رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل خطة النمسا لمواجهة تنظيم الإخوان الإرهابي

النمسا - أرشيفية
النمسا - أرشيفية
عقب وقوع هجوم على كنيس في العاصمة النمساوية فيينا ومقتل عدد من الأشخاص وإصابة آخرين، اتخذت السلطات النمساوية عددا من الإجراءات التي من شأنها تضييق الخناق على الجماعات المتشددة والمتطرفة داخل المجتمعات الأوروبية أبرزها تنظيم «الإخوان الإرهابي» .


وأثار هجوم فيينا حالة من الصدمة داخل المجتمع النمساوي، إذ كانت النمسا في منأى نسبياً عن موجة الهجمات الإرهابية في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، مقارنةً بباريس ولندن وبروكسل على سبيل المثال.

واتخذت النمسا بعض الإجراءات لمواجهة خطر تنظيم "الإخوان" الإرهابي في 4 ولايات نمساوية، ففي وقت سابق من اليوم الإثنين نفذت الشرطة النمساوية مداهمات في ٤ ولايات اتحادية، بينها فيينا، ضد أشخاص وجمعيات مرتبطة بـ "الإخوان الإرهابية وحركة حماس". 

العملية رمسيس

ذكرت صحيفة «دير ستاندرد» النمساوية، نقلا عن مصادر أمنية أن: "التحقيقات تجرى مع المشتبه بهم بشأن الانتماء لمنظمات إرهابية، وتمويل الإرهاب، والقيام بأنشطة معادية للدولة، وتشكيل تنظيم إجرامي وغسيل الأموال".
 
ووفقًا لمكتب المدعي العام، فإن المداهمات تأتي بعد "تحقيقات مكثفة استمرت أكثر من عام" من قبل هيئة حماية الدستور ومكافحة الإرهاب "الاستخبارات الداخلية".

بداية العملية

كانت بداية العملية، في فبراير 2019، عندما أصدرت الداخلية النمساوية قانونا يحظر رموز جماعة الإخوان الإرهابية، وعددا من التنظيمات الإرهابية الأخرى، والذي دخل حيز التنفيذ بعدها بشهر واحد.

وتشمل قائمة الرموز المحظورة، نحو 13 علما ورمزا مختلفا، ويأتي شعار جماعة الإخوان باللون الأخضر "سيفان يتوسطهما كلمة وأعدوا"، كأول رمز في قائمة الحظر.
 
وخلال العام الأول لتطبيق القانون، رصدت السلطات النمساوية 71 مخالفة لقانون حظر رموز الإخوان الإرهابية ومليشيا حزب الله اللبنانية، خلال عام.

توثيق الجرائم

من جانبها، أعلنت وزيرة الاندماج النمساوية، سوزان راب، البدء في تأسيس مركز توثيق "الإسلام السياسي"، على غرار مركز توثيق اليمين المتطرف، وخصصت ميزانية أولية بقيمة نصف مليون يورو للمركز الذي يتولى مراقبة الإخوان والتنظيمات التركية وغيرها في البلاد، بما يشمل المساجد ومواقع التواصل الاجتماعي.

ووفقا لصحيفة «كرونة» النمساوية، يسير مشروع مركز توثيق الإسلام السياسي على الطريق الصحيح، إذ تراهن فيينا على عقول أفضل الخبراء في هزيمة الإخوان والتيارات المتطرفة.

وأضافت الصحيفة: "اكتملت هياكل المركز وجرى تعيين قياداته"، ناقلة عن سوزان راب قولها "نحن نؤسس منارة ضد الراديكالية والتنظيمات المتطرفة..هناك خبراء كبار في شؤون التنظيمات المتطرفة يديرون المركز".

ويضم هيكل المركز ٨ خبراء عالميين، أبرزهم ليزا فيلهوفر، أهم خبيرة في شؤون الاندماج في النمسا، وواحدة من أوائل من طالبوا بتأسيس المركز، لرصد وتحليل تنظيمات وقيادات التنظيمات المتطرفة في البلاد.

كما يضم المركز، الخبير الأمريكي ذا الأصول الإيطالية، لورينزو فيدينو، أهم باحث غربي في شؤون الإخوان ورئيس مركز التطرف بجامعة جورج واشنطن الأمريكية، ومؤلف دراسة "الإخوان في النمسا" المنشورة في ٢٠١٧، بالتعاون مع هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية".

منع التمويل

في سبتمبر الماضي، قررت حكومة مقاطعة "النمسا العليا" شمالي النمسا، وقف جميع أشكال التمويل الحكومي للإخوان وغيرها من التنظيمات المتطرفة، وتشكيل لجنة خبراء لرصد تحركاتها وهياكلها.

يشار إلي أن تنظيم الإخوان الإرهابي يملك وجودا كبيرا في النمسا، خاصةً في فيينا وجراتس، ويتمثل ذراعها الأساسي في الجمعية الثقافية أو Liga Kultur، ومجموعة من المساجد والمراكز الثقافية مثل النور في جراتس، والهداية في فيينا.
الجريدة الرسمية