رئيس التحرير
عصام كامل

احترام المعلم والحفاظ على هيبته هو الطريق لارتقاء المجتمع

عمرو عبد السلام
عمرو عبد السلام

لا أحد يستطيع أن ينكر الإنجازات التي شهدتها الدولة المصرية على جميع الأصعدة خلال السنوات القليلة الماضية، وما لمسناه من نوايا صادقة تؤكد الرغبة العارمة في تأسيس دولة حديثة تضاهي الدول العظمى.

ولكن لن يتأتى ذلك إلا من خلال الاستثمار في بناء وإعداد الشخصية المصرية المؤمنة بربها  المحبة لوطنها ولقيم الخير والحق والإنسانية؛ بما يحقق إنسانيتها وكرامتها بهدف الوصول إلى تنمية المجتمع وتحقيق رخائه وتقدمه.
وتعلمون جميعا أن الفاعل الرئيسي والركيزة الأساسية في تحقيق هذا البناء لن يكون إلا عن طريق المعلم.. فما تقدمت الدول العظمى إلا بالاهتمام بهذا العنصر وتوقيره واحترامه واحترام آدميته والحفاظ على هيبته في نظر تلاميذه وما سقطت حضارة أمة إلا بهدم التعليم عن طريق احتقاره من طلابه والتقليل من مكانته في المجتمع.
 فمتى اختفى دور المعلم وسقطت القدوة فمن ذا الذي يربي النشء على القيم؟!!  فبناء الإنسان يأتي قبل بناء أي شيء، كما تقولون دائما..
ولكن مع ما يبذل من مجهود من القيادة السياسية والحكومة، هناك آخرون يبدون وكأنهم أقسموا على تجريف الوطن وهدمه.
فما شهدناه خلال الأيام القليلة الماضية يثير الأسى والأسف.. حيث تم إلقاء القبض على عدد من المعلمين ومعاملتهم معاملة المجرمين، مثلهم مثل تجار المخدرات والقتلة أمام أعين طلابهم!!
 فهل تعتقدون أن يكون لهذا المعلم يوما قدر في نظر تلاميذه أو تأثير في تكوين شخصيتهم؟!! فهذا المنظر لن يمحى من أعينهم، وسيظل ملازما في وجدانهم مما سيؤدي إلى هدم كل القيم المجتمعية.
دعوني في هذا المقام أذكركم بقولة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عندما قالت قولتها الشهيرة في حق المعلمين: "هل تريدون أن أساويكم بمن علموكم"؟!!
واليوم أقولها من مدى حرصي على هذا الوطن:
هل يتساوى المعلمون بالمجرمين؟!!
اعلم مدى حرص القيادة على بناء هذا الوطن وحبها لأهله، وعندي يقين بأن الرئيس سيتدخل لإنهاء تلك المهزلة.

-----------------------------------------------
( * ) عمرو عبد السلام، المحامي بالنقض

الجريدة الرسمية