رئيس التحرير
عصام كامل

باحث : فطر الإرجوت ينتج 14 مادة كيميائية سامة في حبوب القمح

الدكتور حسن الجمال
الدكتور حسن الجمال

أكد الدكتور حسن الجمال باحث بالمعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات و العناصر الثقيلة أن فطر الإرجوت المشهور بإصابته لحبوب محصول القمح والذرة ينتج قرابة 14 مادة كيميائية تتفاوت سميتهم مع تشابه أثرهم الضار على الإنسان, وقد حددت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية "FDA "  النسب المقبولة للفطر في القمح بحيث لا تتجاوز 0.3 % بالقمح  و 0.1 %في الشعير.


وأضاف أن الخطور الإقتصادية لتلك الفطريات في أنها مصدر تلوث لغذاء الإنسان و الحيوان بالسموم المفرزة منها مما يسبب خسائر اقتصادية كبيرة في فقد جزء من غذائنا و أعلاف الحيوانات مما يؤثر سلبا علي الانتاج الحيواني.


و قال إن الدراسات العلمية قدمت الكثير من المعلومات للحد من نشاط و انتشار تلك الفطريات, حيث تبين ان درجات الحرارة المعتدلة (20 الي 30 مئوية) تساعد علي نمو الفطر و انتاجه للسموم في حين تبين ان درجات الحرارة المنخفضة (10 مئوية) قد توقف انتاج تلك السموم, أما عن الرطوبة فإن الرطوبة الجوية بنسبة 17% تعتبر درجة مثالية للفطر و مع ارتفاع الرطوبة يرتفع نشاط الفطر.
ولفت إلى أن أول مكان تتلف فيه المحاصيل بفطر الإرجوت هو الحقول، لذلك تنصح منظمة الصحة العالمية (WHO) بزراعة أصناف مقاومة للفطر مع تطوير سلالات جديدة تحمل صفة المقاومة و ذلك على صعيد الحقل, اما عن تخزين تلك المحاصيل و خاصتا ان منها سلع استراتيجية مثل الذرة والقمح, فان تطور الفطر و نشاطه الحقيقي يكون في ظروف التخزين السيئة من حيث عدم جفاف المخزن و ارتفاع درجة حرارة التخزين.


وأشار إلى أن مكافحة السموم الفطرية تكمن في مكافحة الفطر مصدر السموم, لذلك فان استخدام بعض المبيدات الفطرية في معاملات التربة تقلل كثيرا من احتمالات انتقال العدوى للمحصول وبعد ذلك نحافظ على المحصول من ظروف البيئية لنمو الفطر بالتخزين الجيد في حرارة منخفضة و تهوية جيدة بهواء جاف قدر الإمكان مع استخدام بعض مضادات الفطر مع الحبوب المخزونة و الاعلاف, و استخدام  المكافحة الميكانيكية بإزالة الاجزاء المصابة بعد التعرف عليها بالعين المجردة أو باستخدام أجهزة الرصد الضوئية ثم إبعادها لوقف العدوي الفطرية بين المنتج, كما أن تجفيف المنتجات في رطوبة اقل من 9 %  قبل تخزينها تساعد على حفظها اثناء التخزين, كما تستخدم أشعة جاما للحد من نمو الفطريات أثناء التخزين (علما بأن تلك الطريقة محظورة في بعض الدول).

 


أما على الصعيد الكيميائي للمكافحة فإن بعض الأحماض العضوية وجد أن لها تأثير مضاد لنمو الفطر كبديل للمبيدات الفطرية مثل الأسيتك و البنزويك والسوربيكو أملاحهم و فوق اوكسيد الهيدروجين, كما أعطت عمليات التبخير بالامونيا و الفوسفين والأوزون نتائج جيدة جدا تتخللها داخل كل أجزاء المخزن لطبيعتها الغازية.

 

كما أوصت الدراسات بالمعاملة الحرارية التي تقلل كثيرا من التأثير السام بتكسير تلك المركبات و تحويلها لصور أقل سمية.


وشدد على أننا نواجه عدو فطري وهو الإرجوت وغيره من الفطريات الأخرى ينافسنا الغذاء ويضع سموما قاتلة ليصرفنا عن مصدر غذائه هو الآخر, ولابد من الحفاظ على غذائنا من الحبوب المخزونة و المحاصيل الزيتية التي هي هدفا له من التلوث بتلك الفطريات واتخاذ المعاملات السابقة للحد من آثاره الضارة.


الجريدة الرسمية