رئيس التحرير
عصام كامل

نوبة صحيان

ونوبة الصحيان بالمصطلح العسكرى، هى نفير للحث على الاستيقاظ استعدادًا لمهمة عمل عاجلة. وهذا هو بالضبط ما تحتاجه مصر حكومة وشعبًا فى هذه اللحظات الفارقة بعد تسع سنوات من فوضى يناير وسبع سنين من ثورة يونيو..

 

وعند اللحظات المصيرية التي تواجه أمتنا المصرية لا مجال للغو والثرثرة والهزل السياسي وإنما وقفة كرامة وكل الخبرات في سبيل الخروج من المأزق التاريخي بالجدية والصرامة نحتاج لنوبة صحيان تاريخي، لأن هذا البلد يعيش واحدة من أكثر فترات تاريخه الحديث صعوبةً..

 

ليس فقط بسبب التحديات الخارجية والداخلية، بل أيضا بسبب الأخطاء التي ترتكبها جميع الأطراف المشاركة في المشهد سواء عمدا أو بدون قصد، بلادنا تحتاج إلى وقفة حزم وعزم في مواجهة أنفسنا بصراحة وجدية.

 

خطايا منظمة الصحة العالمية الإثيوبية!

 

وكما هو معلوم دوما أنه لكي تتغلب أي دولة على أي تحدٍ خارجي لا بد من وحدة جبهتها الداخلية أولا.. فما بالك لو كانت الدولة تواجه أربعة تحديات خارجية متزامنة تحيط بها من كل جهاتها..

 

وأن يحدث ذلك تحت ضغط وباء عالمي متفشٍ دمر السياحة والاستثمار والاقتصاد ونحن أمام درس تاريخي، وعلينا أن نتوقف وندرس لماذا وصلنا إلى ما نحن فيه الآن بمنتهى الصدق.


فلنتوقف عن إشعال أية خلافات داخلية ولنتحد معا فى مواجهة التحديات الخارجية المتصاعدة.. لا يعقل أن يستمر الإخوة فى الشجار بينما تهدد النيران بيتهم.. فلنطفئ نيران خلافاتنا الداخلية قبل أن تلتهمنا النيران المتصاعدة حولنا وننبذ أى خلافات داخلية بيننا..

 

الآن هي فرض عين حتى نستطيع اجتياز التحديات الخارجية.. وبعد ذلك مطلوب  برنامج جديد لإصلاح اقتصادي يحقق التوازن بين التنمية والعدالة الاجتماعية،  كتطبيق الضرائب التصاعدية لنقل جزء من عبء الاصلاح الاقتصادي للشرائح الغنية في المجتمع تتزامن مع "موجة جديدة من الإصلاحات" لتنشيط القطاع الخاص، وزيادة فرص العمل.

 

 إعلام يليق بمصر

 

ومن المهم جدا البدء بعملية إصلاح سياسي شامل وحقيقي بالتزامن مع إصلاح لمظلة الحماية الاجتماعية بإعادة الإعتبار للأولويات وربما يكون من الملائم التسريع لتطبيق التأمين الصحي، والتركيز علي إصلاح حقيقي للتعليم الفني والتعليم الجامعي وتحديدا للكليات العملية وتستدعي نوبة الصحيان الاعتراف بأن الثقافة والإعلام نقطة ضعف قاتلة..

 

وللأسف حتى الآن لا توجد رؤية حقيقية رغم أننا نملك من الأدوات والطاقات ما يمكننا من عملية تنوير شاملة وإحداث طفرة كبيرة في مستوى الوعي الجمعي في فترة وجيزة، الغريب أن القيادة السياسية لديها إرادة من حديد ولكن لأسباب غير واضحة لايزال هذا الملف يراوح مكانة من التردد..

 

ومن المعلوم أن لعبة السياسة والمفاوضات هى مسالة توزيع أدوار والخطأ أن يحسب الإعلام والصحافة على النظام والعكس بل كان ولابد من البداية إستخدام سلاح الاعلام والرأى العام الغاضب والضغوط لخدمة المفاوض. وهو ما تنفذه إثيوبيا بمهارة..

 

 يا أيها الناس.. وليس المسلمين!

 

فقد انتهي عصر "الوجبات المجانية" وكل شيء أصبح له ثمن.. ليبقي الرهان على وعي المصريين رابحا بلا شك إذا تم الآن وليس غدا. وفي كل الأحوال فإن
الوطن رهين ضمائرنا واستيقاظنا وحركتنا التى تقدر على إزالة آثار أي عدوان محتمل.


إنها دوما مصر.. تمرض ولا تموت تتعافي وتنهض مثل الطائر الإسطوري الذى ينهض من الرماد..

 

الجريدة الرسمية