رئيس التحرير
عصام كامل

سر ارتباط ملف أثيوبيا والحرب الليبية بالإرهاب داخل سيناء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

المشاريع التخريبية في المنطقة كلها من أصول واحدة، من نفس الجذر الذي ترعاه دول ‏توسعيه مثل تركيا، التي تهدف بشكل واضح إلى ضرب مصر، حتى يتيسر لها السيطرة على ‏المنطقة عبر أذرعها المتطرفة مثل الإخوان، وفق ما أصبح يسمى بالعثمانية الجديدة، التي ‏تمثل جوهر مشروع أردوعان. ‏

هذا ما يجعلنا نربط سياسة ضخ الميليشيات في العاصمة الليبية طرابلس وتمويلها وتدريبها ‏على الأعمال الخارجة عن القانون في العاصمة، وتفكيك الجيش الوطني الليبي.

منتصر عمران: الإخوان وقطر وتركيا يتحالفون لإفشال "إعلان القاهرة"

ووضع هذه المليشيات ‏على أهبة الاستعداد لتهديد الأمن القومي المصري، وربط ذلك بما يحدث في سيناء والمحاولات الدائمة لتسريب المزيد من الإرهابيين ‏والعدة والعتاد لهم.

نهاية بالمشهد الأثيوبي المتعنت، الذي يحاول بكل الطرق محاصرة مصر، والضغط عليها ‏بأقصى قوة ممكنة لإفقاد البلاد والسلطة السياسية هيبتها، وضرب الحقوق التاريخية للبلاد.

‏مما يعني أن الفصل بين هذه المشاهد أمر غير ممكن، والدولة القوية يجب أن تسيطر على ‏جميع الملفات المفتوحة، بشرط استقرار الجبهة الداخلية. ‏

يقول السيد شبل الكاتب والباحث السياسي إن البعض يتساءل حول أي القضايا هي الأولى ‏بالاهتمام المصري، عاقدا مقارنة عبثية بين ملف ليبيا وسد النهضة والإرهاب في سيناء.‏

وأوضح شبل أن كل تلك المحاور متكاملة وتوصّل إلى بعضها البعض، لأن من يَقوى على ‏حماية أمنه القومي في ليبيا، هو ذاته من يستطيع الحفاظ على أمنه المائي، وهو من ‏سيتمكن من فرض سلطاته في سيناء ودحر الإرهاب داخلها.‏

وأشار الباحث إلى أن الجماعات المتطرفة التي فجرت وقتلت في شرق مصر وغربها هي ‏توأم للجماعات السلفية الجهادية التي انتشرت في ليبيا برعاية حلف الناتو خلال وبعد أحداث ‏‏١٧ فبراير ٢٠١١.‏

وتابع: أن مصر لا تستطيع الدخول في تحدي مباشر مع أي دولة أفريقية بخصوص مياه النيل إذا ‏كانت حدودها الغربية مرشحة لأن تتحول إلى إمارة تابعة لتنظيم القاعدة وحليفة للإخوان وفي ‏خدمة النظام التركي بنهجه المعادي والتوسعي. ‏

وأوضح أن "ميليس زيناوي" رئيس حكومة أثيوبيا الأسبق وضع حجر أساس سد النهضة في ‏إبريل ٢٠١١ مستغلا حالة الفوضى داخل مصر، وهذا يكشف أن استقرار الشأن الداخلي ضمانة ‏ضد أي مخاطر قائمة أو محتملة، ومن المؤكد أن الأوضاع في شرق ليبيا ترقى إلى حد اعتبارها ‏شأن داخلي مصري.‏

وعن الدور الإخواني في إثارة هذه القضية، قال شبل، إن الإخوان مغرضون يريدون تشتيت ‏الرأي العام لا أكثر، وإضعاف الحس القومي المعادي لتركيا وعملائها في ليبيا عبر المزايدة ‏بالملف الأثيوبي.‏

وتابع: على من يقلق بخصوص نقصان حصة مصر من مياه النيل، أن يزيد من رفضه لتركيا ‏وسلوكها التوسعي،  لأن سلوكها في اللحظة الحالية يضيف أعباء على مصر، ويشغلها عن ‏التفرغ لقضية سد النهضة.‏  

الجريدة الرسمية