رئيس التحرير
عصام كامل

الأديب في مواجهة المشايخ.. يوسف زيدان يثير أزمة حول حكم الصيام في زمن الكورونا.. وعالم أزهري يرد: لا يملك سوى التشكيك

الدكتور عبد المنعم
الدكتور عبد المنعم فؤاد - والدكتور يوسف زيدان

أثارت تصريحات الأديب والروائي الدكتور يوسف زيدان التى طالب فيها بإبعاد رجال الدين عن المشهد الحالى فى أزمة وباء "كورونا" الجدل. 

 

وقال يوسف زيدان: "مفيش حاجة فى الإسلام اسمها مؤسسة رسمية.. الشيخ يقعد فى بيتهم لحد ما الأزمة دى تعدى علشان الدنيا متضعش".

 

ومن جانبه قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد المشرف على الأروقة الأزهرية: إنه إذا طلب من رجال الدين والمؤسسات التنحي جانبًا فى هذه الفترة فمن المفترض أن يتصدر المشهد وأن يوعى الناس بالمسائل الشرعية ويجعلهم يتقبلون القرارات التى تتخذها الدولة لمحاربة هذا الوباء بصدر رحب، ورضا، خاصة وأن اللغة التى يقولها المتحدث ليست لغة علماء، وإنما هي لغة غريبة وغريبة علينا.  

 

وأضاف: إننا أمام أمرين فى هذه المحنة، الأول وهو التوكل على الله سبحانه وتعالى، والثاني هو عدم التواكل، وأن التوكل على الله يحتاج إلى أمرين أيضًا، الأخذ بالأسباب وهو يتعلق بالأمور الكونية من خلال البحث والعلم والبحث عن الدواء وهذا أمر مطوب تمامًا، والأمر الثانى هو التعلق بخالق الكون بأن ندعوه أن يكشف الضر وأن يرفع البلاء.  

 

وتابع "فؤاد" في تصريحات خاصة لـ”فيتو”: إننا نؤكد على الناس بألا يتواكلوا وإنما يتوكلوا والتوكل هنا يكون بقسميه كما ذكرنا، وأننا نحمد الله جل وعلى بأن علمنا كيف نعلق قلوبنا به سبحانه وتعالى، موضحًا أن اللغة التي استخدمها المتحدث لا تنتمى إلى لغة الفلسفة أو الدين أو أي لغة أخرى وإنما يحتاج إلى مراجعة.

 

وقال: من يقول هذا الكلام فواقعه وتاريخه الفلسفى والإعلامي يبين أنه لم يقدم إلى البشرية سوى التشكيك وعدم التأصيل، وأنه يجب على العالم إذا جلس على كرسى أن يحترم عقول المشاهدين، وأننا فى أزمة يجب فيها ان نتعلق بالله سبحانه وتعالى وان تفائل بالخير ونحن على يقين بأن هذه الأزمة ستمر مرور الكرام.

 

اقرأ أيضا: 

يوسف زيدان: لا صوم ولا جماع في زمن الوباء| فيديو 

 

وأبدى المشرف على الأروقة الأزهرية اندهاشه من أن يقال هذا الكلام على الفضائية المصرية والتليفزيون الرسمى للدولة، مؤكدًا أنه من المستغرب أن يستضيف برنامج على تليفزيون الدولة شخصية تنادي بمثل هذه الأفكار وتنادى بإبعاد مؤسسات الدولة وهو يجلس على تليفزيون الدولة المحترم.

 

وتساءل "فؤاد" حول أن المتحدث يفتى بإبعاد مؤسسات الدولة بل ويفتي الناس بعدم الصيام، وهذا أمر يحدث البلبلة خاصة وأن المتحدث ليس مفتيًا أو عضوا فى هيئة كبار العلماءـ، حتى يدلى بتصريح  مثل هذا يهز الأمن الإجتماعي ويجعل الناس تتساءل ما هذا الذي يصدر من تليفزيون الدولة وما هذا الكلام الذي يصدر من متحدث على تليفزيون الدولة، بل يجب أن نحترم مؤسسات الدولة.  

 

وأكد "فؤاد" أننا نأمل أن تحترم عقول الناس وكذلك مؤسسات الدولة وقوانينها وهذا واجب على كل مواطن، ونحن نريد للناس أن يتعاونوا على البر والتقوى وأن يأخذوا بالأسباب .

 

وشدد على أنه يجب على الناس أن تعلم أن مؤسسات الدولة ليست سببا فى جائحة كورونا وإنما هى مقدرة من الله سبحانه وتعالى وواجب علينا أن نجمع ولا نفرق ولا نأتي بالأقوال التى تثير البلبلة بين الناس، فى الوقت الذى نحن فى أشد الحاجة إلى كلمة تجمعهم ولا تفرقهم.

 

 رأي الإفتاء

وكان الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية قد صرح فى وقت سابق قائلا “اجتمعت في الأسبوع الماضي مع لجنة طبية عالية المستوى في دار الإفتاء المصرية في كافة التخصصات التي تتعلق بفيروس كورونا، والمفاجأة أن هذه اللجنة أجمعت على أن هذا الفيروس يحتاج إلى مناعة والصوم يؤدي إلى تقوية المناعة”.

 

وأضاف أن الصوم في حد ذاته مطلوب شرعًا، وهو ركن من أركان الإسلام لا يسقط بحال من الأحوال إلا بعذر شرعي من مرض أو سفر أو حيض، وغيره من الأعذار الشرعية.

 

وأشار إلى أنه فيما يخص المصابين بالفيروس فإننا في هذه الحالة نسأل الأطباء، فإذا رأوا أن الصوم يضره، فإنه يجب عليه أن ينصاع لأمر الطبيب وهو أمر واجب حتى يحافظ على نفسه لأن حفظ النفس في هذه الحالة مقدم على الصيام.

 

أما عن الأطقم الطبية التي تخالط المرضى بالفيروس فإذا كان الصيام مؤثرًا عليهم وسيؤدي إلى مضار فإن لهم رخصة الإفطار، والفتوى تنبني على رأي الأطباء في هذه الحالة.

 

البحوث الإسلامية

وفي سياق متصل حسمت لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، الجدل الدائر حول تأثير جفاف الحلق من الصيام على الإصابة بفيروس كورونا بعد رجوعها إلى نخبة من المختصين فى الفروع الطبية وبخاصة الفيروسات والعدوى، ومنظمة الصحة العالمية.

 

وأكدت اللجنة بحسب ما أعلنه الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، أنها تؤكد للجميع عدم وجود دليل علمي على وجود ارتباط بين الصيام والإصابة بالفيروس، فإن أحكام الصيام تبقى على حالها من وجوب الصيام على المسلمين إلا أصحاب الأعذار المرخصة لهم فى الإفطار، وأنه لارخصة فى الإفطار بسب الخوف من الإصابة.

الجريدة الرسمية