رئيس التحرير
عصام كامل

"فيتو" الحاضرة في ثورة 30 يونيو.. بدأت أعدادها بمعركة لتعرية الجماعة أمام المصريين وانتهت بإسقاط حكم المرشد

فيتو


تحل علينا اليوم الذكرى السابعة لـ ثورة 30 يونيو، لتعيد إلى الأذهان ذكرى ثورة خرج فيها ما يناهز الـ 30 مليون مصري في مختلف شوارع وميادين مصر علي قلب رجل واحد وهم يرددون "يسقط حكم المرشد"، رافضين حكم جماعة الإخوان المستبد.


وكانت "فيتو" في طلائع الصفوف في هذه الثورة، فقد بدأ دورها في كشف كذب وألاعيب الإخوان السرية للمضي قدمًا في مشروع التمكين للجماعة بإحكام قبضتها على الدولة المصرية مع الأعداد الأولى للجريدة.


ففي العدد الأول للجريدة، وتحديداً في 10 يناير 2012،  كان لـ"فيتو" موعد مع كشف زيف جماعة الإخوان، لتعلن "فيتو" عن أول معاركها للكشف عن زيف الجماعة بانفراد لرئيس تحريرها عصام كامل، حيث كشف عن لقاء مرشد الإخوان محمد بديع ونائب المرشد خيرت الشاطر بالرئيس الأسبق حسني مبارك في المركز الطبى العالمى، وكانت الصاعقة عندما أكد الإخوان لمبارك فى اللقاء أنه ليس لديهم مانع أن يحصل مبارك على البراءة وأنهم سوف يهيئون الأجواء لذلك، بشرط إسكات القوى التى يحركها مبارك من داخل طرة حتى لا تتهدد تجربتهم البرلمانية.

/Section_4086/%D9%85%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA/%D9%85%D8%B5%D8%B1-2013-2020-%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D8%AA%D9%87%D8%B2%D9%85-%D8%A3%D8%A8%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%84%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%82%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%87%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%A8%D9%87%D8%A7%D8%B1_4114317



وقامت الدنيا ولم تقعد، فقد كانت الجماعة في أوج قوتها، وكان الكشف مزلزلاً.. كانت الجماعة تظهر ما لا تبطنه، فقد كانت تظهر أنها مع ثورة يناير والشعب، لكنها في حقيقة الأمر كانت تدفع دفعاً للتمكين لها في حكم مصر وإقامة ما يُعرف بـ"الخلافة الإسلامية"، أو الخلافة الإخوانية.

بعدما نشرت "فيتو" الانفراد ثارت ثائرة الإخوان، وأخذوا يتوعدون ويهددون "فيتو" تارة بالإغلاق وأخرى بالحبس وتلفيق القضايا، فقد كانت البداية بمعركة حامية الوطيس بين فيتو والإخوان، والتي ظلت نارها مشتعلة حتى الآن، فقد أخذت قيادات الجماعة تصف بوابة "فيتو" بالكذب والتدليس، لكن سرعان ما فقدت الجماعة توازنها، وسارعت قياداتها بنفي الخبر.

كان رأس الحربة في معركة الإخوان ضد "فيتو" الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان آنذاك، حيث أخذ في شن حملة شرسة لتشويه الجريدة والطعن فى مصداقيتها، متهما إياها بأن هناك جهة تقف خلف ما تم نشره حول زيارة المرشد لمبارك، فقد كان غزلان لا يملك الإجابة الصادقة للدفاع عن الجماعة.


وبدأت الجماعة في تقديم البلاغات ضد "فيتو"، عندما قدم عبد المنعم عبد المقصود محامي الجماعة بلاغًا ضد رئيس تحرير "فيتو" وطالب بإحالته للمحاكمة الجنائية، واتهمه بارتكاب جرائم منصوص عليها فى قانون العقوبات بنشر أخبار كاذبة ومزورة منسوبة للمرشد ونائبه والأمين العام من شأنها تكدير السلم العام.

 

/Section_39/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B5%D8%B1/%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%84-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8-%D8%A8%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-30-%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%88-%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%88%D8%B5%D9%88%D8%B1_4114331اظهار أخبار متعلقة




لكن تهديد عبد المقصود لم يثن "فيتو" عن الاستمرار في كشف الحقائق وفضائح الإخوان وتعريتهم أمام المصريين، ففي العدد العاشر لـ"فيتو" كان الكشف عن مفاجأة لجنة الخمسة التى ترأسها الشاطر وكان من أعضائها محمد مرسى، ومن مهامها الاتفاق على مرشح الإخوان فى انتخابات الرئاسة التى لم تكن استقرت على مرشح لها بعد شهر مارس 2012.

وكان لـ "فيتو" موعد في الكشف عن الوثائق السرية لتمكن الإخوان، بانفرادات فضحت فيها أكاذيب وزيف الجماعة، وكانت كلمة السر في إسقاط الجماعة وثورة المصريين ضد الجماعة في 30 يونيو 2013، حيث انفردت "فيتو" بالكشف عن تفاصيل اللقاءات التى جمعت إخوان مصر وإخوان الأردن والمخابرات الأمريكية "CIA" فى تركيا للاتفاق على سيناريو تمكين الجماعة من حكم مصر.


وكانت الصاعقة عندما كشفت "فيتو" عن قيام الإخوان بتعذيب المتظاهرين فى 27 يناير 2012 فى زنزانة أعدوها بميدان التحرير وتحوى 10 من الشباب المنتمين للجماعة كانوا يضربون فيها الشباب الذى نزل للتظاهر فى الميدان.

فى العدد "17" كشفت "فيتو" عن "تجسس الإخوان" على مؤسسات الدولة من خلال "مخابرات الشاطر"، حيث نشرت الجريدة تفاصيل المحادثات التى رصدتها الجماعة بين المجلس العسكرى واللجنة العليا للانتخابات، وأكد ذلك اعتراف الشاطر "الإخوان في كل مكان".


وكان لـ"فيتو" السبق بالكشف عن إنشاء الجماعة ما يُعرف بـ"عسس الإخوان" وكانت الفكرة لمرشد الإخوان الأسبق مصطفى مشهور الذى أحيا النظام الخاص.

تواصلت معركة "فيتو" والإخوان في أعداد كثيرة ومتلاحقة، ففى العدد "42" كانت الجريدة تتحدى الرئيس السابق محمد مرسى، الذى رفض تحريك دعوى قضائية فى مجلس الأمن لاختراق الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوى المصرى عند ضربها لمصنع اليرموك بالسودان.

اظه/Section_39/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B5%D8%B1/%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%82%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D9%81%D8%B9-%D9%88%D8%AA%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%89-%D9%86%D9%81%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D8%AA_4114359ار أخبار متعلقة




وكان التحدى الأكبر لـ"فيتو" في العدد "43" عندما كشفت عن كواليس احتضار جماعة الإخوان، حيث تحول الصراع بين خيرت الشاطر والدكتور مرسى لصراع مؤسسات وكيانات، ليطيح الشاطر برجال مرسى فى الحزب، وأخذ كل منهما يوجه ضربات المنافسة للآخر.

وكانت "فيتو" على موعد مع معركة أخرى عندما كشف رئيس تحريرها "عصام كامل" فى مقال له بعنوان "دين غزلان" عن تفاصيل قيام المتحدث الرسمى للجماعة محمود غزلان بأكل حقوق شقيقه الأصغر محمد، ورفضه إعطاء حقوق أخيه مما دفع الأخ الأصغر للحجز على ممتلكات محمود غزلان الذى رفض تنفيذ الحكم القضائى لصالح أخيه.

وانفردت "فيتو" فى عددها رقم "45" بنشر تكليف الشاطر لوزير الشباب الإخوانى بتنفيذ خطة التمكين ورفع تقارير لمكتب الإرشاد، وكشفت عن إنفاق وزارة الشباب الإخوانية 12 مليون جنيه من أموال الشعب لتجنيد 500 ألف إخوانى، حتى أن أسامة ياسين وزير الشباب قال للجماعة: "حققت لكم فى شهر ما لم تحققوه فى 7 سنوات".

وفي نفس العدد "45" كشفت فيتو عن صفقة الرئيس الإخوانى الأسبق لعقد هدنة ووقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل مقابل تجسس إسرائيل على سيناء لحماية حماس.

ومن المعارك التى خاضتها "فيتو" مع نظام الإخوان ما كشفت عنه بوجود مخطط إخوانى لتوطين 750 ألف فلسطيني فى سيناء، حيث كانت الجماعة تخطط لحكم حماس فى سيناء، وكشفت الجريدة فى انفرادها عن شراء الغزاوية لمساحات شاسعة من الأراضى الصحراوية.

لم تأبه "فيتو" لقوة الإخوان آنذاك ولم تتورع عن كشف حقيقة الجماعة المحظورة ومخططات تخريب الجماعة لمصر، لتردد فيتو مقولتها الشهيرة في أول معاركها ضد الإخوان  "من قال لا.. فى وجه من قالوا نعم.. من علم الإنسان تمزيق العدم".. كنا رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. قلنا: "توكلنا على الله.. وليمنحنا الصبر" فكان خير "ملاذ"، "الجماعة" تطاردنا بـــــ"ما لا يخالف شرعها".

كانت المصداقية سلاح فيتو في وجه استبداد الجماعة المحظورة، فتلقاها الشعب المصري بالتصديق وبدأت معركة المساندة لحركة تمرد وجمع التوقيعات من الشعب المصري لإسقاط حكم الجماعة، وبالفعل ساندتها "فيتو" في عمليات التوقيع، ولم تأبه بتهديدات أو صلف الجماعة.


كانت معارك فيتو هي الشرارة التي ساعدت في انلاع ثورة 30 يونيو 2013، وإسقاط الجماعة، ولم تترك "فيتو" الشعب المصري أثناء ثورته، فقد قامت "فيتو" بتوزيع الملصقات والبوسترات التي تكشف وجه الزيف الذي كانت ترتديه الجماعة، فكانت فيتو من أوائل المحتشدين في ميادين مصر من خلال كلماتها ومعاركها الكاشفة والفاضحة لزيف الجماعة المحظورة.

كانت "فيتو" أول المساهمين في ثورة 30 يونيو 2013، حيث ساهمت بشكل كبير عن طريق الكشف عن أخونة المؤسسات في الدولة.

كانت فيتو مع حركة تمرد للقضاء على حكم الإخوان في مصر، وساندت بقوة ثورة 30 يونيو.


الجريدة الرسمية