رئيس التحرير
عصام كامل

ثروات الطبيعة إلى زوال!

ربط البحث العلمي بالإنتاج والتعليم بسوق العمل، وتكريس الدور الاجتماعي لرأس المال بين رجال أعمالنا ورعايتهم لطلبة العلم النابغين وما تنتجه عقولهم هو أمل مصر في وقتنا الحالي ومن دونه لا مخرج من أزماتنا..

 

الأمل أن تنجح جهود إصلاح التعليم وجعله مثمراً منتجاً حتى لا نخسر مليارات الجنيهات سنوياً، حين نضخ آلاف العاطلين من خريجي الجامعات والدبلومات الفنية التي عفا عليها الزمن دون علم حقيقي ينتفع به أو قيمة اقتصادية مضافة إلى رصيدنا المحدود.

 

توليد الثروة وإتاحة فرص العمل ليس غاية في ذاته بل هو حل عملي لمشكلة مزمنة أساسها ضعف الكفاءة وغياب الموهبة وهجرة العقول المبدعة للخارج، وغياب حلقة الوصل النهائية بين سوق العمل من ناحية والتعليم من ناحية أخرى وهو الأمر الذي يفرض ضرورة وجود اتصال وتنسيق وتشابك تام ودائم بين وزارتي التعليم والتعليم العالي..

 

اقرأ أيضا: مقبرة التعليم!

 

فالأولى تلقي للأخيرة بجحافل من الطلاب دون المستوى.. والأخيرة تلقي إلى سوق العمل خريجين غير أكفاء على كثرتهم.. أما القلة النيرة فهي تعرف طريقها إما إلى الخارج المتربص بنا وبهم وإما إلى مسار منحرف وإحباط وغياهب الضياع، الذي نحمد الله أن حكومتنا بادرت بقوة لعلاج كل هذه الثغرات، سواء بإصلاح التعليم أو تغيير طريقة الامتحانات والتدريب العملي لمواكبة احتياجات سوق العمل ومتطلباته.

 

اقرأ أيضا: احتضنوا المبدعين!

 

ثروات الطبيعة مهما يكن حجمها فهي إلى زوال، والبترول والغاز العربي لن يدوم للأبد؛ فمصيره المحتوم هو النضوب إن آجلاً أو عاجلاً.. وعلى الأجيال الحالية ألا تجور على أجيال المستقبل.. عليها البحث عن بدائل نظيفة ومتجددة للطاقة وأكثر أمناً كالطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو حتى الطاقة النووية لتطويعها لخدمة التنمية؛ فتنويع مصادر الطاقة ضروري تماماً كتنويع مصادر السلاح حتى لا نبقى رهناً بمسار واحد إذا تعطل انغلقت علينا الدائرة وضاقت علينا الأرض بما رحبت.

 

الجريدة الرسمية