رئيس التحرير
عصام كامل

أول تحرك إخواني لاستغلال فوز بايدن برئاسة أمريكا.. تدشين مركز أبحاث لدعم الديمقراطية‏.. يهاجم الأنظمة العربية لصالح الإسلاميين

بايدن
بايدن

في أول استغلال عملي لصعود الرئيس المنتخب جو بايدن إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، دشنت جماعة ‏الإخوان الإرهابية مركزا حقوقيا جديدًا بالعاصمة واشنطن، والهدف المعلن منه هو دعم "الديمقراطية" في ‏المنطقة العربية والدفاع عنها وكشف ما يعيقها أمام مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة. ‏



لكن العنوان البراق الذي اتخذته الجماعة للمركز، لم يمنع موقع التحقيقات البريطاني "إنفستيجيتف جورنال" من ‏البحث خلفه ومعرفة خطوط اتصالاته ومن الذي يديره، وتكشف له أنه أنشئ بواسطة مجموعة من الشخصيات المحسوبة ‏على فكر الإخوان والجماعات المتشددة.‏

مركز ضغط 

المركز الذي أطلق عليه اسم "‏DAWN‏" أو الفجر سيحاول الضغط بكل قوة على بايدن وفريقه الرئاسي، للنبش في ملفات ‏الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وكما هي عادة الجماعة في التقية، اختاروا أمريكية تدعى سارة ليا ويتسن لتولى دفة القيادة ‏بهدف تسليط الضوء على الإصلاحات الديمقراطية في العالم العربي والاحتفاء بها، مع تسليط الضوء أيضاً على انتهاكات ‏حقوق الإنسان ومايعتبرونه ممارسات تعسفية ومسيئة.‏

تحمل أجندة المركز تأييد صريح للحركات الدينية ولاسيما جماعة الإخوان تحت غطاء تعزيز حقوق الإنسان، ويبدو ذلك ‏واضحا من استدعاء شخصيات لها خلفية إخوانية للكتابة في نشرات المركز مثل الداعية السعودي سلمان العودة وعاصم ‏غفور، وهو محامٍ على صلة بتنظيم القاعدة.

كما يشارك معهم نهاد عوض وهو قيادي بالتنظيم الدولي للإخوان، وفلسطيني الجنسية، وشريك مؤسس لمجلس العلاقات ‏الأمريكية الإسلامية، وتحوم حوله شبهات بعلاقاته الوثيقة مع الجماعات الجهادية العنيفة، واتهم بشكل رسمي في قضايا إرهاب عام 2007. ‏

إشكالية كبرى ‏

يقول عمرو فاروق، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن هناك إشكالية كبرى في المجتمعات الأوروبية ‏تكونت على مدار سنوات طويلة، وجعلتها ساحة متّسعة للعناصر التكفيرية.‏

أشار فاروق إلى أن بعض الأنظمة السياسية الغربية تحوي عناصر متشددة دينياً ومتورطة في أعمال عنف ومتهمة من ‏الأنظمة العربية، لاسيما قيادات تنظيمات الجهاد المصرية والجماعة الإسلامية، وشخصيات على علاقة  بتنظيم القاعدة، ‏وعناصر تابعة للتنظيم الدولي لـ"الإخوان".‏

واختتم: احتواء هذه العناصر لا يتم من باب الحريات والديموقراطية، لكن من قبيل التوظيف السياسي كأوراق ضغط ضد ‏الأنظمة السياسية العربية.‏

رؤية معقدة 

يرى حجاج نايل، الكاتب والباحث، أن هناك عقدة في رؤية الغرب لتنظيمات الإسلام السياسي ولاسيما الإخوان، موضحا أن ‏الأخيرة يجرى التواصل معها على أسس هدفها تحقيق مصالح سياسية. ‏

أشار الباحث إلى أن جذور العلاقة التي جمعت الإخوان بالغرب، توضح كيف برزت علاقة مركبة ومتشابكة بالتركيز على ‏‏ما يسمى بسياسة "أفضل الأعداء"، ولهذا سيظل هذه الملف محل استخدام من الغرب، على حد قوله. ‏

الجريدة الرسمية