رئيس التحرير
عصام كامل

كيف قضت ثورة 23 يوليو على الإخوان.. منحهم عبد الناصر العديد من الفرص وتآمروا عليه.. وطه ‏حسين: تنظيم ضد طبيعة المصريين

عبد الناصر وقطب
عبد الناصر وقطب

لم تكن قصة نجاح ثورة 23 يوليو عام 1952، مجرد توطين للعدالة الاجتماعية، ‏وإنصاف الفقراء وتحديث المجتمع بعشرات المشاريع القومية الضخمة التي لو ‏استكملت لكانت مصر في مكان آخر، ولكنها كانت أيضا مفتاح الوصول إلى انتهازية جماعة ‏الإخوان الإرهابية.‏

فضحت 23 يوليو الإخوان، حيث كانت أول تجربة حقيقية تكشف كيف يستغل التنظيم ‏الدين للاستيلاء على السلطة، فاشتبكت معهم الثورة في ‏نزاع كبير ورفضت تسلطهم ودسائسهم. 

 

محاولة اغتيال عبد الناصر

البداية الحقيقية للصدام في 26 أكتوبر 1954، حيث حاول الإخوان اغتيال جمال عبد الناصر في الإسكندرية، ولم يكتفوا ‏بخيانة الدولة الجديدة التي كانت تتفاوض مع الاحتلال الإنجليزي لمغادرة مصر، في وقت ‏كانت الجماعة تعقد اجتماعات سرية مع أعضاء السفارة البريطانية، لتمكينهم من ‏السلطة بأي ثمن. 

كانت هذه التصعيدات بداية لواحدة من أشد فصول الصراع معهم؛ اعتُقل أعضاؤهم وضربت ‏الدولة الناصرية التنظيم بقوة وحسم، وكادت أن تنهي عليه لولا إعادة بعثه من جديد في ‏السبعينيات على يد الرئيس الراحل أنور السادات. ‏

تنكر الإخوان لمحاولات جادة من الضباط الأحرار للتعاون بصدق معهم في محاولة لدفعهم إلى ‏الجماعة الوطنية، عقد عبد الناصر اجتماعا مع المرشد حسن الهضيبي للوصول إلى توافق وطني، ولكن الأخير حاول ‏فرض أيديولوجيا الجماعة على مصر.

طلب تحجيب النساء، وإغلاق دور السينما ‏والمسارح وكل مظاهر الثقافة والحداثة المصرية، فرفض ناصر، لتشتعل فصول الصراع الذي ‏انتهى بالجماعة إلى خلف الأسوار.‏

 

الإفراج عن الإخوان 

بعد نحو 10 سنوات أفرج عبد الناصر عن الإخوان، حاول من جديد إعادة دمجهم في الحياة ‏والمجتمع، وأصدر قانونًا يمكن كل من سُرّح من عمله بالعودة إليه بامتيازات ‏تعوضه عن سنوات السجن، ولكن سرعان ما دبر الإخوان بقيادة سيد قطب، مؤامرة جديدة لتدمير المنشآت ‏الرئيسية في البلاد وإحداث حالة من الفوضى، كما خططوا لقتل ناصر مرة أخرى. ‏

شُنت على الفور حملة اعتقالات كبرى ضدهم، وتم وضع جميع المتورطين في السجون ونفذ حكم الإعدام في بعضهم، للقضاء على مؤامرتهم للأبد، إذ كانوا على تواصل مع حلف بغداد وجميع أعداء مصر، فضلا عن محاولة إنشاء أصولية دينية تعيد العرب عشرات الأعوام ‏للخلف .‏

 

طه حسين 

يقول عميد الأدب العربي طه حسين في كتابه هؤلاء هم الإخوان، إن التنظيم وباء حط على ‏مصر، لافتا إلى أن المصريين كانوا في غفلة عن هذه الضغائن، ولم يتوقعوا أبدا أن يظهر ‏مثل هذا التنظيم في وطن هادئ كريم، لا يحب العنف ولا يألفه. ‏

وأكد طه حسين رؤيته لما أسماها الطبيعة الوديعة المطمئنة للمصريين بما تابعه العالم ‏كله من الفروق بين الثورة المصرية 1952 البيضاء الخالية من المذابح والدماء ــ حسب وصفه ــ وبين ‏غيرها من ثورات اجتاحت العالم وأهدرت طوفانا من الدماء من أبناء الشعب. ‏

واختتم حسين منتقدا الإخوان: كانوا يهيئون الموت والهول والنكر لإخوانهم في الوطن، ولإخوانهم ‏في الدين، ولإخوانهم في الحياة التي يقدسها الدين كما لا يقدس شيئا آخر غيرها من أمور ‏الناس. 

الجريدة الرسمية