رئيس التحرير
عصام كامل

تسريبات كلينتون.. هل تؤثر على بايدن في الانتخابات الأمريكية؟

كلينتون
كلينتون
ساعات وتبدأ الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي يتنافس فيها المرشح الديمقراطي جو بايدن، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصادق الأخير على رفع السرية عن جميع الوثائق المتعلقة بالتحقيقات في استخدام وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون خادما خاصا لرسائل البريد الإلكتروني الحكومية، وتساءل العديد من المراقبين والمحللين عن سبب رفع السرية عن هذا الملف في هذا التوقيت الحرج، خاصةً مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، إذ يري بعضهم أن ترامب يهدف إلى التأثير على شعبية منافسه الديمقراطي جو بايدن، وتقليص فرصه في الوصول إلى البيت الأبيض، فيما يرى آخرون أن هذه القضية لا علاقة لها بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.


تسريبات كلينتون
قرر الرئيس ترامب رفع السرية مؤخرا عن تسريبات لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، وأعلن وزير الخارجية مايك بومبيو أن الإفراج عن الرسائل الإلكترونية يأتي في إطار الـ "شفافية" وتضمنت تسريبات كلينتون العديد من الملفات الشائكة والفضائح أبرزها الكشف عن وجود تعاون وثيق بين إدارة أوباما ومحمد مرسي عندما كان عضوا بمكتب إرشاد تنظيم جماعة الإخوان وأيضا عندما أصبح رئيسا للبلاد وأن السفارة الأمريكية في القاهرة لعبت دور حلقة الوصل بين القيادي الإخواني والإدارة الأمريكية وبحسب وثائق الخارجية الأمريكية، فإن مرسي كان على اتصال مع السفارة الأمريكية منذ صيف عام 2011، وذلك قبل تأسيس حزب الحرية والعدالة –المنحل– الذراع الحزبي لتنظيم الإخوان ما بين عامي 2011 و2013، وكان مرسي على رأس الحزب قبل توليه رئاسة الجمهورية، ووفقا للوثائق كانت اتصالات مرسي تحمل معلومات عن لقاءاته مع الساسة والنخب المصريين وإبلاغ السفارة الأمريكية أولا بأول عن تفاصيل تلك اللقاءات وطلب المشورة الأمريكية، بالإضافة إلى الكشف عن محاولة إعادة هيكلة جهاز الشرطة المصري تحت إشراف أمريكي، وأشارت إحدى الرسائل التي تم رفع السرية عنها والتي تعود لسبتمبر من عام 2010، عن تعاون قطري مع تنظيم الإخوان في مشروع إنشاء قناة إعلامية باستثمارات تبلغ 100 مليون دولار، بعدما اشتكى التنظيم الإخواني الإرهابي من ضعف مؤسساته الإعلامية، كما تضمنت التسريبات اقتراح وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، اغتيال مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج، بعد تهديده بنشر رسائل بريدها، وكشفت التسريبات أنه خلال أحد الاجتماعات، اقترحت كلينتون تصفية مؤسس "ويكيليكس"، قائلة: "ألا يمكننا إرسال طائرات دون طيار لذلك الرجل؟"

تأثير التسريبات على الانتخابات
بدوره، قال أستاذ العلاقات الدولية والشئون الأوروبية الدكتور أيمن سمير، إن تسريبات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة أكدت حديث ترامب فيما يتعلق بعدم أمانة كلينتون واستخدامها خادما خاصا وتورطها في ثورات الربيع العربي، مضيفًا أنه "يعتقد أن الكشف عن هذه التسريبات فيما يتعلق بالانتخابات جاء متأخرًا جدًا"، مشيرًا إلى أن التصويت في الولايات المتحدة بدأ منذ أواخر أغسطس ومن المقرر أن يستمر حتى 3 نوفمبر، إذ أن ما يقرب من الـ 50 مليون ناخب أمريكي قد صوتوا بالفعل في الانتخابات، وأوضح سمير أن الكتلة التي يمكن أن تتأثر بهذه التسريبات هي "الكتلة المتأرجحة"، مؤكدًا أنها أصبحت صغيرة جدا، ولا يمكن أن تحسم الانتخابات، قائلًا: إن "من سيصوت لترامب قد قرر ومن سيصوت لبايدن قرر أيضا"، واستبعد المتخصص في العلاقات الدولية أن تؤثر تسريبات كلينتون والتي أظهرت تعاون الحزب الديمقراطي مع جماعات إرهابية، على رأي الناخبين الأمريكيين، ولكنه أشار إلى أن التسريبات أوضحت حقيقة الحزب الديمقراطي للمنطقة العربية فيما أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان الدكتور جهاد عودة، إلى أن رفع ترامب للسرية عن تسريبات هيلاري كلينتون يأتي كمحاولة لـ "كسر سم" الديمقراطيين، مؤكدا أن قضية كلينتون يتم التحقيق فيها منذ عدة سنوات، إلا أن ترامب سلط الضوء في هذا الوقت لاستغلالها لصالحه، وبشأن تأثير تسريبات كلينتون على شعبية بايدن، أوضح عودة أنه لا يمكن التنبؤ بهذا الأمر، نظرًا لوجود عددا من الولايات المتأرجحة داخل الولايات المتحدة.

الجريدة الرسمية