رئيس التحرير
عصام كامل

" الخديو عباس كان يغار من العوالم " .. الراقصة أنوس تكشف السبب

الخديو عباس
الخديو عباس


عرف شارع محمد على بالصخب والسهر وليس من السهل أن يخترق أحد دروبه وأزقته وحواريه الصاعدة النازلة بل المتدرجة دون أن يرشدك إلى ذلك خبير من خبراء الحى ,

 

وفى جولة لمجلة المصور فى أغسطس عام 1955 فى درب طبوزادة بشارع محمد على ولقاء مع العالمة " أنوس " تلك الراقصة المسنة التى جلست تتحدث عن ماضيها وذكرياتها أيام العز ، وهى تقيم فى منزل متواضع مع ابنتها نبوية مصطفى 

 

بدأت حديثها والدموع تتساقط من عينيها بعد أن أطفأ بريقها الجوع والفقر والمرض عن معلمتها الراقصة شفيقة القبطية . ووصفتها بزعيمة العوالم فى الشرق كله ، وقد ارتفع نجمها فى عهد الخديو عباس وقد بلغت من درجة الثراء حتى أنها اشترت عربة خاصة يجرها ستة أجياد مثل عربة الخديو تماما ، مما جعل الخديو عباس يحقد عليها ويغير منها خاصة عندما علم أن الناس يحبونها .

ولما علمت شفيقة بغضب الخديو ركبت عربتها حتى قصر عابدين وقدمتها هدية منها إلى الخديو .. وجار عليها الزمن بعد أن اعتزلت الرقص وماتت فقيرة وضاع كل ما تملكه .


وتضيف أنوس التى رفضت أى مساعدة من مندوب مجلة المصور أنها كانت تجلس على عرش دولة العالم فى مصر فلا يليق بها أن تمد يدها ، كما تحدثت عن زعيماتها فى الرقص منهن زنوبة شخلع وابنتها جميلة ، أمينة الصيرفية ، بمبة كشر ، فاطمة العراقية ، زوبة المتحركة ، عائشة المصرية ونفوسة عزام .


تقول أنوس : راحت على العوالم بعد أن دخل الرجال السوق وأصبحوا يوردون الراقصات والمونولوجست للأفراح فلم يبق مجال للأسطوات أمثالنا .


وتضيف : كنا دولة الطرب الحقيقية نحيى الأفراح والليالى الملاح فى البيوت الكبيرة والقصور الشاهقة فى وقت كانت الفتاة كل امنيتها أن يزفها العوالم ليلة دخلتها ولنا حارة فى سوق السلاح اسمها حارة العوالم .

 

مصطفى كامل يعارض استعانة الخديو عباس بإنجلترا لتحرير سيناء
واختتمت أنوس الحوار بقولها : تزوجت وأنا صغيرة ورزقت بابنتى النبى حارسها نبوية مصطفى التى تزوجت فيما بعد الفنان مختار حسين ــــ فما لبثت حتى اصبحت اسطى ، واعمل فى فرقة موسيقية رئيسها الموهوب محمد عبده صالح، وكنت ارقص واغنى وأنا أرتدى الحزام الذهبى الذى يحمل اسمى وقد بعته بعد تدهور الاحوال ، وكنت أتقاضى فى الحفلة خمسة جنيهات غير النقوط وتصل النقوط فى الحفلة الواحدة الى 300 جنيها ،واحييت أفراح كثيرة اشهرها فرح ابنة الدكتور عبد الله الكاتب كما أحيت افراح عائلات سراج الدين والبدراوى ، وفى النهاية أنا بلدى وأحب البلدى ولا يرضينى الا ركوب الكارو ولبس الملاية اللف والبرقع


الجريدة الرسمية