رئيس التحرير
عصام كامل

ليست حالة اللواء "زكي محمود" وحده

استيقظ ملاك شاليهات قرية الصحفيين (حسن فتحي) على صوت نحيب مكتوم، اكتشفوا أنه بكاء المهندس العالمى "حسن فتحى" رحمه الله، الذى صمم القرية المتميزة. بكى فتحى لأن ملاك القرية لم يلتزموا بما وعدوا به بألا يحدث ظلم لأحد من الذين عشقوا القرية وحافظوا على تراثها.


ثلاثة شهور كاملة قضتها الزميلة المرحومة ابتسام الهوارى، تحت أقدام أستاذها المعمارى العالمى لإقناعه بأن يضع تصميما للقرية التى ستحمل اسمه للأجيال القادمة.. حاول الرجل أن يعتذر لأنه قرر الاعتزال من زمن طويل، ولكن ابتسام العنيدة لم تتراجع عن المطاردة، حتى رضخ المعماري العالمي لطلبها.


استطاعت ابتسام أن تقنع الملاك بالمشاركة، وعندما كانت لا توفق مع الأزواج، كانت تلجأ إلى الزوجات، ورفعن شعار "بيعنا الشبكة". أقامت ابتسام القرية وطالما وقعت في الأخطاء، وأحيانا في الخطايا التى أفقدتها صداقات عديدة من الملاك.

 

اقرأ أيضا:

حسنين كروم

 
لو أن العالمي "حسن فتحى" توقع يوما أن يظلم مسئول فى قريته، أدى ما عليه من واجب، وكانت بصماته واضحة اعترف بها الذين أقالوه قبل الذين أحبوه، ولا يعرف الأسباب الحقيقية وراء ذلك، لكان تراجع عن إطلاق اسمه على قرية الصحفيين، ومن الطريف أن يشيد أحد أعضاء مجلس الإدارة بالأداء الراقى للرجل، ومن المفترض أن يكون ذلك سببا لاستمراره وليس التخلص منه.


حالة الفزع التى أصابت معظم ملاك القرية، لها جانب إيجابى أنه ما زال في مصر من يحرص على القيم النبيلة ويترفع فوق الصغائر والخلافات التافهة ويراعي الصالح العام أو يحترم عقول الناس.


لا أحد يعترض على حق مجلس الإدارة فى اتخاذ القرارات المناسبة لتحقيق صالح الجمعية، ولكن عندما يمس القرار مسئولا كبيرا كسب محبة الملاك واحترامهم.. فإن الأمر يتطلب احترام عقولهم وإبلاغهم بالدوافع التى أدت إلى اتخاذ القرار.


حالة اللواء زكى محمود زكى "ليست فريدة" وإنما تتكرر فى أماكن عديدة، وهي تجسد الوضع المأساوى لمجالس الإدارات، حيث يتقدم للترشح أشخاص لا علاقة لهم بإدارة القرى السياحية.. وغير ملمين بقوانينها، والأهم أن مشاغلهم العديدة فى المواقع التى يعملون بها تحول دون الانشغال بمشاكل القرية، ويحقق هؤلاء الفوز لأن عدد المشاركات فى الأدلاء بالأصوات محدودة.

 

اقرأ أيضا: 

مكرم محمد احمد.. شكرا

 

وقد توقعت أن يكون هؤلاء غير مدركين للأعباء الملقاة على عضو مجلس الإدارة، بداية من حل مشاكل الملاك مع بعضهم البعض، إلى التواصل مع مؤسسات الدولة الأخرى. هؤلاء المرشحون لا يحتاجون إلى مزيد من الشهرة، ولا يتقاضون مقابلا لعملهم، لكن معظمهم لا يجيد ذلك العمل ووجوده فى المجلس مثل عدم وجوده، إذا استثنينا بعض الأشخاص.


أخيرا أنا لا أعرف اللواء زكى محمود، وقد عين فى الزمن الصعب الذى يحرمنى من البقاء فى القرية فترة معقولة، ولا اعتراض على القادم الجديد الذى لا أعرفه.


لواء زكي محمود زكي.. لست وحدك الذى تعرض للظلم.. وكنت أتمنى أن أكون في وداعك .. فلا تحزن.

الجريدة الرسمية