رئيس التحرير
عصام كامل

الغسالة.. فانتازيا صعبة وفيلم مسلٍّ

بوستر فيلم الغسالة
بوستر فيلم الغسالة

يستمر فيلم "الغسالة" في تحقيق إيرادات كبيرة يوماً بعد الآخر في السينمات المصرية، حيث تخطت إيراداته 8 ملايين جنيه حتى يوم أمس الجمعة، وذلك بعد أسبوع واحد فقط من طرحه في السينمات.

 

تدور فكرة الفيلم في إطار فانتازي كوميدي، حيث يعيش "عمر" حياة هادئة يبحث فيها عن تحقيق حلمه بالزواج من "عايدة" ولديه صديق واحد يحاول مساعدته وهو "سامح"، وجميعهم في الثلاثين من عمرهم، ويتفاجئ "عمر" في يوم بأن الغسالة التي توجد في مغسلة والدته يخرج منها أحد الأطفال، ليكتشف أنه هو نفسه "عمر" ولكن في سن الطفولة، ليخبره أنه في سن الستين سيخترع آلة زمنية وهي الغسالة التي خرج منها، ليعود بالزمن ويصلح بعض الأخطاء، ليقرر عمر ذو الثلاثين عاماً العودة مع عمر الطفل إلى زمنه لينقذا عمر الكبير من التلاشي والفناء.

 

الفكرة رائعة ومختلفة وجديدة على السينما المصرية، ولكن ما يعيبها هو عدم قدرة المؤلف عادل صليب على التحكم فيها بشكل جيد، بحيث تشعر وأنت تشاهد العمل أنه لا يسيطر على الشخصيات وأنها تقوده للكتابة وليس هو الذي يقودها إلى النهاية التي يرجوها.

 

بعيداً عن تلك النقطة فالفيلم جيد جداً، خاصة دور محمد سلام الذي يؤدي دور سامح في سن الثلاثين وهو مصدر الكوميديا الأول في الفيلم، وبخاصة أكثر مشاهده مع طاهر أبو ليلة الذي يؤدي دور سامح في سن الستين، فتلك العلاقة ينتج عنها أكثر المشاهد كوميدية في العمل.

 

ولم يستغل المخرج عصام عبد الحميد عودة الزمن إلى التسيعينيات للعب أكثر في إظهار جمال التسعينيات، وظهر ذلك في مشهد أو اثنين، مثل مشهد الديسكو ومشهد تسجيل شرائط الكاسيت، ولكن كان أمام المخرج قماشة كبيرة لتفصيل مناظر أكثر روعة وجاذبية من خلال العودة بالزمن، ولكن ربما لأنه العمل الأول له ربما يكون قد غاب عنه التوفيق ولم يملك الخبرة اللازمة لاستغلال مثل تلك المشاهد.

 

ظهور محمود حميد وشيرين رضا وبيومبي فؤاد لم يكن عامل جذب للمشاهد، خاصة وأن ظهور الثلاثي كان يشبه ظهور ضيوف الشرف، لم يكن لم تأثير كبير على العمل باستثناء محمود حميدة الذي كانت مشاهده أكثر ولكن تشعر وكأنها ليست بالقوة المعتادة من النجم الكبير، كذلك أحمد فتحي لم يقدم جديد وكانت تعبيراته معتادة في أغلب المشاهد.

 

أما أحمد حاتم فقد كان اداؤه أقل من المتوقع، ربما لأن الدور مكتوب بهذا الشكل وربما لأن أحداث الفيلم هي ما أظهرته بهذا الشكل، ولكنه بشكل عام كان جيد، كذلك الحال بالنسبة لهنا الزاهد، فقد كان أدائها جيداً وظهرت بشخصية "مجنونة" وردود أفعالها انفعالية ولكن عابها زيادة الأمر في بعض الأحيان.

 

بشكل عام الفيلم مسلٍّ وعائلي وليس سيئاً، ويستحق مشاهدة في السينما في وقت لا توجد فيه أفلام أخرى، فيحسب لصناعه طرحه في السينمات في ذلك الوقت الخطر، كما يحسب لهم ذكائهم لطرحه مع عدم وجود منافس لهم.

الجريدة الرسمية