رئيس التحرير
عصام كامل

لم ينج منها أحد.. ومن يقود العالم!

أما تداعيات كورونا الاقتصادية كبيرة للغاية ولم ينج منها بلد، وسوف تكثر البطالة، ويحدث ركود وديون..وكما توقع صندوق النقد الدولي فقد دخل العالم بالفعل مرحلة كساد أشد من تلك التي ضربته في 2008 إثر الأزمة المالية العالمية المشهورة.

وتحت عنوان "هكذا سوف يدمر كورونا الاقتصاد" قالت صحيفة النيويورك تايمز إن هذا الوباء سوف يدمر الاقتصاد ويهدد بإحداث مضاعفات حادة في اقتصاد عالمي مريض مثقل بالديون، وإن هناك دولاً وشركات ستصبح عاجزة عن سداد أقساط الفائدة، فضلاً عن انخفاض الإنتاج، وارتفاع معدلات البطالة والركود الاقتصادي.. وكلما طالت مدة الجائحة زاد احتمال حدوث أزمة مالية أخطر كثيراً من تلك التي شهدها العالم من قبل.


الانتحار يزيد بسبب كورونا!

 
تبعات الجائحة قد لا تنقشع في الأجل القريب، وربما استمرت لفترة طويلة مما يخلق أعباء اقتصادية أخرى تتسبب في تخوف الشركات والدول من ضخ استثمارات ضخمة في مستقبل يحوطه الغموض والتهديدات.

كورونا نقلت العالم من العولمة الاقتصادية إلى اشتراكية المرض، ولم تتسبب تلك الأزمة في فشل العولمة فحسب بل كشفت عن هشاشتها وزيف كثير من الحجج التي سيقت لتبريرها ؛ ذلك أن جميع الدول لاسيما تلك التي روجت لها واستفادت منها اقتصادياً وإستراتيجياً سارعت مع بداية الوباء للانكفاء على الذات والانغلاق للداخل والحد من السفر وإغلاق حدودها وتخزين المستلزمات والأدوات الطبية..

 

كما اعتبرت صحيفة "العولمة" هذا الوباء هدية للقوميين وتوقعت أن يكون له آثار طويلة المدى على حرية الحركة للأفراد والبضائع.. بينما ترى تقارير أخرى أنه بينما كانت العولمة تخدم أنظمة رأسمالية دولية على حساب فقراء في العالم فإن كورونا ، وهذا من حسناتها، قد تحطم تلك الفوارق الطبقية وتحدث ما يمكن تسميته ب"اشتراكية المرض"..

 

بدون إجابة!!

 

ذلك أن الفقير والغني باتا معرضين للإصابة بهذا الوباء العابر للطبقات الاجتماعية بكل درجاتها وتنويعاتها وجعل الجميع متساوين في عجزهم أمام هذا الوباء وسوف يتصاعد صراع القوى الكبرى على قيادة العالم.

من حسنات كورونا أنها حطمت الفوارق الطبقية وتساوى الفقير والغني وباتا معرضين للإصابة بهذا الوباء العابر للطبقات الاجتماعية بكل درجاتها وتصنيفاتها وجعل الجميع متساوين في عجزهم أمام هذا الوباء وسوف يتصاعد صراع القوى الكبرى على قيادة العالم رغم أن كورونا شغلت الدول بنفسها واضطرتها للانغلاق للداخل إلى حد كبير..

 

لكن من ينجح في الإفلات من قبضتها أولاً سوف يتمكن من تحقيق قفزة هائلة على سلم السيطرة الأمر الذي يعني سقوط تحالفات وبزوغ أخرى وظهور تكتلات اقتصادية وسياسية جديدة فرضها الواقع الجديد فتزحزت قوى تقليدية عن مواقع الصدارة وتقلصت تطلعاتها وقدراتها الاستعمارية..

 

متى ينتهي فيروس كورونا؟!

 

فالجيوش مشغولة في مجابهة الوباء داخلياَ؛ ومن ثم فمن المتوقع أن تتقلص الأطماع الاستعمارية للقوى الكبرى التي نرجو أن تتخلى عن سعيها المحموم للهيمنة وأن يتخلق نظام دولي جديد أكثر عدلاً من الناحية الاقتصادية رغم أن ذلك يبدو حلماً بعيد المنال..

 

فثمة دولة مثل تركيا رغم معاناتها المرة مع جائحة كورونا وآثارها الكارثية عليها فإنها لا تزال سادرة في غيها غارقة في أوهام السيطرة والأطماع الاستعمارية تعربد هنا وهناك ويقف العالم متفرجاً للأسف على ما تفعله في ليبيا وسوريا والعراق يساعدها في ذلك دول كبرى تبغي إبقاء المنطقة على فوهة بركان، تتقلب دولها في أتون الصراعات والحروب والاستنزاف الذي يجعلها لقمة سائغة في أفواه الطامعين والباغين .. ندعو الله أن يحفظ مصر ويجنبها شر الفتن والمطامع.

الجريدة الرسمية