رئيس التحرير
عصام كامل

هواة نصف الحقيقة!

لا يوجد بلد تمكن من القضاء بشكل كامل على فيروس كورونا المستجد.. هناك بلاد تمكنت من السيطرة على هذا الفيروس، واُخرى فى طريقها لذروة انتشاره.. وهناك بلاد سجلت أرقاما قياسية في حالات الإصابة والوفيات، وأخرى تجاوزت ذروة انتشار الفيروس بأعداد أقل من الإصابات والوفيات.

 

وهناك بلاد امتلكت قدرات أكبر في الكشف عن حالات الإصابة بالفيروس التاجى وأخرى كانت قدراتها أقل.. حتى الدول التى سجلت صفر حالات ليست متأكدة تماما من إمكانية تعرضها لموجة ثانية أو ثالثة من هجوم الفيروس.

 

اقرأ أيضا: أين المستشار الصحى للرئيس؟

 

الجائحة طبقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية ما زالت موجودة ولم تختف، رغم اتجاه الأغلب الأعم من الدول إلى إنهاء القيود والإجراءات الاحترازية التى فرضتها على الناس وإعادة فتح اقتصادياتها واستعادة أنشطتها الاقتصادية والاجتماعية.

 

هذا ما أدركته من خلال بحث ودراسة تجارب عشرة دول لمواجهة وباء كورونا تتسم أساسا بالاختلاف فى العديد من الجوانب، هى تجارب الصين التى ظهر فيها الفيروس المستجد، وامريكا التى سجلت أعلى رقم للإصابات والوفيات بالفيروس، وألمانيا التى اتسمت بالانضباط .

 

اقرأ أيضا: الفيروس وانقلاب القيم

 

وإيطاليا وبريطانيا اللتان دفعتا ثمنا باهظا للاستهانة بالفيروس فى بداية ظهوره ، وروسيا التى سجلت أقل نسبة للوفيات رغم تسجيل عدد كبير من الإصابات، وفرنسا التى صارت مواجهة الوباء فيها ساحة إضافية للصراع السياسى الداخلي، وكوريا الجنوبية التى اعتمدت على التكنولوجيا فى ملاحقة ذلك الفيروس سريع الانتشار والكشف عن المصابين به لعزلهم وعلاجهم..

 

والسويد الدولة الوحيدة التى لم تتخذ أية اجرءات احترازية ولم تغلق منشآتها التعليمية والاجتماعية والترفيهية والاقتصادية، واكتفت بإرشاد الناس لطرق الحماية من الإصابة وراهنت على مناعة القطيع، ومصر التى ظهرت أول حالة إصابة بها قبل أكثر من ثلاثة أشهر وتعيش الأن حالة صعود منحنى الإصابات إلى الذروة.. وسوف يتم تسجيل هذه الدراسة فى كتاب جديد لى بعنوان: "رؤساء وكورونا".

 

اقرأ أيضا: المصابة رقم (٣١) بالفيروس!

 

من المتوقع أن يطرح فى الأسواق وما زال العالم يلهث من أجل التوصل إلى لقاح فعال يقى من الإصابة بهذا الفيروس التاجى.

 

وكثيرة هى النتائج التى انتهيت إليها فى هذه الدراسة، وكلها تبين أن مواجهة الجائحة اختلط فيها ما هو سياسى بالاقتصادي والصحى، وإن البعض منا يكتفى بلقطة بزاوية خاصة ليتحدث حول هذه المواجهة لا تعبر عن الحقيقة، أو حتى تهتم بالبحث عنها..

 

ومعروف بالطبع أن تجزئة الحقيقة هو تشويه لها.. لكن يبدو أن لدينا الأن كثيرون من هواة نصف الحقيقة وبعضهم يفعل ذلك لغرض فى نفس يعقوب!.. لقد تعامل البعض مع الجائحة كما كان يتعامل من قبل مع كل الأمور والأحداث وأسقط قناعته المسبقة على أحداث وتطورات مواجهتها فى شتى بلاد العالم.. وما نشاهده من صراع بين امريكا والصين بسبب فيروس كورونا المستجد، حدث بأشكال متعددة داخل كل الدول.

 

الجريدة الرسمية