أطباء ضحايا ضغوط العمل.. سامي يفقد بصره في مستشفى العزل.. ووفاة طبيبة تخدير داخل حجرة العمليات

ملائكة رحمة لم يبخلوا بأي جهد لخدمة وطنهم ورفع الوباء والمرض عن أهله ينسون أنفسهم في ضغوط العمل لرغبتهم الشديد في تأدية مهمتهم بنجاح أنه الجيش الابيض الذي أصر على محاربة الأوبئة والأمراض فكان لضغوط العمل تأثير سلبي عليهم.

كسر قدم

ضعط العمل جعل الدكتورة ميرفت السيد مدير مستشفى العجمي النموذجي غرب الإسكندرية والذي تحول لحجر صحي لمرضى فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 ترفض العودة لمنزلها رغم تعرضها لكسر في إحدى قدميها عقب سقوطها أثناء تأدية عملها وقامت بوضع قدمها في الجبس.

وأكدت مديرة المستشفى أنها ستكمل مهمتها في الإشراف على علاج المصابين بفيروس كورونا المستجد ولن تترك مكانها في ظل هذه الأزمة وانتشار المرض ولأن الوضع حساس للغاية.

وأوضحت أنها منذ أكثر من ثلاثة أشهر لم تغادر المستشفى وتقيم فيه حرصًا منها على حياة المرضى والأطقم الطبية والتمريض والعاملين به وترى أولادها وزوجها من خلف الأبواب الحديدية عند زيارتهم للمستشفى.

محمود سامي

والأصعب ما تعرض له الدكتور محمود سامي وكشفت كواليسه مديرية الشئون الصحية بمحافظة كفر الشيخ حيث أصيب طبيب الحميات بمستشفى بيلا بعدم الرؤية إثر إصابته بالإجهاد وارتفاع ضغط الدم أثناء تأدية عمله بمستشفى العزل ببلطيم. 

أرسلت مديرية الصحة بكفر الشيخ خطابا إلى الدكتور مصطفى غنيم رئيس قطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة والذي يفيد بتعرض الطبيب محمود سامي إلى ارتشاح رئوي وارتفاع ضغط الدم وهبوط مستوى الوعي إلى 7/ 15 على مقياس جلاسكو وفقدان بصره أثناء عمله ضمن فريق العمل بمستشفى بلطيم النموذجي. 

وكشف الخطاب تعرض الطبيب محمود سامي إلى صعوبة في التنفس مع ارتفاع ضغط الدم وازدادت الحالة صعوبة يوم السبت 9 مايو ليصل الضغط 120/ 220 وتم إجراء الإسعافات الأولية وعمل أشعة مقطعية على الصدر وتم التنسيق له ونقله إلى عناية مستشفى صدر كفر الشيخ عن طريق الإسعاف.

مارجريت

وفي يونيو عام 2019 رحلت الطبيبة مارجريت نبيل حنا استشاري التخدير بمستشفى الساحل التعليمي والتي توفيت خلال عملها داخل غرف العمليات إذ توقفت عضلة القلب فجأة وتوفت في الحال بعد تخديرها للمريض رغم أنها لم تكن تعاني من أي أمراض وأكد بعض زملائها في المستشفى أن الوفاة جاءت بسبب ضغط العمل.

وأكدت الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية في وزارة الصحة أن الطبيبة وافتها المنية أثناء تاديتها عملها داخل غرفة العمليات وتوفيت بدون أي أسباب.

محمد المدني كما توفي الدكتور محمد سعد المدني مدرس مساعد جراحة الأوعية الدموية بكلية طب سوهاج بشكل فجائي أثناء عمله بالنوبتجية لساعات طويلة فيما قالت نقابة الأطباء آنذاك إنه الطبيب العاشر الذي توفاه الله خلال شهر واحد نتيجة لظروف وعدد ساعات العمل بحسب قولهم.

وضغوط العمل للأطباء لها آثار سلبية علي النفسية والحالة الجسدية بشكل عام ففي عام 2014 أكدت الجمعية الطبية البريطانية بمؤتمرها في مدينة هاروجيت أن "التوتر والاكتئاب لدى الأطباء بسبب ضغوط وأعباء المهنة يجعلهم عرضة للانتحار والإدمان والطلاق بمعدل 30% أكثر من الناس العاديين وتزيد لديهم أمراض السمنة والقلب وقرحة المعدة والسرطان؛ نتيجة التوتر اليومي في العمل والنوبات الليلية وساعات العمل الطويلة".

وفي أبريل 2019 أكدت الجمعية نفسها إصابة 27% بمشكلات نفسية من بين 4300 طبيب أُجريت عليهم الدراسة.

وفي عام 2018 أعلنت الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين في مؤتمرها السنوي أن أعداد حالات الانتحار بين الأطباء وصلت من 28 إلى 40 حالة من كل 100 ألف بمعدل أعلى مرتين من حالات الانتحار عند عامة الشعب.