رئيس التحرير
عصام كامل

آخرها إصدار رخص التدريب الموسيقي.. قرارات الانفتاح تتوالي في السعودية

السعودية
السعودية
شهدت السعودية تحولات مهمة تجاه ترسيخ سياسة الانفتاح على الأصعدة كافة، استناداً إلى رؤية المملكة 2030، وأقبلت خلال المرحلة الحالية المزيد من الخطوات الهادفة إلى تكريس سياسة الانفتاح، سواء كان ذلك على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أوالثقافي أو الاجتماعي، بهدف معالجة الكثير من أوجه القصور التي كانت موجودة من قبل وسائدة لمدة عقود طويلة، حتى باتت من المسلمات. 


واليوم، أعلن وزير الثقافة السعودي، الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، إصدار أول رخصتين للتدريب الموسيقي في المملكة، وحصل بموجب الرخصتين، مركز الدولية الموسيقي للتدريب، ومعهد البيت الموسيقي للتدريب، على تصريح لممارسة نشاط التدريب الموسيقي، وهما معهدان متخصصان يقدمان التدريب وتنمية المواهب في المجال الموسيقي.

ويأتي إصدار الرخصتين ضمن الإطلاق التجريبي لمشروع تأسيس المعاهد التدريبية المتخصصة في مجالات الثقافة والفنون، الذي تعمل عليه وزارة الثقافة السعودية بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وهيئة تقويم التعليم والتدريب، لتمكين ودعم المواهب السعودية وتنمية القدرات الثقافية والفنية، إضافة إلى تطوير الصناعة الفنية عبر إيجاد فرص تعليمية وتدريبية في مختلف التخصصات الإبداعية.

ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الخطوات والآليات الإجرائية لبدء التقديم على طلبات ترخيص معهد ثقافي وفني أمام المعاهد ومراكز التدريب الراغبة في تقديم برامج تدريبية ثقافية وفنية، وكذلك بالنسبة للأفراد المتطلعين للحصول على رخص التدريب في المجالات الثقافية والفنية؛ من خلال منصة إلكترونية تعمل عليها وزارة الثقافة خاصة بالتراخيص ستكون جاهزة بعد 3 أشهر لاستقبال هذه الطلبات.

وتتيح المنصة الإلكترونية للأفراد تراخيص متنوعة تشمل مجالات فنية وثقافية مختلفة بينها المسرح والموسيقى والأدب والنشر والترجمة والمتاحف؛ إذ تمكن المهتمين بمجال المسرح من الحصول على رخصة تدريب فنون أدائية، وفي الجانب الموسيقي رخص ثلاث، لممارس العزف الموسيقي وممارس إدارة الصوتيات الموسيقية وممارس الإنتاج الموسيقي، ورخصتين في نطاق عمل هيئة الأدب والنشر والترجمة وهما: ترخيص نشاط الوكالة الأدبية، ورخصة الوكيل الأدبي، بينما تم تخصيص رخصة في مجال المتاحف بمسمى: خبير رعاية مقتنيات المتحف.

وتشمل قائمة التراخيص المتاحة للمراكز والمعاهد التدريبية؛ تراخيص إقامة معاهد أو مراكز تدريب في قطاعات الموسيقى والفنون البصرية والمسرح والفنون الأدائية والأزياء وفنون الطهي والمتاحف والتراث والأفلام والتصميم وفنون العمارة والأدب والترجمة والآثار والحرف اليدوية، كما تتيح المنصة عدة خدمات تمنح من خلالها العملاء جميع التفاصيل والمعلومات اللازمة لكيفية الحصول على التراخيص والتصاريح الخاصة، والإجراءات والمتطلبات الضرورية لإكمال هذه الطلبات.

وتهدف وزارة الثقافة من خلال هذه الخطوة التي تعمل عليها مع منظومة التدريب التقني والمهني في المملكة إلى تنظيم مجال التدريب ورفع جودة المخرجات العلمية في القطاعات الفرعية للثقافة والفنون للقيام بأدوارها المهمة لخدمة الثقافة السعودية وفق رؤية المملكة 2030.

وارتبط سلوك السعودية لهذا الطريق، مع تولي الأمير محمد بن سلمان منصب ولاية العهد، حيث إنه شخصية شابة، منفتحة وطموحة، ولديها رؤى غير تقليدية لمعالجة الأمور، وكانت البداية لمرحلة الانفتاح التي تعيشها السعودية حالياً تدشين رؤية 2030، وهي خطة لمرحلة ما بعد النفط في السعودية تم إعلانها في إبريل 2016، وهذه الرؤية في الواقع ليست اقتصادية فقط، بل إنها استراتيجية لتحول شامل على الأصعدة كافة يجري تطبيقه في المجتمع السعودي، من خلال خطة متدرجة، حتى يمكن للمجتمع استيعاب التطورات غير المسبوقة، التي ينطوي عليها هذا التحول، الذي يحظى باهتمام كبير من قبل العالم الخارجي، ووسائل الإعلام الدولية، التي بدأت ترسم صورة غير تقليدية للسعودية، حيث يتم التركيز على تلك التطورات ومسيرة الانفتاح التي تشهدها البلاد.

عقوبة الجلد
وضمن هذا التحول الذي يحصل في السعودية، برزت متغيرات هامة أولهما، إلغاء عقوبة الجلد، حسب ما أعلنته المحكمة العليا في المملكة، طبقاً لوثيقة أوردتها وكالة الأنباء الفرنسية، ثانيهما، إعلان لجنة حقوق الإنسان في السعودية أن المملكة لن تفرض عقوبة الإعدام على الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم وهم قصّر. 

قيادة المرأة
وبعد سنوات طويلة من الجدل حول منع المرأة السعودية من قيادة السيارات، صدر فجأة قرار من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز يبيح إصدار رخص قيادات السيارات للرجال والنساء.

وأوضح السفير السعودي في واشنطن، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز أن المرأة السعودية لن تحتاج لأذن وليها لقيادة السيارات، ولن تكون حاجة لوجود محرم معها في السيارة أثناء القيادة.

كما أوضح أن هذا القرار ليس مجرد تغيير اجتماعي ولكنه جزء من الإصلاح الاقتصادي في البلاد. 

الرياضة النسائية
كما انطلق في السعودية أول دوري لكرة القدم النسائية، بعد تأجليه بسبب إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا، وتشارك في الدوري أكثر من 600 لاعبة في 24 فريقا من الرياض وجدة والدمام، تتنافس من أجل بطولة الدوري.

ولم تبث المباريات الأولى على التلفزيون ولكن وسائل الإعلام المحلية وصفتها بأنها خطوة أولى في طريق مشاركة المرأة في الرياضة، ولم يكن يسمح للنساء في السعودية بحضور مباريات كرة القدم في الملاعب إلا في سنة 2018.

الجريدة الرسمية