رئيس التحرير
عصام كامل

جنوب افريقيا تتدخل لحل أزمة سد النهضة وتعقد اجتماعا غدا.. مصر: المياه قضية وجود.. إثيوبيا تحاول تفخيخ الاجتماع

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبي
في الوقت الذي تلملم فيه دولة جنوب افريقيا أوراقها من رئاسة الاتحاد الإفريقى نظراً لإنهاء فترة رئاسته له مطلع العام الجاري 2021 واقتراب دولة الكونغو الديمقراطية من تولي الرئاسة الجديدة تسعى جنوب افريقيا إلى مسابقة الزمن لتحقيق تقدم فعلي في مفاوضات ملف سد النهضة الإثيوبي بعد توقف دام أكثر من شهر وسط تعنت إثيوبيا ومراوغاتها في محاولة ملء السد في مخالفة صريحة لاتفاق المبادئ الموقع عليه الدول الثلاث المعنية بملف المياه «مصر والسودان وإثيوبيا».


ومن المنتظر أن يعقد غداً الأحد اجتماع وزراي بشأن سد النهضة برئاسة بانادورا وزير التعاون الدولي بجمهورية جنوب السودان التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي.

ويناقش الاجتماع بحسب مصدر سوداني مقترح السودان الرامي لتفعيل المفاوضات بإعطاء دور أكبر للاتحاد الإفريقي عبر خبرائه للوصول لاتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة حسب طلب السودان السابق ومن ثم النظر في المسودة التفاهمية والتي أعدها خبراء الاتحاد الإفريقي للوصول لاتفاق مرضى للأطراف الثلاث بحسب وكالة الأنباء السودانية "سونا".
 
 ونقلت وسائل إعلام إثيوبية، تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي لوزارته، الاجتماع الذي تم دعوة الدول الثلاثة له «مصر والسودان وإثيوبيا» له برئاسة الاتحاد الإفريقي سيكون الأول بعد توقف المفاوضات لمدة شهر كامل إثر مطالبة الخرطوم بتغيير منهجية التفاوض.

 


وقال إن الاجتماع المرتقب الذي دعت إليه جنوب افريقيا يأتي في إطار "مسابقة الزمن"، في إشارة لانتقال الرئاسة المقبلة للاتحاد الإفريقي في 2021 إلى دولة الكونغو الديمقراطية.

تفخيخ الاجتماع
وتحاول إثيوبيا بين الحين والآخر تنفيذ عمليات استفزازية أو اتباع أساليب مراوغة لمصر والسودان لمحاولة الحصول على أي مكاسب سياسية حل نفاد صبر مصر لعمليات التفاوض في ظل إعلان مصر تمسكها بالأطر التفاوضية بشأن ملف سد النهضة.

واستدعت وزارة الخارجية أواخر الأسبوع الماضي، القائم بالأعمال الإثيوبي بالقاهرة، وذلك لتقديم توضيحات حول ما نُقل من تصريحات المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية يتطرق فيها إلى الشأن الداخلي المصري قبل أيام من استئناف مفاوضات سد النهضة دون أن تكشف وزارة الخارجية عن فحوى هذه التصريحات.


اتفاق قانوني
وجددت رئاسة الجمهورية في بيان لها أهمية التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي مع تعثر المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول المشروع الذي تخشى دولتا المصب تأثيره على حصص المياه والإضرار بسدودها.

وقال البيان إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الجنوب إفريقي، سيريل رامافوزا، والذي يترأس بلاده الدورة الحالية لتكتل دول القارة السمراء الذي يقود المراحل الأخيرة من المفاوضات.

ووفقا للبيان، أكد السيسي "ثوابت موقف مصر من حتمية بلورة اتفاق قانوني ملزم يضم الدول الثلاث، ويحفظ حقوق مصر المائية من خلال تحديد قواعد ملء وتشغيل السد، وذلك على خلفية ما تمثله مياه النيل من قضية وجودية لمصر وشعبها".


تحذير سوداني

طالب وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين، إثيوبيا بعدم الإقبال على التعبئة الثانية لسد النهضة دون اتفاق مسبق، لتأثيره على الدول المتشاطئة، مضيفا: "لا نقبل بهذا العمل"، واصفا مفاوضات سد النهضة بالمعقدة والشاقة.

وتابع: "نواصل التفاوض وسنواصل حتى الوصول إلى حل مرضٍ لكل الأطراف، وإلى أن نصل لحل ملزم لكل الأطراف، مضيفا السودان اعترض على الملء الأول الذي قامت به إثيوبيا وكنا نأمل أن تنتظر أديس أبابا حتى الوصول إلى اتفاق".

وقال وزير الخارجية السوداني في مؤتمر صحفى، إن توقيعنا لاتفاق مع إسرائيل لم يأتِ بضغط من الخارج، فلا تلام الدول على تفضيلها لدول على أخرى نسبة إلى المصالح المشتركة، فهذه ليست واردة في الدبلوماسية على الإطلاق.

وأضاف: مددنا أيدينا لكي نكون أصدقاء لكل العالم إلا من أبى، ورفضنا مبادئ النزاعات ولجأنا إلى السلم، والسودان الآن مسالم في نفسه ويمد يده إلى السلم لغيره.. السودان فك أسره بعد أن كان معتقلا من ناحية العلاقات الدولية.
الجريدة الرسمية