رئيس التحرير
عصام كامل

وقف إطلاق النار برعاية السراج .. صفعة مدوية للسلطان العثماني

فائز السراج
فائز السراج

في خطوة مفاجئة أعلنت حكومة فايز السراج في ليبيا وقف إطلاق النار في بيان للتهدئة التي طالما رفضتها خلال الفترة الأخيرة آخرها في أواخر يوليو الماضي عندما وضعت حكومة الوفاق برئاسة السراج في طرابلس شرط إعادة تموضع قوات الجيش الوطني من أجل توقيع هدنة دائمة في سرت وهى الخطوة التي يمكن اعتبارها بمثابة صفعة مدوية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.


البداية جاءت بإعلان رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح وقفاً فورياً لإطلاق النار، ووقف كافة العمليات القتالية في كامل أنحاء البلاد ومن المتوقع أن تأتي خطوات أخرى تتبع هذه البداية.


وأشار المجلس الرئاسي في بيانه إلى أن قرار وقف إطلاق النار يقتضي أن تصبح منطقتا سرت والجفرة منزوعتي السلاح، على أن تقوم الأجهزة الشرطية من الجانبين بالاتفاق على الترتيبات الأمنية الداخلية.


وشدد بيان الرئاسي على أن الهدف  من المبادرة بإعلان وقف إطلاق النار هي استرجاع السيادة وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، كما طالب باستئناف إنتاج وتصدير النفط على أن تُودع الإيرادات بحساب مؤسسة النفط لدى المصرف الخارجي.


انتخابات رئاسية
من جانبه، دعا السراج للتوجه إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال شهر مارس القادم، وفق قاعدة دستورية مناسبة يتم الاتفاق عليها بين الليبيين.


وخرج رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ببيان مماثل، وجه فيه بوقف إطلاق النار وكافة العمليات القتالية، وأعرب عن تطلعه لجعل مدينة سرت مقراً مؤقتاً للمجلس الرئاسي الجديد.


وقال عقيلة إن وقف إطلاق النار سيقطع الطريق على أي تدخلات أجنبية في ليبيا وينتهي بإخراج المرتزقة وتفكيك الميليشيات، مؤكداً أن عمليات إنتاج وتصدير النفط ستُستأنف وتُجمّد إيراداتها بالحساب الخاص لدى المصرف الليبي الخارجي إلى حين التوصل إلى تسوية سياسية.

 

ترحيب أممي
واختتمت البعثة الأممية في ليبيا “سيل البيانات التوافقية” بترحيبها بالتوافق المهم بين السراج وعقيلة الرامي لوقف إطلاق النار وتفعيل العملية السياسية.


ووصفت الممثلة الخاصة للأمين العام في ليبيا، ستيفاني ويليامز، قرارات الطرفين بـ”الشجاعة” والتي تحتاجها ليبيا بشدة في ظل أزمتها الراهنة، معبرة عن أملها في أن يفضي هذا التوافق إلى الإسراع في تطبيق توافقات اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” والبدء بترحيل كافة القوات الأجنبية الموجودة في ليبيا.


صفعة لأردوغان
ويرى المراقبون أن المرحلة القادمة ستكشف طبيعة وأبعاد هذا التحول الذي يعتبر بمثابة ضفعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يدعم الانقسام في الأراضي الليبية، ويرجع أن هذا التحول تم نتيجة ضغوط إقليمية ودولية لوقف القتال وإتاحة الفرصة لإحياء المسار السياسي وتوحيد جهود البلاد التي فتكت بها الحرب الأهلية


الجريدة الرسمية