بالمجلس القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية خلال بحثه على وجود دوافع رئيسية للطلاق في مصر أحتل المرتبة الأولى في الانهيار المبكر للأسير "تدخل الأهل" بنسبة تزيد عن ٥٠ ٪، بينما أحتلت الأسباب الاقتصادية المرتبة الثانية، حيث أكدت النتائج أن ٤٢٪ من الحالات أتفقت على ذلك.

وأشارت الحالات أن بنسبة ٢٣٪ أن الفروق الثقافية والمستوى التعليمي يكون من أهم الدوافع للطلاق، بينما أحتلت المشكلات المرتبطة بالإنجاب المرتبة الرابعة حيث وصلت لنسبة ٢٥ ٪ للحالات أنها دافع قوي سواء عدم الرغبة في الإنجاب من الطرفين أو مشكلة طبية تمنع الإنجاب.

بينما كشفت النتائج أن تعاطي المواد المخدرة والخيانة الزوجية والكذب شارك في قرار الطلاق بنسبة ليست بالقليلة ولكنها ليست رئيسية.

ولم يغفل البحث دور الانترنت في إرتفاع معدلات الطلاق خاصة عامي ٢٠١٩، ٢٠٢٠.. و أكدت نتائج البحث أن الانترنت أثر بشكل أساسى على الحوار الأسرى وذهب تأثير الانترنت لنسبة ٢٧ ٪ من الحالات وإن عدم الحوار الأسري في السنوات الأولى للزواج كان له دور مهم فى الانفصال والطلاق.

وأشار د. وليد رشاد فى بحثه أن ١٥٪ من الحالات ذهبت بأن الإنترنت ساهم فى الخيانة الزوجية.. وكانت نسبة خيانة الأزواج ٤ أضعاف الزوجات حيث وصلت نسبة خيانة الأزواج لزوجاتهم عبر الإنترنت ل١٢٪ بينما نسبة الزوجات ٣٪.

كما أثبت البحث أن الزوج أقل تأثيرا من الزوجة بالطلاق وذلك قد يرجع لقلة الضغوط الاجتماعية مقارنة بالمرأة، بينما عانت المرأة من الوصمة الاجتماعية وبخاصة في الريف بالنسبة للقب مطلقة.

وذكر ٥٠٪ من الحالات أن تأثير الطلاق على الأبناء جعلهم يعانون من إضطرابات نفسية ومشكلات سلوكية، وأن ١٤٪ من الحالات أكد أن الطلاق أدى لكراهية الأبناء للأب، وأقرت المطلقات بأن الآباء بعد الطلاق لا يلتزمون بدفع أي نفقة للطفل وذلك بنسبة ٥٠٪ من الحالات.
الجريدة الرسمية