رئيس التحرير
عصام كامل

المفتي السابق يكشف تفاصيل طهارة الظاهر والباطن

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق

أكد الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق أن الله يحب عباده المتطهرين في ظاهرهم وباطنهم فإن كانت التوبة من قبيل الطهر الباطني فإن النظافة من الطهر الظاهر والنظافة في الجسد والثياب والأثاث والمكان جزء لا يتجزأ وركن ركين في عبادة الله عند المسلمين (أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ).

 

وأضاف المفتي السابق: لنجعل الركن الثاني هو التطهر وهو معنى يمكن أن يتحول إلى إجراءات محددة في حياتنا على مستوى الأمة وعلى مستوى الجماعة وعلى مستوى الفرد فإذا اتصف الواحد منا بالتوبة والطهر فإنه يتصف بالتقوى وهي الخوف الناتج من الحب وليس الناتج عن الخشية فالتقي هو الذي يخاف أن يغضب حبيبه وهو الذي يخاف على حبيبه وهو الذي يمتنع عن كل ما يؤذيه ويسارع في هواه لو كنت حقا حبه لأطعته * إن المحب لمن يحب مطيع وإذا كان التقي يبدأ بنفسه فإن المحسن يتعدى إحسانه لغيره ولذلك أحب الله المحسنين وثواب الفعل المتعدي نفعه إلى غيره أكبر وأحسن من الفعل الذي قد يكون قاصراً .

 

وأشار إلى أن ذلك يدل على نسق مفتوح مفتوح على الناس مفتوح على العالم مفتوح على الآخر فهذا ركن رابع من أركان الحب.

 

 واستطرد قائلا: إذا فعلنا ذلك فلا بد من الصبر والمثابرة والاستمرار فإن (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) والصبر صفة تتحول إلى ملكة راسخة في النفس والله يحب الصابرين أي أنه لا يحب الحائر المتردد الذي يبدأ العمل ثم يتركه وهو الركن الخامس من الحب والعدل أساس الملك.

 

وأضاف: أن الله يحب العدل ويأمر به ويرشدنا إلى أنه قيمة مطلقة لا تتغير ولا تتبدل كما يراها بعض من عبد المصالح وأخرج الله من حياته فأصبح بذلك ظالماً والله لا يحب الظالمين بل يحب المقسطين هل هذه الحقيقة أصبحت لدى بعض البشر محل نظر أو مناقشة؟ يبدو من تصرفاتهم أنها أصبحت كذلك فعلى هؤلاء أن يدركوا أن الحب قد فقد أحد أركانه إذا فقد العدل ولا حقيقة للشيء بدون ركنه فإذا أضل الناس أو قدر الله عليهم حرمانهم من نعمة الحب ودخلوا في غيره من الكراهية فعلينا ألا ننساق إليهم .

 

وأشار إلى أن النبي ﷺ قال : (لا تكونوا إمعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا) لأن هذه الصفات هي التي تعد ناشر الخير والسلام تعد المجاهد في سبيل الله: الجهاد الأصغر والجهاد الأكبر الذي يريد أن يمنع الشر ويرفع الطغيان والعدوان وحينئذ لا نجد المفسد الذي يدعي الإصلاح ولا المرجف الذي يدعي الإسلام قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ). ولا نجد من يلبس الحق بالباطل قال سبحانه: (لَئِن لَّمْ يَنتَهِ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيـلاً).

الجريدة الرسمية