رئيس التحرير
عصام كامل

جينا نجيب الريحاني في الذكرى الـ 71 لرحيله: والدي أخفى زواجه من أمي خوفًا من بديعة مصابني.. وترك لنا 400 ألف جنيه وشقة «الإيموبيليا» (حوار)

جينا نجيب الريحاني
جينا نجيب الريحاني مع محرر فيتو

حذرني من دخول عالم التمثيل قائلًا: «بنتي مش بتاعة تمثيل»

 الجميع أهمل تخليد ذكراه ووزارة الثقافة لم تستجب لمطالبي منذ عهد فاروق حسني حتى الوزيرة الحالية 

 أطالب بتصميم تمثال للفنان الراحل مثل أم كلثوم وعبد الوهاب ووضعه في مكان عام

 والدي قدم 80 مسرحية لا يوجد منها سوى 5 فقط ولا أعلم أين باقي الأعمال الأخرى

 والدته طردته بسبب حبه للتمثيل وقالت له: «مش عايزين مشخصاتي يقعد في البيت»

 وافقت على الزواج من صعيدي مصري رغم اعتراض والدتي كي أظل بجوار رفات والدي 

 والدتي غادرت مصر لفرنسا بسبب علاقاته ببعض الفنانات وأصابتها الغيرة ولم تستطع التحمل 

 «الريحاني» اعتاد الهروب من حر القاهرة في يونيو إلى فرنسا

 والدي انتهى قبل وفاته من تصوي ر«غزل البنات» ولم تعُدل نهاية العمل قسرًا

 نجيب ساويرس عاشق للفن الراقي وأقنعني بتسلم جائزة الريحاني في مهرجان القاهرة 

وصفه فؤاد المهندس بـ «الظاهرة» التي لا يمكن أن تتكرر ، واعتبره الفنان محمد صبحي العنصر الأساسي في ريادة مصر الفنية ، وأكد الفنان سمير غانم أنه لم ير ممثلا في حياته يعبر بصدق وعبقرية مثله ، وتمنى المخرج الراحل يوسف شاهين أن يكون بطلًا لأول أفلامه «بابا أمين» لكن ظروف مرضه حالت دون ذلك.. إنه الفنان الراحل نجيب الريحاني «الضاحك الباكى».

«فيتو» في إطار سعيها للبحث عن كواليس وتفاصيل جديدة في حياة «الضاحك الباكى» تزامنًا مع حلول الذكري الـ71 لرحيله التى توافق الإثنين 8 يونيو الجارى حيث توفي في 8 يونيو من عام 1949 ، التقت ابنته الوحيدة جينا نجيب الريحاني التي يحمل وجهها كثيرًا من تفاصيل والدها.. وكان الحوار التالى:

*بعد هذه السنوات الطويلة.. هل لا تزال ذاكرتك تحمل تفاصيل اللقاء الأخير الذي جمعك ووالدك الفنان الراحل نجيب الريحاني؟

بكل تأكيد كنت ما أزال في العقد الأول ، تحديدًا كان عمري 9 سنوات وذلك خلال زيارته لنا في العام 1947 بباريس.

*وكيف كانت علاقتك بأبيك الإنسان وليس الفنان؟

كنت أحبه جدًا لأنه كان صبورًا حليمًا في كل المواقف، وعندما يدخل المنزل كان يسأل عني أولًا ويقول: «فين أميرتي الصغيرة؟» ، كما أنه كان حريصًا على السفر إلى فرنسا في يونيو من كل عام هربًا من طقس القاهرة الحار ، وأتذكر أنه كان يقضي معظم وقته خارج المنزل في مكتبة المسرح بباريس.

*«الأستاذ حمام» الدور الأخير لـ«الريحانى» الذي قدمه في فيلم «غزل البنات» سنة 1949 يعد آخر أدوار الضاحك الباكي. .هل توفي الراحل قبل رؤية العمل؟

هذا صحيح.. فلقد غيبه الموت قبل أن يرى آخر أعماله السينمائية ، وأريد الإشارة هنا إلى أن كل ما أثير حول أن والدي توفي قبل أن ينتهي من تصوير مشاهده غير صحيح ونهاية الفيلم لم تتغير.

*نعود إلى المساحة الشخصية في حياة «الريحاني».. ماذا تعرفين عن قصة زواجه من والدتك الألمانية لوسي دي برناي؟

أمي كانت تقيم في مصر في مطلع القرن العشرين نظرًا لارتباط جدي بعمله في مصر كمهندس، وخلال هذه الفترة عملت في فرقة رقص ، وتعرف عليها «الريحاني» وضمها لفرقته المسرحية وارتبطا بقصة حب كبيرة بعدها تمت الزيجة لكنه أخفى الأمر. 

*رغم قصة الحب التي تتحدثين عنها لكن حدث الانفصال بينهما.. لماذا؟

والدتي كانت شخصيتها تتسم بالشدة والحسم ، وعندما علمت بعلاقاته ببعض الفنانات أصابتها الغيرة ولم تستطع تحمل ذلك لذلك قررت مغادرة مصر وسافرت لفرنسا سنة 1920 وتركت والدي دون علمه.. «كانت أمى تظن أنه بصباص وعينه زايغة وهذا ما كان يغضبها لأنها كانت برج الأسد ولا ترغب في أن ترى زوجها يميل إلى إحدى النساء».

*بصراحة.. هل كانت بديعة مصابني زوجة نجيب الريحاني الأولى على علم بزواجه من والدتك؟

لم تكن تعلم عن هذه الزيجة شيئًا ، وأخفى والدى زواجه لأكثر من 3 سنوات خشية غضب زوجته الأول بديعة مصابني التي كانت ترفض أي أحاديث تدور ولو همسًا عن زواجه بأخرى حيث كانت تغار عليه بشدة.

*هل شخصية الريحاني في المنزل مختلفة عن أعماله؟

الشخصية التي جسدها في فيلم «لعبة الست» مع الفنانة الراحلة تحية كاريوكا جزء لا يتجزأ من شخصيته الحقيقية في البيت وحياته الخاصة حيث كان حنونًا هادئًا صابرًا ومن يريد معرفة شخصية الفنان الراحل أنصحه بمشاهدة هذا الفيلم.

*هل صحيح أن الضاحك الباكي تعرض في بداية حياته لأزمات مالية عنيفة؟

بالفعل وكتب في مذكراته أنه في بعض الأيام لم يكن يستطع شراء الشاي أو السكر لعدم توافر أي أموال ، وكان يقضي نومه في عدد من الليالي داخل المقهى أو في الحدائق العامة.

*وما سبب ابتعاده عن أسرته؟

كان يتيم الأب وأخبرنا أن والدته «لطيفة» طردته من البيت بسبب حبه للتمثيل وقالت له: «مش عايزين مشخصاتي يقعد في البيت».

*وكيف كان موقف والدته عندما بزغت نجوميته وأصبح نجما مسرحيًا وسينمائيًا يناطح الكبار؟

ذهبت مسرعة إلى منزله في طنطا وكانت سعيدة للغاية بنجاحه واحتضنها وكان ينفق عليها وعلى شقيقيه يوسف وتوفيق.

*كيف علمتم بخبر وفاته؟

من المؤلم أن تكون بعيدًا عن والدك في لحظاته الأخيرة في الدنيا ، اليوم الذي غيب فيه الموت نجيب الريحاني كنت أعيش مع والدتي في فرنسا وكنا نجهز للعودة إلى مصر لنعيش بجواره.

*هل كان يعاني الفنان الراحل من مرض معين؟

أصيب خلال إحيائه عددًا من الحفلات بحمى التيفود وتم نقله إلى المستشفى اليوناني ، وظل يعالج هناك إلى أن فارق الحياة وبعد وفاته انتقل شقيقه يوسف للعيش في شقته بعمارة الإيموبيليا ، وعدت إلى مصر ووافقت على الزواج من صعيدي مصري يعيش في أسيوط رغم اعتراض والدتي كي أظل بجوار رفات والدي وموطئ ذكرياته.

*من الذي كان يرافق والدك في أيامه الأخيرة؟

كانت تقيم معه في المستشفي صديقته المقربة التي كان على وشك الزواج منها وتدعي «فيكتورين» والتي شقت ومزقت ملابسها عقب وفاته مباشرة حزنًا على فراقه ، وعلمت أنها كانت تحبه جدًا وهو كذلك رغم أنها كانت تعاني من السمنة المفرطة.. «مش عارف بابا كان بيحبها على إيه..وقلت جرالك إيه يا بابا؟».

*نجيب الريحاني مات فقيرًا..أم ترك أموالا للورثة؟

والدي مات غنيًا وكان قد جمع أموالًا جيدة نتيجة مشاركته في عدد من الأعمال السينمائية والمسرحية ، والمبلغ الذي تركه يقدر بـ400 ألف جنيه ويعد رقمًا جيدًا في سنة 1949 إلى جانب شقته في عمارة «الإيمويبليا» الشهيرة ومساحتها 100 متر وهي عبارة عن 3 غرف.

*هل كان يتمنى أن يرى ابنته ممثلة؟

كان هذا الأمر ممنوعا للغاية وحذرني من دخول عالم التمثيل قائلًا: «بنتي مش بتاعة تمثيل».

*ما أبرز مقتنيات أو متعلقات نجيب الريحاني الشخصية التي لا تزالين تحتفظين بها؟

لم أجد من مقتنياته التي تركها بعد رحيله إلا الكرسي الخاص به في غرفته بالمسرح أما باقي تلك المقتنيات «كله راح».

*أين الأعمال المسرحية التي قدمها الضاحك الباكي؟

والدي قدم 80 مسرحية لا يوجد منها سوى 5 مسرحيات فقط ولا أعلم أين باقي الأعمال الأخرى.

*بصراحة.. ما ردك على الاتهامات التي وجهت لك بأنك تنسبين نفسك للريحاني دون سند حقيقي وأن الراحل كان عقيمًا ولم ينجب؟

الدولة تدرك جيدًا أنني ابنته وعندما تم استدعائي في دورة مهرجان القاهرة السينمائي سنة 2008 للحصول على تكريم والدي أطلعت القائمين على تنظيم وإدارة المهرجان على الأوارق الثبوتية والدالة التي تؤكد نسبي لنجيب الريحاني وأنني بالفعل ابنته الوحيدة، وكل ما أتمناه تخليد أعماله بشكل يليق به وبدوره مثلما حدث مع أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب.

*وماذا عن دور رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس في تخليد ذكرى الضاحك الباكي؟

هو رجل عاشق للفن الراق والسينما والمسرح ، وفي الحقيقة لم أكن لأستلم تكريم مهرجان القاهرة السينمائي لولا ساويرس الذي أقنعني بتسلم الجائزة ، وأرى دوره في دعم السينما من خلال مهرجان الجونة السينمائي.

*هل تخلت وزارة الثقافة عن تخليد ذكرى الضاحك الباكي؟

الجميع أهمل تخليد ذكري نجيب الريحاني ، وذهبت كثيرًا لمبنى الوزارة ولم يستجب أحد لمطالبي منذ عهد الوزير فاروق حسني حتى الوزيرة الحالية إيناس عبد الدايم ، وكل ما طلبته منهم تصميم تمثال للفنان الراحل مثلما هو الحال مع أم كلثوم وعبد الوهاب ووضعه في المكان المناسب مثل حديقة الأزهر.

*ما الذي ستقدمينه في ذكرى وفاة الفنان الراحل في 8 يونيو المقبل؟

سأضع على قبره لوحتين كبيرتين تحملان سيرته الذاتية بالعربية حتى يعرف الناس قيمته الفنية وما قدمه لمصر والعالم العربي.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"... 

الجريدة الرسمية