رئيس التحرير
عصام كامل

تنمر وزارة التربية والتعليم

القرار الذي اتخذه الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والخاص بتشكيل لجنة لمناقشة الطلاب في أبحاثهم في شهر سبتمبر القادم هو تنمر جديد من الوزارة على الطلاب، وأزمة جديدة تصر الوزارة على وضع أولياء الأمور فيها، وهو الأمر الذي يؤكد أن الوزارة نفسها تتخذ القرارات ولا تعرف آلية تطبيقها، أو أنها تكتشف صعوبة التطبيق فتحاول إيجاد مخرج فينتهي الأمر بمعاناة وكارثة تدفع الأسر ثمنها غاليا.

 

اقرأ أيضا: كورونا.. وغضب الرب

 

القرار الجديد للوزير غير مفهوم العواقب ومعناه أن كل طالب سيظل معلقا وغير معروف إذا كان ناجحا وسينتقل للصف الذي يليه أو رسب هذا العام، سيتسبب قرار الوزير في أزمات نفسية للطلاب بسبب عشوائية القرارات.

 

ولأن طبيعة المدارس في مصر مختلفة والنظام الدراسي الحالي لا يساعد على الابتكار، كما أن طلاب  المدارس وخاصة في الريف لا يعرفون معنى كلمة بحث ولم يتم تدريبهم على كيفية عمل بحث بجانب أن السواد الأعظم منهم لا يعرف عن الكمبيوتر سوى شكله بسبب تحويل معامل الكمبيوتر في المدارس إلى فصول دراسية بسبب الكثافة العالية والتى وصلت فى بعض الفصول إلى أكثر من 60 طالبا، ناهيك عن خوف المسئولين في المدارس علي أجهزة الكمبيوتر لأنها عهدة، وبالتالى فهناك طلاب لا يعرفون كيف يتم تشغيل الجهاز كيف يبحث في بنك المعرفة ويقوم بعمل بحث بل ويستعد لمناقشته.

 

اقرأ أيضا: كيدهم في نحرهم

 

 المعادلة صعبة بل قد تكون مستحيلة وهو الأمر الذي يجعلنا نطالب الوزير بالرفق بصغارنا فهم لا يتحملون قسوة هذه القرارات والتى تم اتخاذها بعد قرار تعليق الدراسة بسبب هذا الفيروس اللعين كورونا. فأغلب تلاميذ المرحلة الأبتدائية لا يعرفون كلمة بحث أصلا ولم يتم تدريبهم على مثل هذا الأبحاث طوال السنوات السابقة. ثم إن التعداد الرسمى لعدد الفقراء فى مصر يتجاوز الـ32% فكيف يستطيع أبناء هذه الأسر تقديم البحث المطلوب؟!

 

للأسف الشديد الوزير لم يزر المدارس سواء فى الأرياف أو الصعيد الجواني ولم يشاهد القرى المحرومة من مياه الشرب النظيفة وهى أبسط مقومات الحياة كي يعرف حالة الطلبة التى يطالبها بما يرهق أسرها ويضعها فى موقف لا تحسد عليه، وللأسف يعتمد وزير التربية والتعليم على تقارير المتابعة والتي تهدف فقط إلى زيارة المدارس والمرور على الحمامات والنظافة فقط دون النظر لباقى مقومات العملية التعليمية.

سيادة الوزير:

ليس كل طلاب المدارس مثل الطالبة التي قام الزميل وائل الإبراشي باستضافتها والتي تعلمت عمل البحث عندما جلست بجوار والدتها وهي تقوم بتحضير بحث الماجستير كما قالت.. فهناك أطفال استغل أسرهم وقف الدراسة من أجل أن يذهبوا للعمل سواء فى الأراضي الزراعية أو يعملوا في الورش كي يساعدوا أسرهم في تحمل أعباء الأسرة.

 

اقرأ أيضا: هكذا يحفزنا الأعظم

 

رغم كل هذا هناك ثمة تساؤلات تلح علي رأسي وأعتقد أنني لن أجد لها إجابة لدى الوزير نفسه، وهي هل معنى  هذا القرار تعليق إعلان نتيجة الطلاب الخاصة بالعام الدراسي الحالي؟ وهل سيترتب على ذلك وقف التحويلات من المدارس ووقفها بين المحافظات؟ وهل سيتم وقف العمل في قوائم الفصول؟  وهل سيتم نقل الطلاب وإرسال ملفاتهم من المدارس الإبتدائية إلى المدارس الإعدادية؟

 

وهل سيتم وقف استلام الكتب المدرسية بداية العام؟ وهل سيتم وقف نقل الطلاب من المرحلة الإعدادية إلى المرحلة الثانوية؟ والسؤال إذا لم يستطع الطالب التحدث في مشروع البحث كيف سيكون الوضع؟

أرجوكم كفاية تجارب فالتعليم لا يتحمل.

الجريدة الرسمية