رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات القضية الفلسطينية.. تحركات جاريد كوشنر لـ "تدشين لوبي" لدعم ماراثون التطبيع.. وإنقاذ "ترامب" في الانتخابات هدف أساسي

كوشنر .. أرشيفية
كوشنر .. أرشيفية

لا شك أن التقارب الإماراتى الإسرائيلى والبحريني ايضًا أحدث صدمة عربية مدوية، لا سيما عند المهتمين بالقضية الفلسطينية، ويجعلونها شغلهم الشاغل، سواء لأسباب سياسية ووطنية ودينية، أو لأهداف برجماتية بحتة.

 

كما أنه لا شك أن هذا المتغير الجديد، قد تلحق به متغيرات أخرى، وقد ينضم إلى الإمارات والبحرين دول عربية أخرى. وبعيدًا عن التفاصيل التي تسكن الاتفاق الأخير، وبعيدًا عن التصريحات الوردية التي صاحبته وأعقبته، فإن هناك سؤالًا ضاعطًا يطرح نفسه بقوة وهو: ما مستقبل القضية الفلسطينية بتشابكاتها وتعقيداتها؟

 

وهل ينتهى النزاع العربى الإسرائيلى، حتى لو كان شكليًا، إلى غير عودة؟ وكيف سوف تتعامل الولايات المتحدة مع السلطة الفلسطينية في قادم الأيام؟ وهل يتوحد الداخل الفلسطينى، أم يظل أسيرًا للانقسام والبحث عن المصالح الشخصية؟ تساؤلات كثيرة معقدة تحتاج إجابات لا تغيب عنها الصراحة والشفافية نحاول التماسها في السطور التالية.

 

جولة كوشنر 

 

فور إعلان الإمارات وإسرائيل تطبيع العلاقات بين البلدين بوساطة أمريكية.. بدأ مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنر جولة في عدد من الدول لـ "تدشين لوبي" لدعم عملية السلام في الشرق الأوسط بالإضافة إلى محاولة استقطاب مزيد من الدول في منطقة الشرق الأوسط للتطبيع مع تل أبيب.

 

 

ويحاول كوشنر تحقيق انتصار في السياسة الخارجية لإدارة ترامب قبل الانتخابات الرئاسية والترويج إليه كـ "انتصار تاريخي" في منطقة الشرق الأوسط المشتعلة، وذلك بعد فشل "صفقة القرن" في تحقيق الزخم المطلوب.

 

وعقب جولة أجراها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أيضا في السودان ومنطقة الخليج لإقناع دول عربية أخرى بالتطبيع مع تل أبيب، ما يؤكد اهتمام الرئيس دونالد ترامب بملف السياسة الخارجية للولايات المتحدة، واستهل كوشنر جولته بالسفر إلى تل أبيب لينتقل منها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة مع وفد "إسرائيلي-أمريكي" على متن أول رحلة تجارية مباشرة بين تل أبيب وأبوظبي في أول خطوة عملية لتنفيذ اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات والدولة العبرية المعلن عنه في 13 أغسطس2020.

 

التعاون الإماراتي

 

والتقي كوشنر والوفد المرافق له عددا من المسئولين الإماراتيين لمناقشة سبل تعزيز التعاون في مجالات تشمل الطيران والسياحة والتجارة والصحة والطاقة والأمن.

 

ثم سافر كوشنر إلى البحرين في زيارة سريعة، التقي خلالها الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي أكد لمستشار البيت الأبيض، أن الاستقرار في منطقة الخليج يعتمد في جميع المواقف على المملكة العربية السعودية، وأشار الملك حمد بن عيسى آل خليفة أيضا إلى اعتزاز مملكة البحرين بعمق ومتانة العلاقات الإستراتيجية التاريخية مع الولايات المتحدة، معربا عن شكره لما تقوم به الإدارة الأمريكية من جهود متواصلة تهدف لإحلال الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

 

البحرين

 

وأشاد الملك بالمواقف التاريخية الثابتة لدولة الإمارات في الدفاع عن قضايا ومصالح الأمة العربية والإسلامية، ومساعيها الحثيثة للوصول إلى حل عادل وشامل يضمن نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة ويحقق السلام الدائم في المنطقة.

 

ومن البحرين، سافر كوشنر إلى المملكة العربية السعودية، والتقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لمناقشة وبحث الشراكة بين البلدين الصديقين، وأهمية تعزيزها في المجالات كافة، خصوصًا بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة وما يضمن تعزيز الأمن والسلم الدوليين كما تم بحث آفاق عملية السلام في المنطقة، وضرورة استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتحقيق السلام العادل والدائم.

 

قطر 

 

وأكمل كوشنر جولته في قطر، حيث استقبله أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مكتبه بقصر البحر، وجرى استعراض العلاقات الإستراتيجية الوثيقة بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.

 

وأكد أمير قطر، خلال استقباله كبير مستشاري البيت الأبيض، على موقف بلاده تجاه القضية الفلسطينية، والذي يقضي بالتوصل إلى تسوية عادلة على أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مضيفا: أن "قطر تدعم التسوية العادلة للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وعلى أساس حل الدولتين وبما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة".

 

سلام الشرق الأوسط 

 

وفي سياق تعزيز ملف دعم عملية السلام في الشرق الأوسط، اتجه كوشنر بعد إنهاء جولته الخليجية إلى بريطانيا، فقد استقبل رئيس الوزراء بوريس جونسون، مستشار الرئيس الأمريكي، لمناقشة عملية السلام في الشرق الأوسط.

 

وأوضح مكتب رئيس الوزراء البريطاني، أن جونسون انضم إلى اجتماع بين وزير خارجية بلاده دومينيك راب وكوشنر، وناقشوا عملية السلام في الشرق الأوسط، ولم يتم تقديم مزيد من التفاصيل.

 

من جانبه، علق المتخصص في العلوم السياسية الدكتور أيمن الرقب، على جولة كوشنر قائلا: "إن الإدارة الأمريكية وعلي رأسها كوشنر تنشط لمحاولة إنقاذ ترامب خلال الانتخابات المقبلة"، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه الجولة هي الانتخابات وليس أي موضوع آخر سواها.

 

الصراع العربي الإسرائيلي

 

مضيفا: "بغض النظر عن إبرام اتفاق سلام بين الإمارات وإسرائيل، لكن لا يستطيع كوشنر التحدث عن حل الصراع العربي الإسرائيلي"، مؤكدا أنه إذا اتفقت جميع الدول العربية مع إسرائيل واعترفت بها دون اعتراف فلسطين، فهذا هو «اعتراف منقوص»" وتابع الرقب: "يدرك كوشنر وكل من حوله أن الفلسطينيين هم أساس ومحور السلام في المنطقة"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لم تعرض شيئا رسميا على الجانب الفلسطيني لذلك لا تستطيع فلسطين الرفض أو الموافقة على أي صفقات".

 

وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن الولايات المتحدة تسعي من خلال التحركات الأخيرة، لدفع عددا من الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل أيضا"، مضيفا أن واشنطن تتحدث الآن عن تطبيع بين دولتي كوسوفو وصربيا وإسرائيل، مؤكدًا أنه إذا أعلنت هذه الدول رسميا نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، فستكون هذه الخطوة "اختراق للموقف الأوروبي" وتغييرًا في الخارطة الأوروبية.

 

وتابع الرقب: "ترامب يريد أن يشرف على أي حدث تاريخي لتحسين صورته أمام الناخب الأمريكي" وفي نفس السياق، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن مساء الجمعة أن دولة كوسوفو وافقت على فتح سفارتها في القدس المحتلة، ما يجعلها أول دولة ذات أغلبية مسلمة تخطو تلك الخطوة كما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن كوسوفو وإسرائيل اتفقتا على تطبيع العلاقات بينهما وإن صربيا ملتزمة بنقل سفارتها أيضا للقدس.

 

نقلًا عن العدد الورقي...،

الجريدة الرسمية