رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يكره الإخوان شمس بدران رغم مرور نصف قرن على صراعه معهم؟ ‏

جمال عبد الناصر و
جمال عبد الناصر و شمس بدران

منذ أيام وهناك شائعات تتردد عن وفاة شمس بدران، وزير الحربية الأسبق في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لم ‏ينف أحد من أسرته أو يؤكد في بيان رسمي، ووسائل الإعلام فقط هي من تتابع القضية.



وبدران أحد قادة يوليو الذين اختلفت الروايات بحقهم، ولاسيما أنه أدٌين وُسجن مع بعض القادة بتهمة المسئولية عن هزيمة 1967، وظل بالسجن حتى عام 1974 وخرج بقرار شخصي من الرئيس السادات، واختار لنفسه منفى اختياري في لندن منذ وقتها ‏وحتى الآن. ‏

وُلد شمس بدران في الجيزة عام 1929، والتحق بالأكاديمية العسكرية، وتخرج فيها عام 1948، وشارك بعد التخرج ‏مباشرة في حرب فلسطين، وعاش أياما صعبة بعد محاصرته في الفالوجا، ولكنها كانت فرصة نادرة للتعرف على تنظيم ‏الضباط الأحرار وخاصة عبد الناصر وزكريا محي الدين وعبد الحكيم عامر.

توطدت علاقته بعبد الحكيم عامر وأصبح مديرا لمكتبه ‏بعد نجاح الثورة، وساهم في اختياره وزيراً للحربية عام 1966. ‏

القضية الأخطر في حياة بدران، والتي ستبقى الأهم والأبقى في تاريخ الرجل، هو موقفه من جماعة الإخوان الإرهابية، ‏باعتباره المخطط الرئيسي لأسلوب التعامل معهم، وكان سببا في تفتيت عظام التنظيم وإنهاء وجوده في البلاد بعد أن كان ‏شبحا مخيفا للجميع.‏

بعد الكشف عن قضية تنظيم 1965 التي حاول فيها سيد قطب الاستيلاء على الحكم عبر تفجير منشآت البلاد الكبرى لإحداث ‏إرباك قد يمكن الخلايا الإخوانية من الانقضاض على السلطة، زج بدران بالآلاف من الجماعة ورموزها إلى السجون ‏واستطاع الحصول منهم على اعترافات خطيرة، وكشف شبكات التمويل وأخطر العناصر السرية التي لا يعرفها أحد.‏

حتى الآن يعتبر بدران هو أقسى من قابله الإخوان في تاريخهم، ولهذا كانوا أول من اهتم بشائعات موته رغم مرور نصف قرن على صراعهم معه، وأفردوا مساحات ‏كبيرة في وسائل إعلامهم للتحدث عنه والإساءة له، بما لا يستطيع الآن الرد عليه، وإن كانت صفحات التاريخ لا تكذب ولا ‏تتجمل وستحمل للجميع ما له وما عليه.  ‏

الجريدة الرسمية