رئيس التحرير
عصام كامل

حسنين كروم

4 سنوات تزاملنا خلالها، حسنين كروم وأنا للدراسة في قسم الصحافة بكلية الأداب جامعة القاهرة. كان إنشاء قسم للإعلام والصحافة بجامعة القاهرة، مجرد حلم داعب الأجيال التى سبقتنا، حتى يحتل الإعلام المكانة الاكاديمية التى يستحقها.. مثل باقى أقسام كلية الأداب.

 

ومن أسف أن هذا المطلب كان يجد مقاومة شديدة من جانب قيادات جامعية كانت ترى أنه لا يكفى أن تضم الدراسات الإعلامية إلى مناهج كلية الآداب. ولكن يبدو أن التغييرات التى حدثت فى تشكيلات مجالس إدارات الجامعة أفرزت عناصر مؤيدة لإقامة القسم مما أدى إلى الاستمرار فى النضال حتى تحول القسم بعد سنوات إلى كلية الإعلام.

 

مكرم محمد أحمد.. شكرا

 

بالطبع كانت الدفعات الأولى فى قسم الصحافة، الذى انضممنا إليه فى خطواته الأولى، محدودة وأذكر أن كلية الآداب خصصت لنا مدرجا صغيرا استوعبنا جميعا. وقد مكنتنا أعدادنا المحدودة من التواصل والتعرف على بعضنا واختيار الأشخاص من ذوى الاهتمامات الواحدة لتنمو بينهم صداقة عميقة.

 

وكان حسنين من أقرب الزملاء إلى عقلى وقلبى واحترمت القواعد الأخلاقية الصارمة التى التزم بها حتى آخر العمر. لم أشاهد حسنين كروم يغضب بشدة إلا عندما تصدى لزميل آخر، قام بالتعليق على مناقشة، وهاجم بقسوة زميلا كانت له أراء مخالفة.. فقد كان يشيد بالنظام الملكى لأنه أحد جرحى الثورة.. واستخدم عبارات وجهها للزميل الغائب..

 

إستفزت حسنين الذى انتفض غاضبا ووجه حديثه لمن ارتكب هذا الخطأ قائلا: ليس من الشجاعة أن تهاجم زميلا في غير حضوره، وقد كنت حاضرا بالأمس.. ولم تتكلم بينما عبر كل الحاضرين عن مواقفهم.

 

"العجوز" و"كورونا"

 

هذا هو حسنين كروم حفيد أشهر الفتوات فى مصر"المعلم كروم"، وكان الوحيد بينهم الذى لم يعتد على ضعيف وإنما خاض المعارك لاسترداد حقوقهم.

 

كان حسنين ناصريا حتى النخاع وقد ألف عشرات الكتب فى الدفاع عن الناصرية، ولم يحاول إستثمار دفاعه المستميت عن الرئيس عبدالناصر فى الاقتراب من السلطة ولم تنصفه الثورة عندما كانت في أوجها، وسد أمامه أعداء الثورة أبواب النشر في الصحف عندما حدث الإنقلاب على الناصرية.

 

واذكر إننا تحمسنا معا لما يقوم به أمين الدعوة والفكر كمال رفعت الذى كان يدافع عن العدالة الاجتماعية ولا يخفى إحيازه للفقراء مما كان يجد معارضة من قيادات الاتحاد الأشتراكى التى انحازت للرأسماليين الجدد.

 

الغنوشى.. الولاء للجماعة لا للوطن

 

وفى طريقه لمواجهتهم شكل مجموعات للنزول إلى الشارع وكانت مجموعتنا تضم حسنين كروم وصلاح عيسى وفاروق ابوزيد وكما نجتمع فى منزله بشبرا اسبوعيا. ولكن سرعان ما تم ضرب التجربة والتخلص من رفعت ومطاردة المجموعات بحجة إنهم شيوعيين.

رحم الله حسنين كروم.

الجريدة الرسمية