رئيس التحرير
عصام كامل

فاطمة وأم كلثوم تتسلمان جائزة نوبل في ستوكهولم

ابنتا نجيب محفوظ
ابنتا نجيب محفوظ تتسلمان جائزة نوبل
فى مثل هذا اليوم عام 1988 تسلم الأديب العالمى نجيب محفوظ جائزة نوبل فى الأدب إلا أنه تعذر عليه السفر لاستلام الجائزة وأناب عنه ابنتيه فاطمة وأم كلثوم والصحفى محمد سلماوى لاستلامها، لكنه أرسل كلمة كتبها لتذاع فى احتفالية تسلمه الجائزة هى بمثابة وثيقة قومية تؤكد انتماءه للحضارة الإسلامية والتراث الإسلامى والعربى القائم على التسامح والإخاء، وألقى الكلمة نيابة عنه الكاتب محمد سلماوى قال فيها:



إني أشكر الأكاديمية السويدية ولجنة نوبل على التفاتها الكريم لاجتهادى المثابر الطويل وأتحدث إليكم بلغة غير معروفة للبعض لكنى أرى أنها هى الفائز الحقيقى بالجائزة، وأنى كبير الأمل ألا تكون هى المرة الأخيرة ون يسعد الادباء من قومى بالجلوس بكل جدارة بين أدبائكم العالميين.

واسمحوا لى أن أقدم نفسى إليكم، فأنا ابن حضارتين تزاوجتا فى عصر من عصور التاريخ زواجا موفقا، أولاهما حضارة عمرها سبعة آلاف سنة هى الحضارة الفرعونية، والثانية هى الحضارة الإسلامية ولعلى لست فى حاجة إلى التعريف بالحضارتين لأحد منكم وأنتم من أهل الصفوة والعلم.

ودعونى أتحدث عن إنجازات الحضارة الفرعونية فى الفن والأدب ومعجزاتها الشهيرة فى الأهرامات وأبو الهول والكرنك، وعن الحضارة الإسلامية فلن أحدثكم عن دعوتها إلى إقامة وحدة بين البشر فى رحاب الخالق تقوم على الحرية والمساواة والتسامح ولا عن فتوحاتها التى غرست آلاف المآذن الداعية للعبادة والتقوى والخير ولا عن المؤاخاة التى تحققت فى حضنها بين الأديان فى تسامح لم تعرفه الإنسانية من قبل.

قدر لى يا سادة أن أولد فى حضن هاتين الحضارتين وأن أرضع لبنها وأتغذى على أدابهما وفنونهما ، ثم ارتويت من رحيق ثقافتكم الثرية الفاتنة وفى النهاية توج اجتهادى بجائزة نوبل الكبرى، فالشكر أقدمه لها باسمى وباسم البناة العظام الراحلين من مؤسسي الحضارتين. 

محفوظ.. وروشتة دواء لأوجاعنا!

وتتساءلون عن هذا الرجل القادم من العالم الثالث وكيف وجد الفراغ أتاح له أن يكتب القصص  فأنا قادم من عالم مثقل بالديون حتى ليتهدده سدادها بالمجاعة أو يقاربها يهلك منه أقوام من الفيضانات ويهلك آخرون من المجاعة وبالحرمان من أي من حقوق الانسان فى عصر حقوق الإنسان وكانهم غير معدودين من البشر، وفى الضفة الغربية وغزة أقوام ضائعون رغم أنهم فوق أرضهم يعانون القتل والتشريد والتعذيب وحولهم 150 مليون من العرب يتابعونهم بالحزن والأسى مما يهدد المنطقة بكارثة.

لكن من حسن الحظ أن الفن كريم وعطوف وكما أنه يعايش السعداء فإنه لا يتخلى عن التعساء ويهب لكل فريق وسيلة للتعبير، وما العالم المتقدم والثالث إلا كتلة واحدة ولعلى لا أتجاوز واجبى إذا قلت باسم العالم الثالث لا تكونوا متفرجين على مآسينا لكن عليكم أن تلعبوا فيها دورا نبيلا يناسب أقداركم.

الجريدة الرسمية