رئيس التحرير
عصام كامل

الأخوة يتصارعون.. وإسرائيل تتفرج

لا أظن إن اسرائيل شعرت بالسعادة الغامرة قدر سعادتها هذه الايام وهى تتفرج على صراع الأخوة العرب.. وما يجرى بينهم من اتهامات كانت تختص بها اسرائيل وحدها وتتبادلها الدول العربية حاليا، دون أدنى تفكير على انعكاساتها على القضية الفلسطينية والشعوب العربية.


اختارت دولة الإمارات طريق المصالحة مع إسرائيل وتبعتها دولة البحرين.. ويقال إن هناك دولا عربية أخرى فى الطريق. وجاء الاختيار وفق تبريراتها على أساس أنه لا جدوى من استمرار الصراع مع إسرائيل الذى لم يحقق أى فائدة للجانب الفلسطينى..

 

ووضعت الإمارات شروطا فى مقدمتها وقف الاستيطان والاستيلاء على الباقي من الأراضى الفلسطينية.. وأعلنت أنها لن تتخلي عن الحوار حول حل الدولتين، واستعادة الفلسطينيين لحقوقهم المشروعة، وهو ما لا يتم إلا من خلال الحوار، واستثمار ضغوط الدول الأوروبية التى تدافع عن الحقوق الفلسطينية وتدين الأسلوب الإسرائيلى فى احتلال أراضي الغير بالقوة.

ولا عزاء لأصحاب الدخول المحدودة
وتشجع الدول العربية على ممارسة الضغوط وقد عبرت العديد من الدول عن تأييدها المطلق لقضية التصالح، مع عدم التخلى عن المطالب الفلسطينية المشروعة، ولم تتخلى أى دولة من الدول المؤيدة عن الدفاع عن الحقوق الفلسطينية واستعادة أراضيهم المغتصبة، ونالها ما نالها من اتهامات بالخيانة، وغرس خنجر في ظهر الأخوة الفلسطينيين، وما أبعد هذه الاتهامات عن الحقيقة ، ولكن يبدو أننا لم نعتد على الاستماع إلى الرأى الآخر.. واحترامه دون أن نوجه إليه الاتهامات التى تفرق ولا تجمع.


رؤية الدولتين استندت إلى أن الحل العسكرى لم يعد مطروحا لحل القضية، وإسرائيل لم تتوقف عن ضم الأراضى الفلسطينية، بينما العالم العربي فى أضعف حالاته، وهناك صمت دولي يخدم فى النهاية إسرائيل وغير معنى بالقضية الفلسطينية، والذين تحركوا من الأوروبيين اكتفوا بإصدار البيانات التى لم تتحول إلى واقع على الأرض.

ليبيا.. تنتفض
ولم تترك قطر الفرصة تمر دون إقامة مؤتمر يستهدف الهجوم الشرس على الدول المؤيدة، وأقام الأمناء العامون لفصائل المقاومة اجتماعا آخر زايد على مؤتمر قطر فى الهجوم.


وعندما وجه نايف الحجر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى الطلب من الرئيس الفلسطينى محمود عباس للاعتذار .. لم يعتذر وإكتفى بتصريح الناطق الرسمى باسم الرئاسة معلنا أن الرئيس يرفض المساس بالرموز السياسية لأي من الدول العربية، وما زال الأخوة يتنازعون.. وإسرائيل تتفرج.

الجريدة الرسمية