رئيس التحرير
عصام كامل

المعلم والطبيب.. حان وقت العلاج !

لوقت طويل طالب الناس الرئيس السيسي بالاهتمام بملف الطعام، وتوفير المواد الغذائية، والتخفيف عنهم ومواجهة الغلاء، وكان ذلك شديد الإلحاح في بداية تنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي. كلنا تعبنا وتحملنا ما فوق الطاقة.

في الوقت ذاته كانت الدولة ماضية في خطتها لبناء مدن وشق طرق وإقامة مجمعات سكنية بديلة للعشوائيات، فضلا عن العاصمة الإدارية الجديدة . كان تركيز الرئيس على البنية الأساسية، وكان تركيز الناس علي البطون.

 

في الفترة الرئاسية الثانية ومع نجاح خطط الإصلاح الاقتصادي وتحقيق وفورات مالية بدأ الرئيس في تنفيذ برنامجه بالتركيز علي الإنسان. الصحة والتعليم .
المتطوع للحقن بالمصل الصينى!
ومع جائحة كورونا، حصلت الصحة علي مليارت الجنيهات لمواجهة التداعيات الرهيبة في أعداد المرضي والوفيات واحتياجات الأطقم الطبية، ورفع مرتبات وأجور العاملين بالجيش الأبيض. تزامنا مع ذلك كان ملف التعليم يحظى باعتمادات تعدت المائة مليار دولار خلال السنوات الست الماضية .

وأمس كان الرئيس يفتتح جامعات تطبيقية معلوماتية ووجه إلى تحسين أوضاع العنصرين الرئيسيين في حرب التنمية: الطبيب والمعلم .

 

الأساس أن المعلم هو الأصل، من تحت يديه كل طالب هو مشروع طبيب أو وزير أو رئيس. 

حالة المعلم المصرى زمان كانت متوسطة، ومقبولة، من ناحية المظهر، لكنه كان يتمتع باحترام وتوقير المجتمع، شأن رجل الدين الوقور. مع الانفتاح والسفر إلى النفط، وزيادة السكان وانفجار الفصول، تحول المعلم المصرى إلى تاجر شنطة في البيوت، ثم في الفصول الخاصة ثم في السناتر.

 

ليس كل مدرس مصرى من هذه النوعية السوبر في الاتجار بالتعليم . في المجمل، يحتاج مئات الألوف من المعلمين إلي تحسين دخولهم ليواصلوا بقية الشهر بكرامة.

التعليم والصحة مفتاحا التقدم. أمس وجه الرئيس إلى هذه النقطة الفاصلة في حياة المدرس. حين يمد المدرس يده إلى خزينة الصرف في مدرسته، فإنك تعفيه من هوان مد يده إلى مظروف الطالب في نهاية الحصة. بالطبع المظروف لم يعد مصدر إهانة لمدرسين فقدوا نعمة الاحساس.

 

في الحقيقة المظروف ممتلئ بمبلغ لا يستحقه صار غاية كل مدرس، ومنبع سعادته. من حصة إلى حصة، ومن سنتر إلي سنتر. التكويشة آخر الليل مبلغ ضخم .

مرة أخرى ننبه أن هذه هي الصورة الغالبة، لكن الحقيقة إن دخول ومعاشات المعلمين الأسوياء مزرية..
شيء من التبريد يفيد !
لا يختلف حال الطبيب عن حال المعلم. لا نتحدث عن كبار الأطباء. لا نتحدث عن الذي يأخذ في الكشف ألف جنيه وفي الإعادة نصفهم !

 

نتحدث عن متوسطى الحال والمبتدئين. هؤلاء يهاجرون ويهجرون الحال البائسة، تجذبهم الإغراءات الدولارية الضخمة . فتحت أمريكا ابوابها ومنحت تأشيرات لمئات الاطباء وقت الذروة في كورونا، وأوروبا أيضا.

والطبيب في مصر، ورغم التحسين وبدلات العدوى والحوافز التى تحققت لهم بعد سنوات من الصبر والمماطلة، لايزال بحاجة إلى تقدير رسالته السامية، وهو صار مثله مثل جندي القوات المسلحة والشرطة. إنه يواجه الموت والمرض في كل لحظة، كما يتعرض الجندي لإنفجار لغم مستور.


كل هذه الجامعات والمدارس والمستشفيات لا جدوى منها طالما أن المدرس، والأستاذ الجامعي، والطبيب، في عيشة بائسة، يلاحق لقمة العيش في مذلة وهوان. حفظ كرامة المعلم المدرسى والجامعى والطبيب يجعلهم مخلصين في العطاء، ممتنين لوطن يقدر دورهم، ويعلي من قيمتهم ويسترد لهم احترامهم في الهيئة الاجتماعية.


الجريدة الرسمية