رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. الخديو إسماعيل ينشئ دار الأوبرا الخديوية "عنوان الجمال والرقي"

صورة الأوبرا الخديوية
صورة الأوبرا الخديوية القديمة
إن فن الأوبرا ليس فنا بعيدا عن تذوق المصريين فقد وجد على جدران المعابد المصرية القديمة مدى الاهتمام بالموسيقى والرقص والغناء، وهناك ارتباط وثيق بقصة إنشاء الأوبرا فى مصر فى الأول من نوفمبر عام 1869 وحفل افتتاح قناة السويس فى عهد الخديو إسماعيل الذى بناها لمحاكاة الغرب وليحضر عروضها الملوك والرؤساء وكبار شخصيات العالم الذين أتوا إلى مصر لحضور حفل افتتاح قناة السويس.


اختار لها الخديو مكانا هاما بوسط القاهرة وقبل بنائها بعام واحد أنشئ المسرح الكوميدى بمنطقة الأزبكية عام 1868 لتقدم عروضا عالمية وموسيقية.

وبنيت دار الأوبرا الخديوية كتحفة معمارية أشرف على تصميمها اثنان من أشهر مهندسي العالم هما الإيطاليان بيتروأفوسكاني، وروتسي وبنيت، على مدار ستة أشهر شارك في بنائها أشهر مثالي ورسامي العالم لتزيينها بتكلفة قدرها 1,6 مليون جنيه.

وحضر افتتاح دار الأوبرا فى مثل هذا اليوم الأول من نوفمبر 1869 كأعظم كيان ثقافي وترفيهي الخديو إسماعيل والإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث، والإمبراطور فرانسوا جوزيف عاهل النمسا وغيرهم من الشخصيات السياسية والفنية العالمية والمصرية.

وكان من المقرر أن يشهد الافتتاح عرض أوبرا عايدة لفيردي إلا أن ظروف الحرب الفرنسية الألمانية وما أسفرت عنه من صعوبة وصول الممثلين والديكورات والملابس حالت دون ذلك ليتم عرض ريجوليتو للموسيقار فيردي أيضا، وقدمت أوبرا عايدة بعدها بعامين للمرة الأولى على مسرح دار الأوبرا الخديوية.

الأوبرا الخديوية.. الجمال الذي كان

وتولى إدارة الأوبرا خمسة مديرين إيطاليين وكانت تمثل صورة مصغرة للامتيازات الأجنبية فى مصر التى انتهت عام 1937 حيث تولى إدارتها منصور غانم كأول مصري يرأس دار الأوبرا المصرية، ثم تولاها الفنان سليمان نجيب من عام 1938 حتى عام 1954 ثم عبد الرحمن صدقي ومحمود النحاس، وصلاح طاهر ثم صلاح ذهنى ومحمد حسن وصالح عبدون حتى عام 1971.

ومن أهم الأعمال التى قدمت على مسرح الأوبرا القديمة مسرحية عطيل عام 1912 ، مسرحية نابليون عام 1913 ، الحاكم بأمر الله 1915، عاصفة فى البيت 1924 ، اندروماك 1936 ، الأرملة الطروب 1961 وغادة الكاميليا فى نفس العام، وفى عام 1957 قدمت أوبريت يا ليل يا عين بطولة نعيمة عاكف ومحمود رضا وأخرجها زكى طليمات.

وفي أكتوبر 1971 شهد العالم واقعة حريق دار الأوبرا الخديوية والتهام النيران لجدرانها وسيمفونياتها وأوبريتاتها والآلات واللوحات وأسدل الستار على الأوبرا الخديوية القديمة.

وظلت مصر بلا دار للأوبرا حتى عام 1985، حيث كان موعد مصر مع الأوبرا الحديثة، حيث تم وضع حجر الأساس بمقتضى منحة يابانية واستمر البناء 34 شهرا لتفتتح فى أكتوبر عام 1988 بتولي الدكتورة رتيبة الحفني رئاستها، وأقيمت على مساحة 13855 مترا مربعا من إجمالي مساحة 45000 الأرض بكاملها.

وتضمن حفل الافتتاح المعزوفة الموسيقية فانفار والسلام الجمهورى ثم عروض الكابوكى اليابانية ونشيد الجهاد من كلمات مأمون الشناوى وألحان محمد عبد الوهاب مع كورال أوبرا القاهرة وفرقة أم كلثوم.
الجريدة الرسمية