رئيس التحرير
عصام كامل

ماعت تحذر من تأزم الحياة السياسية في الصومال بسبب التدخل القطري

مؤسسة ماعت
مؤسسة ماعت

أعربت وحدة الشئون الأفريقية والتنمية المستدامة بمؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، عن بالغ قلقها إزاء التدابير الانفرادية التي تتخذها الحكومة الصومالية الحالية، بما يعرقل الانتقال الديمقراطي في البلاد الذي يعاني من ويلات الإرهاب. 

 


كما شجبت التدخل القطري في الشؤون الداخلية الصومالية، والذي أدى إلى أزمة دستورية خطيرة في البلاد قد تقضي على رغبات الإصلاح المؤسسي في السنوات القادمة.

وترى وحدة الشئون الأفريقية أن اليوم الدولي للديمقراطية يعتبر فرصة هامة للإشارة إلى تعثر الحياة السياسية في الصومال بسبب التدخل القطري في البلاد، لا سيما مع التوجه نحو تأجيل الانتخابات الذي أدى إلى تصاعد التوترات السياسية في الداخل. 

إذ لم يتوقف الخلاف بين الحكومة وغالبية الولايات على الكثير من الصلاحيات فحسب، بل تدخلت الحكومة المركزية أكثر من مرة في توجيه نتائج الانتخابات الإقليمية، وذلك بعد إبداء الولايات اعتراضها على التدخلات القطرية في شؤون البلاد، والتي يرون أنها دفعت بالصومال نحو استقطابات إقليمية يدفع الشعب الصومالي ثمنها.
 
وقالت هاجر عبد المنصف؛ رئيس وحدة الشئون الأفريقية، إنه منذ عام 2017، تسارع قطر نحو تعميق صلاتها بكل ما يخدم مصالحها في الصومال، وتبنت سياسات تخدم أغراضها، عبر بناء شبكة من التحالفات وتجنيد الوكلاء، الذين يخدمون مصالحها بكافة الوسائل.
 
وحذرت "عبد المنصف" من استمرار سيطرة قطر على المشهد السياسي بالبلاد، وذلك عبر وكلائها بالحكم، وفي مقدمتهم رئيس الاستخبارات الحالي فهد ياسين مراسل قناة الجزيرة سابقًا، كما حذرت من استمرار الدفع بالموالين لها لمناصب مؤثرة، فضلًا عن دعمها الحركات الإرهابية. 


وشددت الخبيرة في الشأن الأفريقي على أن الانتقال الديمقراطي والإصلاح المؤسسي في خطر بسبب سعي قطر لتوجيه بوصلة الانتخابات المقبلة نحو السيناريو الذي يضمن استمرار مصالحها.
 
وأشار عبدالرحمن باشا؛ مدير الفريق البحثي بوحدة الشؤون الأفريقية بمؤسسة ماعت، أن تمسك الرئيس الصومالي الحالي، بالاقتراع المباشر في الانتخابات بنظام "صوت واحد شخص واحد" يسعى لتمكينه من تمديد فترة حكمه وتزوير الانتخابات المقبلة، في الوقت الذي تتمسك الأطراف الصومالية الأخرى بالاقتراع غير المباشر في الانتخابات بالنظام المعروف "4.5" لتقاسم السلطة العشائري في البلاد المتفق عليه في جيبوتي عام 2000.

 

وحذر "باشا" من تكرار سيناريو العام الماضي، الذي رفضت فيه حكومة مقديشو الاعتراف بنتائج انتخابات إقليم جوبالاند، والتي أعادت انتخاب "مادوبي" المعارض للحكومة المركزية، لمجرد أنه يرى أن سياسات الحكومة المركزية والتدخل القطري هو ما أدى لاستمرار تهديد حركة الشباب في البلاد، مما قد يدفع لتزوير الانتخابات المقبلة على أقل تقدير.
 
الجدير بالذكر أن قارة أفريقيا تأتي ضمن اهتمام مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، كونها عضو الجمعية العمومية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في الإتحاد الأفريقي، كذلك هي منسق إقليم شمال أفريقيا في مجموعة المنظمات غير الحكومية الكبرى بأفريقيا التابعة للمنتدى السياسي رفيع المستوى بالأمم المتحدة.

الجريدة الرسمية