رئيس التحرير
عصام كامل

المتعافون من كورونا في خطر.. تلف الرئة أبرز أعراض ما بعد الشفاء.. تعفن الدم يتلف الأعضاء الحيوية.. وفقد الرغبة الجنسية عند الرجال

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
لم يعد التعافي من فيروس كورونا إنجازا في حد ذاته، وخاصة أن الفيروس لن يخرج من الجسم هباء ولكنه يترك وراءه آثارا جانبية خطيرة، كما أن توقعات عدم تكرار الإصابة أمر غير مضمون، ومن هنا تزايدت التسائلات هل سيكون الإنتصار الأخير للفيروس أم للنفس البشرية.


ضعف الرغبة الجنسية  
الدكتور حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة الصحة قال خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "يحدث في مصر" الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر بقناة "إم بي سي مصر"، أن بعض متعافي كورونا ثبتت معاناتهم من ضعف الرغبة الجنسية والتوتر النفسي والخمول واضطرابات في الجهاز الهضمي وزيادة في ضربات القلب، وأضاف: "نتابع الحالات منذ 5 شهور، وهناك من يعاني من أعراض طويلة بعد التعافي".

عقم الرجال
الأمر لم يتوقف علي ذلك فحسب، فقد تواصلت دراسة صينية إلي أن الفيروس يمكن أن يلحق أضرارا بالغة بالجهاز التناسلي الذكري ما يؤدي إلي العقم عند الرجال، وأن العدوي لا تضر فقط بالرئتين، ولكنها أيضا تضر بالكلي والخصيتين، مما يؤدي إلي عقم الذكور، ويؤثر علي الذكور الصغار المصابين أكثر من الكبار.

ووجه أطباء الصدر والعقم نصائح للمتعافين بأداء تمارين لتحفيز نظام القلب والأوعية الدموية مثل ممارسة السباحة مما يساعد علي تعافي الرئتين، ومتابعة تأثير المرض علي الرئتين علي المدي الطويل، كما ينبغي اجراء إعادة تقييم للجهاز التناسلي بعد التعافي من الإصابة، والمتابعة مع طبيب متخصص للعلاج من تاثير المرض علي الجهاز التناسلي للرجال.

التليف الرئوي وضيق تنفس
فيروس الجائحة يترك آثارا جسيمة في الجسم، حيث توصلت دراسة كندية بعد دراسة الآثار الجانبية للإصابة بفيروس كورونا الجديد، من خلال فحص 12 مريضا متعافيا، أشارت النتائج إلي عدم قدرة اثنين أو ثلاثة منهم علي القيام بما كانوا يفعلونه من قبل مثل التجول والمشي بدون ضيق في التنفس، وضعف وظائف الرئة، وهي حالة تتشكل فيها شرائط من الأنسجة الضامة علي الرئتين، وتتعارض مع عملها الطبيعي.
 
كما أظهرت الفحوصات علامات تلف بالأعضاء الداخلية لـ9 مرضي آخرين، وأوضحت نتائج التصوير المقطعي لرئتي 9 مرضي يخضعون للعلاج بمستشفي الأميرة مارجريت بكندا بعض التغيرات للأعضاء الداخلية ما يشير إلي تلفها.

مرض تعفن الدم
كما أنه من الممكن تعرض المتعافين من فيروس كورونا المستجد إلى مرض تعفن الدم، واستنادا إلى إحدى الدراسات، أشارت المنظمة الطبية البريطانية إلى أن حوالى 20 ألف شخص من الذين نجوا من الفيروس التاجى قد يصابون بهذا المرض فى غضون عام على تعافيهم، وبحسب قناة "يورونيوز " أوضحت المنظمة البريطانية أن شخصا واحدا من بين كل خمسة أشخاص يتلقون العلاج فى المستشفى من الفيروس التاجى هم فى خطر.

ويصاب الشخص بمرض تعفن الدم عندما يتفاعل جسم المريض بشكل مبالغ فيه مع العدوى، ويتسبب ذلك فى تشغيل الجهاز المناعى، مما يؤدى إلى حدوث تلف الأنسجة وفشل الأعضاء، وهو ما قد يتسبب فى الموت، لذلك يرى الخبراء أنه إذا تم اكتشاف هذا الاضطراب فى الوقت المناسب، يمكن معالجته عن طريق المضادات الحيوية قبل أن يتحول إلى صدمة "إنتانية " تقوم بإتلاف الأعضاء الحيوية، وفى هذا الصدد يقول الدكتور رون دانيلز، مؤسس منظمة مرض تعفن الدم أن كل شخص تمّ تشخيصه بكوفيد-19، وحتى أولئك الذين عانوا من أعراض خفيفة فقط، يجب أن يعرفوا كيفية اكتشاف الاضطراب وأعراضه.

وينصح الأطباء بضرورة الفحص الدائم للمتعافين لاكتشاف أي أمراض تابعه للإصابة واكتشافها مبكرا لسرعة علاجها وإيجاد حلول لها.

اضطرابات نفسية
ونتيجة للظروف النفسية القاسية التي يمر بها مصاب، توصلت دراسة إيطالية أجراها مستشفى سان رافائيل فى ميلانو لى أن الناجين من مرض فيروس «كورونا» المستجد يعانون من زيادة فى معدلات الاضطرابات النفسية، بما فى ذلك اضطراب ما بعد الصدمة، والقلق، والأرق، والاكتئاب، وفقا لصحيفة «ديلى ميل» البريطانية.

 وجرى تقييم مجموعه 402 من المرضى المصابين بالفيروس التاجى بمستشفى «سان رافاييل» بميلانو فى جزء من مشروع بحثى لمعرفة الآثار طويلة الأمد للفيروس على الدماغ، وبينت الدراسة أنه بعد شهر واحد من مغادرة المستشفى، عانى عدد كبير من المتعافين؛ إما من الإجهاد اللاحق للصدمة وإما من القلق وإما الأرق وإما الاكتئاب. 

تكرار الإصابة
والأصعب من ذلك أن مناعة المتعافين من الفيروس لم تقف حائل عن تكرار الإصابة، وهو ما أكدته الوقائع الحياتية والدراسات العلمية، فقد تواصلت أحدث الدراسات وهي صينية أن مستويات الأجسام المضادة لدى المتعافين من كوفيد-19 انخفضت بحدة خلال ما بين شهرين وثلاثة أشهر من الإصابة سواء ظهرت عليهم الأعراض أم لم تظهر.

كما كشفت دراسة لفريق علماء في مستشفى "شوابينغ" بميونخ الألمانية عن انخفاض عدد الأجسام المضادة لفيروس كورونا لدى الأشخاص المتعافين منه، ما يشير إلى احتمال تكرار إصابتهم بالمرض من جديد، وهو ما اتضح علي مجموعة من المرضى الأوائل المصابين بفيروس المستجد في ألمانيا، وتلقوا العلاج منذ أواخر يناير وحتى أواسط فبراير في مستشفى "شوابينغ".

وعلي خلاف ذلك حددت دراسة علمية حديثة أجراها معهد "لا جولا للمناعة" في كاليفورنيا، المدة الزمنية للمناعة التي يتمتع بها المتعافون من فيروس كورونا المستجد، ووفق الدراسة فإن المناعة من الفيروس التاجي تستمر لثمانية أشهر وقد تصل لسنوات، بخلاف الدراسات السابقة والتي أشارت إلى أن الأجسام المضادة تتلاشى في غضون ثلاثة أشهر من التعافي.

ومازالت الدراسات تحاول استكشاف كل ما هو مستجد عن الفيروس، ولكن القاعدة الأكثر ترجيحا والتي أجمعت عليها الكثير من الدراسات أن المناعة المكتسبة للفيروس غير دائمة، وإن اختلفت كلا منهم في تحديد المدة الزمنية للمناعة التي يتمتع بها المتعافون.

الجريدة الرسمية