رئيس التحرير
عصام كامل

وفد تركي بموسكو.. لماذا يتودد السلطان العثماني إلى الدب الروسي؟!

الرئيس التركي
الرئيس التركي

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محاصر من عدة جبهات سواء داخلية أو خارجية لذلك يبحث في جعبته عن أى جهة تدعمه.. وفي الوقت الراهن يرى في روسيا فرصة لكسب حليف له أدوار عدة في منطقة الشرق الأوسط التي يرغب في فرض سطوته عليها.

 


هناك رغبة تركية للتعاون مع الروس لتغيير قواعد اللعبة في المنطقة بحسب المراقبين بهدف تغيير ميزان القوى حول العالم، حيث يحاول الأتراك إظهار أنفسهم كعنصر رئيسي في المنطقة.. ولهذا تأتي الزيارة الرسمية لوفد تركي اليوم الاثنين إلى موسكو، في زيارة تستغرق يومين لإجراء محادثات مع الجانب الروسي.


ويأتي على رأس أهداف تلك الزيارة الملفان الليبي والسوري اللذان تورطت فيهما تركيا حتى النخاع.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان لها، إن الزيارة ستتم في الفترة من 31 أغسطس إلى 1 سبتمبر.


وأضافت الوزارة، أن الوفد التركي برئاسة نائب وزير الخارجية سادات أونال، وسيضم الوفد أيضا ممثلين عن وزارة الدفاع التركية وجهاز المخابرات الوطني.


صفعة أردوغان
السلطان العثماني أردوغان تلقى صفعة موجعة في ليبيا بعد بيان فايز السراج بوقف إطلاق النار، وهو ما كان بمثابة انصياعا لرؤية مصر، علمًا بأن اردوغان يعرف جيدًا مدى النفوذ الروسي في الأراضي الليبية فهو يحاول في الآونة الأخيرة تعزيز التعاون الروسي ليكون له كلمة بشكل او بآخر عبر الوسيط الروسي داخل ليبيا.


وسبق أن صرح مستشار الرئيس التركي بأن التفاهم بين بلاده وروسيا حول الأزمة الليبية "وارد جدا"، مشيرًا إلى أن لدى تركيا معلومات عن طلب روسيا من حكومة الوفاق الوطني، التي يقودها فايز السراج، عدم التقدم نحو مدينة سرت مع التقدم في محيطها، لكنه أضاف مع ذلك أن تركيا تدعم حكومة الوفاق في موضوع استعادة سرت، التي تخضع حاليا لسيطرة قوات "الجيش الوطني الليبي" بقيادة خليفة حفتر.


سوريا بشار
الأمر ذاته ينطبق على سوريا التي تتمتع بعلاقات قوية مع النظام السوري على عكس أردوغان الذي يرى في روسيا فرصة لتكون قناة اتصال تعزز نفوذه في الأراضي السورية رغم خلافه مع نظام بشار الأسد، وهذا يوضح لماذا يزور الأتراك موسكو الآن.


ليس ذلك فحسب إنما أردوغان يعاني أزمة داخلية شديدة ومعارضة قوية لذا يبحث عن أى إنجاز على المستوى الدولي يغطي على فشله الداخلي.


اللهث وراء الروس
فضلًا عن ذلك فإن الاقتصاد يعتبر السبب الرئيس وراء لهث أردوغان وراء الروس.

 

يذكر أن الحرب كادت أن تندلع بالفعل بين الجيش التركي ونظيره الروسي منذ ما يقرب من خمس سنوات، عندما أطلقت قوات الدفاع الجوية التركية صواريخها في 24 نوفمبر 2015 لكن اردوغان من وقتها أيقن الدرس بانه لا بد من الحفاظ على مسافة آمنة مع الروس وهو ما يواصل عمله الآن.


والعلاقات الثنائية بين الدولتين الروسية والتركية لها تاريخ عمره 5 قرون. وبعث إيفان الثالث الأمير الأكبر وحاكم روسيا في عام 1492 برسالة إلى السلطان العثماني بايزيد الثاني حول مسائل التجارة البحرية بين الجانبين. وافتتحت السفارة الدائمة للامبراطورية الروسية بالقسطنطينية في عام 1701.

 

 

رئيس الحكومة اللبنانية المكلف: لا وقت للكلام والوعود الفرصة أمامنا ضيقة

وأقيمت العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وروسيا السوفيتية في 3 يونيو عام 1920. واعترفت تركيا في عام 1991 بروسيا الاتحادية بكونها وارثة لحقوق للاتحاد السوفيتي، وزار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تركيا كما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زار موسكو عدة مرات.


الجريدة الرسمية