رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يقدم قراءة جديدة في تاريخ "نادي القرن": سعد زغلول ليس أول رئيس للأهلي.. قرض بـ 2000 جنيه أنقذ عملية تأسيس النادي

زغلول صيام
زغلول صيام

على مدار سنوات طويلة وبحكم عملي الصحفي كنت أعرف الكثير عن تاريخ النادي الأهلي ولكن مؤخرًا وفي زيارة لصديقي الدكتور علاء عبد العزيز مدير المنتخب الأولمبي وبينما كنت أقلِّب في أوراقه القديمة القيمة وقع في يدي كتاب قيم جدًا صادر عن النادي الأهلي بمناسبة مرور 60 سنة على إنشائه.

 

قصص لأول مرة

يحكي قصصًا أعرفها لأول مرة ويا لها من قصص مشوقة والكتاب صادر في عام 67 وهو عام النكسة.. نكسة يونيو.

أول ما لفت نظري هو قصة إنشاء النادي الأهلي وكيف أن الوطنيين وجدوه فرصة للالتقاء لتجنب تضييق الخناق عليهم من جانب سلطات الاحتلال الإنجليزي وكيف تم طرح أسهم شركة النادي الأهلي من خلال سهم بـ 5 جنيهات وقام النادي على أكبر ثلاثة مساهمين اشتري كل منهم 100 سهم بمعني أن كل واحد منهم دفع 500 جنيه وهو رقم عام 1907 كبير جدا ويكفي لشراء عزبة في أحد ربوع مصر والفرسان الثلاثة هم عزيز عزت باشا وإدريس راغب بك وعمر سلطان بك.

التأسيس

ثم اثنان باشوات أحدهما إسماعيل سري باشا وعبد الخالق باشا ثروت اشتريا كل منهما 40 سهما بقيمة 200 جنيه ثم محمد طلعت حرب رائد الاقتصاد المصري ومحمد محمود بك اشتري كل منهما 20 سهما بقيمة 100 جنيه لكل منهما.

والغريب أن مستر "ميشيل أنسي" الذي تم اختياره أول رئيس للنادي الأهلي اشتري 10 أسهم فقط بـ50 جنيها ودفع 20 جنيها فقط وتبقى عليه 30 جنيها لم يسددها حتى تاريخه! 

40 شخصا هم من اشتروا أسهم النادي الأهلي بمبلغ 3515 جنيها تم دفع 3013 جنيها وتبقي مديونيات 501 جنيه وهو ما دفع اللجنة العليا للنادي في 19 يناير 1919 لاتخاذ قرار جريء يتناسب مع الثورة الوطنية التي كانت ناشئة في مصر ضد الاستعمار في ذلك الوقت باعتبار من لم يسدد قيمة ما اكتتب عليه كأنه لم يساهم واعتبار المبالغ التي دفعها كإيراد للنادي، إلا إذا تقدم وطلب دفع الباقي فيقبل طلبه ويعتبر مساهمًا به.

وبهذه الطريقة دخل خزينة النادي مبلغ 1289 جنيها حصيلة 358 سهما اكتتب فيها ولم تسدد قيمتها بالكامل وخرج عدد كبير من غير الجادين.

 

سعد زغلول

حكاية سعد زغلول مع النادي الأهلي بدأت في 29 مايو 1907 حين وضع عمر لطفي بك عقد تأسيس شركة الأهلي ووقعه كل من صاحب العطوفة إدريس راغب بك وأصحاب السعادة عزيز عزت باشا وحسين رشدي باشا وإسماعيل سري باشا وأمين سامي باشا وأصحاب العزة عبد الخالق ثروت بك وعمر لطفي بك وعمر سلطان بك.

والحقيقة أن أبناء الطبقة الوسطى من أبناء الفلاحين والعمال الفقراء هم أصحاب الفكرة الحقيقية وهم الذين لا يجدون ما يساهمون به ماديا وكانت الواجهة الغنية ذات الألقاب قد اندفعت للتأييد حبا في الظهور ودون اقتناع بالفكرة أو حتى مجرد فهم حقيقي لقيمة النادي لذلك ترددوا في بذل أموالهم، ثم ضموا إليهم عددا آخر من ذوي الألقاب ليكون العبء المالي أقل ، وكادت فكرة النادي أن تسقط لولا أن تم الاتفاق في مارس 1908 على اقتراض ألفي جنيه من البنك الأهلي بضمان عمر سلطان بك وإدريس راغب وطلعت حرب بك. 

ونشب خلاف بين الوجهاء وعلية القوم الذين ساهموا في التأسيس على رئاسة النادي فكان الحل هو مستر ميتشيل أنسي -المستشار البريطاني لوزارة المالية حينئذ – ليتم وضعه رئيسا للنادي سعيا وراء استغلال نفوذه وحسن نيته لدى سلطات الاستعمار واستطاعوا -من خلاله – أن يستأجروا موقع النادي وكانت مساحته في البداية 4 أفدنة و8 قراريط و17 سهما من الحكومة بإيجار رمزي لمدة عشر سنوات تبدأ من 19 يونيو 1907.. فضلا عن الحصول على تسهيلات أخرى كثيرة.

ولما انتهى الغرض من أنسي كان لا بد من مناورة بارعه للتخلص منه دون إثارة شكوك السلطات الاستعمارية... وأصدر مجلس الإدارة في 13 ديسمبر 1907 قرارا تاريخيا بأن تكون رئاسة النادي لناظر المعارف -وزير التربية والتعليم -وهكذ أصبح الزعيم الوطني أول رئيس للأهلي أو بالأدق رئيسا للجمعية العمومية.

وطبقا لقرار مجلس إدارة الأهلي تولي العديد من وزراء المعارف رئاسة الجمعية العمومية للنادي وليس رئاسة النادي، حيث تولى بعد الزعيم سعد زغلول عدلي يكن وأحمد حشمت وحسين رشدي وأحمد حلمي وأحمد طلعت ويحيي إبراهيم ومحمد توفيق رفعت ومحمد محب وأحمد ماهر وعلي الشمسي ومصطفى ماهر ومراد سيد أحمد وزكي أبوالسعود وأحمد لطفي السيد ومحمد سعيد وحلمي عيسى وعلي ماهر ومحمد سعيد وجعفر والي وبهي الدين بركات.

وبالتالي فالزعيم سعد زغلول لم يكن رئيسا لمجلس إدارة النادي الأهلي بالشكل المعروف بدليل أن قائمة رؤساء مجلس إدارة النادي تخلو من اسمه.

 الرئيس الأول

متشل أنسي من 24 أبريل 1907 وحتى 2 أبريل 1908 ومن بعده عزيز عزت من 2 أبريل 1908 وحتى 9 فبراير 1916 والرئيس الثالث هو عبدالخالق ثروت من 9 فبراير 1916 وحتى 14 فبراير 1924 ثم جعفر والي لدورتين الأولى من14 فبراير 1924 وحتى 17 يوليو 1940 والثانية 3فبراير وحتى 2 يناير 1944.

وتولى محمد طاهر من 17 يوليو 1940 وحتى 2فبراير 1941 ثم أحمد محمد حسنين 3 يناير 1944 وحتى 19 فبراير 1946 ثم أحمد عبود من 19 فبراير 1946 وحتى 19 ديسمبر 1961 ثم صلاح دسوقي الششتاوي من من 3 ديسمبر 1962 حتى 15 ديسمبر 1965 ثم الفريق أول عبدالمحسن كامل مرتجي من 15 ديسمبر 1965 وحتى 12 يوليو 1967 ثم الدكتور إبراهيم كامل الوكيل من 12 يوليو 1967.

ممنوع عضوية السيدات

كانت عضوية النادي مقصورة على الرجال رغم أن العضو عمر لطفي بك اقترح في جلسة 13 ديسمبر 1907 قبول عضوية المرأة ولكن تم تأجيل النظر في الاقتراح وبعد أن لعبت المرأة دورا بارزا في ثورة 19 قرر الأهلي في 1921 السماح بعضوية النساء من أقارب وأسر الأعضاء دون مزاولة أي نشاط رياضي.

وفي يناير 1922 تم السماح للسيدات الأوروبيات فقط بلعب التنس مع أقاربهن.. وفي 1923 خصص النادي صباح يومين في الأسبوع لنشاط السيدات الرياضي زيدت إلى ثلاثة هي السبت والاثنين والأربعاء ولم يكن مسموحا للرجال بدخول الملاعب في تلك الأيام أو حتى دخول النادي.

أول رحلة

بدأت الفكرة عام 1921 عندما فكر مجلس الإدارة في قيام فريقه برحلة لفريق كرة القدم إلى شمال أفريقيا أو جزر البحر الأبيض المتوسط أو سويسرا وفرنسا وبلجيكا فكتب للأندية والاتحادات ولكنه لم يوفق آنذاك لضعف فريقه من ناحيه وعدم استعداده لتحمل ما قد ينجم واستمرت الفكرة تدور في رأس القائمين على الأهلي ولكن المصاريف الفادحة وأن يحتفظ الفريق بكرامته كانت هي الشغل الشاغل لمسئوليه.

حتى جاء عام 1929 وأجمع القائمون على إدارة النادي أن يقوم النادي برحلة هذا العام خاصة وأن الخسائر المالية لن تزعزع من أركانه بقدر الاستفادة الفنية للاعبيه والدعاية الكبيرة لمصر في الخارج.

وبناءً على ذلك أبرم داود راتب سكرتير النادي الأهلي عقدا مع المسيو شنبارة ممثلا لشركة شنبارة وشديد للقيام بترتيبات هذه الرحلة وتم تشكيل أول بعثة لفريق كرة القدم في الأهلي لتسافر دولا متعددة خلال الفترة من 16 يوليو 1929 وحتى 6 سبتمبر 1929  تشكلت بعثة الأهلي من رياض شوقي رئيسا ومحمود بدر الدين سكرتيرا للبعثة – تخلف لأسباب صحية – ومحمد شكري مدلكا ومنظمي الرحلة مسيو شنبار ومسيو شديد  وضم الفريق اللاعبين:- عبدالحميد حمدي – أحمد رفعت -محمد على رسمي – رزق الله حنين -على الحسيني (رئيس الفريق الشهير بهندبرج) -أحمد سليمان -يوسف الشريعي -ممدوح مختار -أمين شعير – توفيق عبدالله -محمود مختار (التتش) -جميل الزبير -جميل عثمان -مختار أمين – وتم استعارة ثلاثة من نادي الاتحاد السكندري وهم جابر السوري – سيد حودة – محمود حودة.

عاد الفريق عن طريق بورسعيد على الباخرة (كاب بدران )بعد أن قضي خمسين يوما في هذه الرحلة وترك في جميع البلدان التي زارها أحسن ذكرى وقام بأعظم دعاية لمصر. 

انتصارات خارجية

في تلك الرحلة حقق الأهلي أكبر انتصار على فنار بخشة التركي 6-2 وأكبر خسارة من سلافيا 1-4 (كانت الأرض موحلة والجو ممطرًا والأرض غير صالحة للعب).

تعذر استكمال الرحلة وإقامة المباريات المتفق عليها بهولندا وفرنسا لأن عددا كبيرا من اللاعبين أحسوا بتعب شديد وبلغت جملة إيرادات الرحلة 1020 جنيها بينما كانت المصروفات 1571 جنيها.

أرقام الأهلي

في جلسة 25 فبراير 1908 وبناءً على اقتراح أمين سامي باشا تقرر تغيير اسم النادي إلى اسمه الحالي (النادي الأهلي للرياضة البدنية) و تقرر قبول الأعضاء بدءا من يناير 1909، وتم افتتاح النادي الأهلي رسميا يوم 26 فبراير 1909.

وفي عام 1951 تحول النادي الأهلي من شركة إلى نادٍ رياضي اجتماعي ، وسبق ذلك في سنة 1923-1924 بنت أسرة راتب – على حسابها صالة كبرى وغرفة لخلع الملابس – صالة راتب وقتها - تكلفت 400 جنيه.

ميزانية الأهلي

ميزانية النادي الأهلي عام 1909 كانت 166 جنيها ثم زادت إلى 1580 جنيها عام 1922 وفي عام 1967 بلغت 100 ألف جنيه ، وفي 21 ديسمبر 1965 توفى محمود مختار التتش في الرابعة بعد الظهر وتخليدا لذكراه تم إطلاق اسمه على ملعب كرة القدم وقد منح المجلس العضوية الشرفية للسيدة حرمه وكريمتيه ماجدة ونادية مدى الحياة.

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية