رئيس التحرير
عصام كامل

بين "الاختيار" و"الممر"

فليخبرنا النقاد وخبراء الفن بإجابة هذا السؤال: هل فعلا الدراما التليفزيونية والمسلسلات أكثر تأثيرا في الوعي الجمعي من السينما والمسرح؟! ولماذا؟ حتى لو عرض الفيلم أو المسرحية على الشاشة الفضية فإنه لا يكون له نفس الأثر في نفوس المشاهدين، لاسيما الشباب والأطفال!

 

وإلا فلماذا لم يكن لفيلم "الممر"، ولا ما سبقه من أفلام عن حرب أكتوبر تأثير مشابه، ولا أقول نفس التأثير لمسلسل "الاختيار"؟!!

 

بالطبع الحرب التي شنها "الإخوان" وكتائبهم الإلكترونية على المسلسل، كان لها أثر كبير جدا في شهرة المسلسل.. وسبحان الله، خلدوا ومجدوا سيرة البطل "أحمد المنسي" من حيث لم يشاءوا!! "وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت.. أتاح لها لسان حسود".

 

كارثة جديدة في السودان!

 

ونال ابن تيمية، من إهالة التراب قسطا وافرا.. ذلك أن استشهادات وردت على ألسنة من أدوا أدوار الإرهابيين، كانت من تراث الإمام! فيما لم يتوقف أتباعهما عن الدفاع المستميت، وهنا انكشف القناع وسقط الستار عن المتسربلين بأردية شتى، محاولين إبعاد تهمة التطرف عن أنفسهم.

 

ففوجئت بموظفين، وأساتذة جامعات، ومدرسين يدافعون أحر دفاع عن ابن تيمية، ولما طالعت صفحاتهم على موقع التواصل الأشهر "فيس بوك"، صُدمت بوجود هجوم حاد على أجهزة الدولة وقياداتها، وهذا موجود حتى الآن، ولم يقوموا بعملية تطهير لصفحاتهم، وحساباتهم!! ولا أدري وكيف يتم ترك موظفين في الدولة يمارسون نشاطهم وهوايتهم في التحريض على الإرهاب؟!!

 

تلك إحدى مزايا ومكاسب "الاختيار".. الذي يفرض نجاحه الهائل على المنتجين، وخاصة المرتبطين بالدولة، تكرار التجربة كل عام.. وهناك الكثيرون جدا.. طوابير من الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل أمن وأمان الوطن والشعب، بعد أن أذاقوا المجرمين مر العلقم.. وأصلوهم جهنم على أرض سيناء، وغيرها من أصقاع الوطن الغالية.

 

"الاختيار".. والحرب على الإرهاب

 

ويا حبذا لو نجح المؤلفون في مزج الأحداث، فيما هو قادم بإذن الله، بين الحروب السابقة، وفي المقدمة منها حرب أكتوبر المجيدة، والحرب على الإرهاب. لتكن لدينا مدرسة خالدة وقوية، في مجال الفن، اسمها: البطولات.. في الحروب، والتضحية، والمقاومة.

 

ولمن يسأل عن سر خلود المنسي.. أحيلهم إلى المثال الأكبر في التاريخ؛ عن الإمام الحسين بن علي، عليه سلام الله، فما زال، ولن يزال، ذكر الإمام الحسين عطرًا، وسيرته نضرة غضة، وكأنه استشهد بالأمس القريب، ومقامه صار مزارًا للقاصي وللداني، من طالبي التبرك، وعشاق آل البيت من كل أنحاء الدنيا، رغم أنف المتطرفين.. في الوقت الذي لا يتذكر أحد موضعًا لقبر قاتله.

 

مرة واحد صعيدي...!!

 

وأود التنبيه إلى أن البطل كان أكثر ثقافة من الممثل؛ فقد أخطأ أمير كرارة في تلاوة بضع آيات قليلة من القرآن الكريم، ولم يراجعه المخرج، وله عذره.. فيما سمعنا في تتر الختام بإحدى الحلقات قصيدة بصوت المنسي، رحمه الله، وكانت، إلى حد معقول، بلغة سليمة أو أقرب كثيرًا إلى السلامة.

كل التهاني لأسرة المسلسل، ولأسرة البطل الشهيد أحمد المنسي، على نجاح "الاختيار".

الجريدة الرسمية