رئيس التحرير
عصام كامل

34 عاما على رحيل فلاح السينما الفصيح

المخرج شادى عبد السلام
المخرج شادى عبد السلام
فى مثل هذا اليوم عام 1986 رحل المخرج العبقرى شادى عبد السلام ، واحدا من أبرز مخرجي الفيلم التسجيلي في مصر، كما أنه شخصية اجتماعية وسياسية نشطة، كما كان في الوقت ذاته على صلة بمهرجانات الأفلام الدولية.


لا يعرف القراء اسمه بالكامل الذي ينتهي بلقب مشهور كان يمكن معه أن يكون اسمه المتداول هو شادي الصباغ ذلك أن اسمه الكامل هو: شادي محمد محمود عبد السلام الصباغ.


ولد شادى عبدالسلام عام ١٩٣٠ بمحافظة المنيا وتلقى تعليمه في فيكتوريا كولدج إلا أنه كان عليل القلب فعكف على قراءة كتب التاريخ الفرعونى من مكتبة أبيه والتحق بكلية الفنون الجميلة وتخرج عام ١٩٥٤ ليسافر إلى انجلترا لدراسة الدراما.

وكره "شادى" أن تتحول الحضارة الفرعونية إلى مجرد سبوبة وأكل عيش للمرشدين السياحيين والأرزقية والنصابين، فقرر أن تتحول تلك الأحجار الصامتة إلى شريط سينمائى يحكى ويعبر عن تاريخ مصر.

عمل في مجال الديكور وتصميم الملابس وظهر ذلك في أفلام الناصر صلاح الدين، وإسلاماه، رابعة العدوية، حكاية حب، الخطايا، ألمظ وعبده الحامولى، أمير الدهاء، بين القصرين، السمان والخريف.

أما فيلمه "المومياء"، فكان أول فيلم من إخراجه وبالرغم من تصويره عام ١٩٧٠ فقد رفضته الرقابة بحجة أنه يحارب القومية العربية فعرض في جميع أنحاء العالم، وعرضته مصر بعد خمس سنوات من إنتاجه وكان بطولة الراحل أحمد مرعى.

وابتعد شادى عن السينما الروائية الطويلة واتجه إلى السينما التسجيلية فقدم "شكاوى الفلاح الفصيح"، و"آفاق ١٩٧٢"، و"جيوش الشمس"، وهذا الفيلم مازال التليفزيون المصرى يقاطع عرضه منذ أكثر من ٣٥ عامًا، وفى عام ١٩٨٢ قدم فيلم "كرسى توت عنخ آمون"، ثم فيلم "الأهرامات وما قبلها" عام ١٩٨٤.

يتحدث شادى عبد السلام عن بدايته الفنية فيقول :

جاءتنى الشجاعة يوما وطرقت بيت المخرج صلاح أبو سيف عام 1957 وكان جارا في الزمالك وقلت له أريد أن أعمل في السينما، رحب بى وأصبحت ظلا له في الاستوديو يوميا، وأثناء تصوير فيلم "الفتوة" كنت شبه متفرج فقط الوقت الذي تستغرقه كل لقطة.ثم عملت معه مهندس ديكور فى أفلام "الوسادة الخالية"، "الطريق المسدود" و"أنا حرة" وعملت بعدها مع بركات ثم حلمى حليم،


فيلم "عن عالم شادي عبد السلام" غدا بنادي سينما رموز مصرية ثقافة وفنون

وفى عام 1961 عملت في ديكور "صلاح الدين الأيوبى" وكان يخرجه عز الدين ذو الفقار وتوقف العمل بوفاته، فعملت في فيلم "وإسلاماه" مع المخرج الأمريكى آندرو مارتن.

وجاءت بعد ذلك ديكورات أفلام (كليوباترا، شفيقة القبطية، الخطايا، ألمظ وعبده الحامولى، أمير الدهاء، رابعة العدوية، بين القصرين، أميرة العرب) وأغلبها ذات ديكورات تاريخية.

وفي عام 1967 عملت مع المخرج العالمى "روسيللينى" في فيلم عن الحضارة، وأعجبنى فيه بساطة التفكير السينمائى ويرجع إليه الفضل في رغبتى الانتقال إلى الإخراج، وقتها كتبت فيلم "المومياء" وعرضت السيناريو على روسيللينى الذي عرضه على الوزير ثروت عكاشة فأعجب به ودخل السيناريو في مشاريع مؤسسة السينما وابتدى المشوار .

الجريدة الرسمية