رئيس التحرير
عصام كامل

مدير "التوجيه المعنوي" بالجيش الليبي: لا منطقة خضراء في ليبيا قبل خروج «الأجانب».. ومشاكلنا ستنتهى بمغادرة «مرتزقة تركيا» (حوار)

اللواء خالد المحجوب
اللواء خالد المحجوب

الخطوط الحمراء غرب سرت وخط الجفرة محمية.

والجيش الليبي مستعد وجاهز لتنفيذ أوامر بعد إعادة الترتيبات والهيكلة العسكرية

«هدوء حذر على محاور القتال ومفاوضات داخل الغرف المغلقة».. من هنا يمكن المضى قدمًا للحديث عن الأوضاع داخل ليبيا، ففى الوقت الذي تسيطر فيه حالة من الهدوء الحذر على جبهة «سرت – الجفرة»، تتواصل الجهود الأمريكية لتكريس رؤيتها للحل وتكثيف جهودها الدبلوماسية لإقناع الحكومة الليبية وقوات المشير خليفة حفتر بقبول خطة لفرض منطقة منزوعة السلاح في (سرت والجفرة) وإعادة فتح الحقول والمنشآت النفطية المغلقة منذ 17 يناير الماضي، مقابل ضمانات بتوزيع عادل لإيراداتها المالية في مختلف مناطق البلاد وذلك بعد أن كلف خزينة الدولة الليبية جراء الإغلاق أكثر من 7 مليارات دولار.



المقترح الأمريكي بشأن جعل سرت والجفرة مناطق منزوعة السلاح، تم طرحه خلال زيارة عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي إلى القاهرة، والذي جاء ضمن سلسلة لقاءات دولية وإقليمية في إطار المساعي الرامية لحل الأزمة الليبية مع عدد من المسؤولين المصريين وكذلك السفير الأمريكي بالقاهرة، وفي غضون ذلك اللقاء بدأت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترجمة اقتراحها بإيجاد منطقة منزوعة السلاح في سرت والجفرة، وإعادة فتح قطاع النفط الليبي بشفافية كاملة، على الأرض بين الأفرقاء الليبيين.

بينما كشفت السفارة الأمريكية في ليبيا في بيان لها عن مشاورات افتراضية، أجراها وفد أمريكي، برئاسة مدير مجلس الأمن القومي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميجيل كوريا، والسفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، للدفع باتجاه اتخاذ خطوات ملموسة وعاجلة لتنفيذ المقترح الأمريكي الخاص بجعل سرت والجفرة منطقة منزوعة السلاح، وطبقًا للبيان الأمريكي، تعهدت واشنطن بمواصلة انخراطها بشكل نشط مع مجموعة من القادة الليبيين المستعدين لرفض التدخل الأجنبي الذي يضر بالبلاد وخفض التصعيد، والعمل معًا من أجل إيجاد حل سلمي من شأنه تعزيز وقف دائم لإطلاق النار وزيادة الشفافية في المؤسسات الاقتصادية ودفع العملية السياسية برعاية أمريكية تعود بالنفع على جميع الليبيين. 

وحول المقترح الأمريكي بشأن السيادة على سرت والجفرة، تواصلت "فيتو" عبر وسائل السوشيال ميديا مع اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي وطرحت عليه عددًا من الأسئلة وجاءت على النحو التالى:


*بداية.. كيف ترى المقترح الأمريكي الخاص بجعل سرت والجفرة منطقة منزوعة السلاح؟

لا بد أولًا وقبل أي شيء إيضاح مفهوم هذا المقترح الأمريكي، فمن غير المنطقي الحديث عن منطقة خضراء في ظل وجود قوات أجنبية على الأرض الليبية، فإذا كان القصد من ذلك المقترح استكمال خروج الأتراك والمرتزقة، ففي هذه الحالة ستصبح المنطقة خضراء منزوعة السلاح تلقائيًا، لأن الجيش يحتشد للدفاع عن النفط ، وإذا غادرت تركيا والمرتزقة باتت المنطقة خالية من السلاح وانتهت المشكلات كافة، خاصة أن الجيش يظل في الجبهات ولا يعسكر في المدن نظرًا لقيام الشرطة بتلك المهمة.

*ماذا يقصد الأمريكان إذن من وراء هذا المقترح؟

من غير المعقول أن الأمريكان يقصدون من وراء هذا المقترح خروج الجيش الوطني وبقاء الأتراك والمرتزقة، فالولايات المتحدة الأمريكية يهمها السلم والأمن، وانتشار الجماعات الإرهابية يهدد هذا الأمر.

*كيف ترى المبادرة المصرية فى هذا الشأن؟

الموقف العسكري الحالي في ليبيا كان ولا يزال يحترم مبادرة جمهورية مصر العربية لوقف إطلاق النار، والتأكيد على مخرجات (5+5) يتماشى مع مخرجات برلين، وأن الجيش مع مبادرة الشروط الأساسية التي يريدها الشعب الليبي وهي إجلاء المرتزقة وتفكيك الميليشيات، وبسط الأمن والاستقرار على كامل الدولة الليبية، وهذه الأمور تتناغم مع المبادرة المصرية الثابتة في كل بنودها باعتبار أنها على علم بجميع جوانب المشكلة الليبية وتعرفها جيدًا.

كما أنها تنطلق أيضًا من الاتفاق الدولي حول ليبيا وظهرت في أكثر من مؤتمر وآخرها الذي عُقد في ألمانيا، والخطوط الحمراء غرب سرت وخط الجفرة محمية، والجيش الليبي مستعد وجاهز لتنفيذ أوامر بعد إعادة الترتيبات والهيكلة العسكرية.

*ماذا عن تأثير هذا المقترح الأمريكي على تقليل عودة تنظيم داعش الإرهابي، وكيف ترى الدور التركى الداعم لهذا لتنظيم فى ليبيا؟

صحيح أن تركيا عاجزة عن نقل جنود وضباط لكنها تدعم جماعات الإخوان الإرهابية التي تتحكم في المشهد التركي والتي تعتبرها بمثابة سلاحها الذي ينبغي عليها تمويله، فهي لا تمتلك حتى مرتزقة عاديين لكن تستقبلهم في معسكر للدواعش في إسطنبول، والأتراك لا يزالون يصعدون الوضع في ليبيا نحو التأزم، وينقلون آلاف المرتزقة، وهم لا يريدون وقف إطلاق النار، لكنهم يريدون الوقت تحت غطاء المفاوضات.

وتركيا خلال الأيام القليلة الماضية أدخلت نحو 3 آلاف مرتزق سوري على دفعتين بينهم قادة من تنظيم داعش الإرهابي مطلوبين دوليًا، عبر إحدى القرى إلى «غازي عنتاب» ثم إلى معسكر كان مخصصًا لتنظيم داعش الإرهابي، ومنها نقلتهم على دفعات إلى ليبيا، وتم دخولهم عبر ناقلات جند وشاحنات خاصة بالجنود الأتراك.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...

الجريدة الرسمية