رئيس التحرير
عصام كامل

ملوك الخليج متوجسون من إعجاب "تميم" بالمشروع الإخوانى

 الأمير تميم بن حمد
الأمير تميم بن حمد امير قطر الجديد

أثار تولى الأمير تميم بن حمد للسلطة في قطر خلفا لوالده الأمير حمد بن خليفة العديد من التساؤلات والمخاوف، خاصة في منطقة الخليج العربى.

فالقرار الذي اتخذه الأمير حمد بنقل السلطة إلى ولى عهده "تميم" جاء في توقيت تعج فيه المنطقة بالعديد من الأحداث الساخنة التي تشتبك فيها قطر كلاعب رئيسى خصوصا فيما يتعلق بالأزمة السورية والعلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين والأنظمة الحاكمة الجديدة في مصر وتونس وليبيا.

وقد بدأت العديد من الدوائر في الحديث عما إذا كان الأمير الشاب البالغ من العمر 33 عاما سيسير على درب والده، أم أن له رأيا آخر. وتعتبر علاقة قطر بالإخوان المسلمين أهم الملفات الساخنة التي ستكون محل نقاش وجدل في الفترة المقبلة مع تولى الأمير "تميم" المسئولية.

ولا يخفى الأمير الجديد إعجابه بالمشروع الإخوانى، وهو ما يقلق ملوك وأمراء الخليج الآخرين الذين يحاولون جاهدين تفادى هبوب رياح الربيع العربى على بلدانهم منذ اندلاع الشرارة عام 2011.

فالأمير "تميم" كان وراء العديد من القرارات الأخيرة بتقديم الدعم المالى والاقتصادى لمصر وطالب بزيادة الاستثمارات وإقامة المشروعات القطرية في مصر، ويشاركه في ذلك الشيخ حمد بن جاسم بن جبر رئيس الوزراء ووزير الخارجية الذي يعتبر مهندس تسويق المشروع الإخوانى عند الأمريكيين، والداعم الأكبر للمعارضة السورية الإخوانية.

ولكن من غير المرجح أن يظل حمد بن جاسم في موقعه، في ظل العداء الخفى الذي تكنه الشيخة موزة والدة الأمير الجديد، للشيخ حمد بن جاسم باعتباره الخطر الحقيقى على عرش ابنها لما له من نفوذ.

أما الملف الثانى الذي سيواجه الأمير الجديد هو العلاقة مع الأمريكيين، ومن غير المتوقع أن يشهد هذا الملف أي تغيير يذكر، حيث أن كل الترجيحات تشير إلى أن تسلم تميم السلطة تم بمباركة أمريكية وبعد الاتفاق والتنسيق بخصوص كل بنود العلاقة المميزة بين قطر والولايات المتحدة، كما أن "تميم" ووالدته "موزة" يدركان أن الخروج من عباءة الأمريكيين، يعنى المخاطرة بمستقبل قطر ككل، كون نفوذ وقوة تلك الدولة الصغيرة يقوم في الأساس على دورها كمنفذ لسياسات أمريكا في المنطقة.

وبالطبع ستظل العلاقة مع إيران كما كانت عليه في عهد الأمير حمد، حيث تحتفظ قطر بعلاقات متميزة مع إيران، رغم كل الخلافات في التوجهات والسياسات الإقليمية والدولية وتضارب المصالح.

ومع ذلك تبقى كل الاحتمالات مفتوحة، خصوصا في ظل الأحداث المتلاحقة والتطورات السريعة والمفاجئة.

ومن المؤكد أن الموقف من الأزمة السورية والعلاقة مع الإخوان المسلمين ستحدد بشكل كبير مستقبل الأمير الجديد "تميم".
الجريدة الرسمية
عاجل