رئيس التحرير
عصام كامل

"طيور السنونو".. حكايات مثيرة عن جاسوسات الحرس الثوري الإيراني.. واصطياد عناصر القاعدة الهاربين من أفغانستان أبرز عملياتهن

مرشد إيران
مرشد إيران
«الأنوثة.. السلاح الذي لم يثبت فشله حتى الآن في معارك الجاسوسية، نتيجة اعترفت بصحتها غالبية أجهزة الاستخبارات في دول العالم، ولهذا دائما ما تلعب المرأة دورًا كبيرًا في عمليات «الجاسوسية»، سواء فيما يتعلق بـ«التجنيد» أو كشف شبكات الجواسيس والعملاء.


وتمتلئ كتب التاريخ بالعديد من الوقائع المخابراتية التي حسمها العنصر النسائي بشكل قاطع، وبنتيجة لا يقدر الرجال على الوصول إليها، ورغم التطورات التي شهدها العالم في وسائل التكنولوجيا التي كان لـ«التجسس» نصيب منها، إلا أنه لا تزال هناك بعض الأجهزة المخابراتية تتبع الأسلوب التقليدي، ومن بينها الأجهزة التابعة للنظام الإيراني الذي أقام شبكات وأجهزة تجسس تمكنه من تجنيد أكبر قدر ممكن من الشخصيات البارزة في كل دول العالم، أملا في رسم خرائط سياسية لتحقيق مصالحها ونفوذها.

نساء طهران

وحرصت «طهران» على استغلال النساء في تنفيذ العديد من العمليات المخابراتية الحساسية، فبحسب محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، فإن «إيران بدأت تستخدم السيدات مع إنشاء جهاز السافاك (منظمة المخابرات والأمن القومي الإيرانية) والذي كان بمثابة الشرطة السرية والأمن الداخلي وخدمة الاستخبارات، بعد أن أسسه محمد رضا بهلوي شاه إيران بمساعدة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد الإسرائيلي.

وعمل في إيران منذ عام 1957 حتى أمر رئيس الوزراء شابور بختيار بحله خلال اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، ورجال المخابرات الإسرائيلية كانوا يدربون الإيرانيين على كيفية استخدام نسائهم الفاتنات وخاصة المطلقات والأرامل وممن لديهن مشكلات اجتماعية في الأعمال المنافية للآداب.

وفي هذه الحالة يصبح من السهل على جهاز «السافاك» تجنيدهن في الأعمال الاستخباراتية من باب الترهيب والترغيب لاستدراج الرجال.

وأضاف «أبو النور»: ولكن بعد حل «السافاك» بدأت الدولة الإيرانية تعمل بشكل مباشر لكنها أصبحت بلا ذاكرة وبلا أرشيف معلوماتي واستخباراتي وبلا قدرة على القيام بعمليات، ما دفعها لإعادة هذا الجهاز مرة أخرى تحت مسميات مختلفة، ثم تحول إلى وزارة مدنية تدعي «إطلاعات» يرأسها أحد رجال الدين، وبعدها صمموا أكثر من جهاز للمخابرات لجمع المعلومات وبأساليب مختلفة عن بعضها، لكنه كان قائما على الخبرة الاستخباراتية لـ«سافاك» التي تستخدم النساء المثيرات والشهيرات بالجمال الشديد لتجنيد العناصر الداخلية أولًا كرؤساء القبائل والعشائر والقيادات السياسية والحزبية والطلابية.

وتابع: عندما اندلعت الحرب (العراقية - الإيرانية) وظهرت التنظيمات الإرهابية كتنظيم القاعدة، أصبحت إيران تواجه خطورة كبيرة بسبب الحرب الواقعة على الحدود بين روسيا وأفغانستان، وهو ما دفعها للعودة إلى استخدام السيدات مرة أخرى، حيث جرى وضعهن على الحدود لاستقطاب المجاهدين الذين كانوا يفرون عبر الحدود (الإيرانية - الأفغانية)، للحيلولة دون دخولهم إيران، وتكوين خلايا إرهابية من الممكن أن تعمل على زعزعة استقرارها.

حيث كان يجري وضع سيدات بأحصنة تكون في انتظار المجاهدين الفارين عبر الحدود والهروب بهم على أي بلد أو قرية للإقامة بها، بعد أن يستخدمن كل سبل الإغراء التي لا تقاوم، حتى يصبح الجهادي تحت أعين الأمن الإيراني.

الأكثر طلبًا

وكشف رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، أن «الطلاب والباحثين.. هم الفئة الأكثر طلبًا في أجندة إيران للتجنيد، نظرًا لأنها كانت تري أن هؤلاء الأشخاص عندما يعودون إلى بلادهم سواء في الجزائر أو المغرب أو تونس أو العراق سوف يصبحون شخصيات مؤثرة ويتقلدون مناصب حساسة في بلدانهم.

لذا كانت تسعي لتجنيدهم حتى يصبح ولاؤهم لإيران أولًا ويمدوهم بالمعلومات من خلال استخدام السيدات والعمل العقائدي.

وأوضح «أبو النور» أن إيران استخدمت العديد من النساء آخرهن سيدة تدعي صابرين سعيدي، الشهيرة بـ« أم محمد» ناشطة وشاعرة أحوازية لجأت مع زوجها إلى بريطانيا حيث الجالية الأحوازية الأكبر في أوروبا، والتي بدورها استدرجت الناشط الأحوازي حبيب فرج الله كعب المعروف بـ «أسيود» – الرئيس السابق لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز- إلى تركيا من أجل الحصول على المعلومات وإرسالها للمخابرات الإيرانية.

طيور السنونو

وبالفعل نجحت صابرين في استدراج «حبيب» إلى تركيا، ليلتقي بها في موعد غرامي ومن ثم قام أعضاء عصابة مخدرات معروفة تعمل لصالح المخابرات الإيرانية، باختطافه من خلال تخديره وتقييده ثم عبروا به إلى إيران.

وأكمل: لم تكن «صابرين» الحالة الوحيدة بل كان هناك العديد من النساء الإيرانيات استخدمن في عمليات التجسس ومن أبرزهن ميترا إستاد، التي قتلت مؤخرًا على يد زوجها محمد على نجفي عمدة بلدية طهران رميًا بالرصاص.

وكانت «ميترا» الزوجة الثانية لعمدة بلدية طهران السابق قبل أن يتولي المنصب، تعرف عليها في 2017 عندما جاءت إلى مكتبه وطلبت منه المساعدة في أن تكون أحد مرشحي مجلس مدينة «إسلام شهر» ومنذ ذلك الوقت بدأ تعارفهما، ومن ثم تزوجها بعدما تداول البعض أقاويل تشير إلى وجود علاقة مشبوهة تجمع بينهما رغم فارق السن الكبير.

وبرر نجفي قتله لزوجته الثانية ميرا إستاد، بعد تأكد شكوكه أن زوجته كانت ضمن مجموعات «برستوها» أو «طيور السنونو» الاستخباراتية، وهو التعريف الذي يستخدم عند الحديث عن النساء العاملات في مجال الجنس الاستخباراتي عن طريق التقرب من الرجال وإقامة علاقات معهم بهدف السيطرة عليهم وإخضاعهم.

نقلًا عن العدد الورقي...،
الجريدة الرسمية