رئيس التحرير
عصام كامل

هكذا يحفزنا الأعظم


أسعدني الحظ بقراءة وافية لكتاب "هكذا يحفزنا الأعظم"، وهو تأملات فكرية لـ"منصور عامر"، وفوجئت بالعمق الكبير في سطور الكتاب، وطريقة التفكير عن المحفزات الإلهية للبشر في سن التشريعات الالهية، ومقارنته بالعقوبات التي سنها البشر في تشريعاتهم. 


المقارنة كانت أكثر من رائعة، وأعتبرها بداية طريق لتحقيق ما نادى به الرئيس السيسي بضرورة التجديد الديني والاعتماد على لغة التفكير في الإقناع، والجديد في الأمر وما أثار حفيظتي أن يأتي هذا الكتاب من رجل أعمال ربما يكون كل اهتماماته تنصب على عالم الأرقام ولغة المكسب والخسارة، لكنه تفوق على نفسه ووضع اللبنة الأولى في قضية تجديد الخطاب الديني بعقلانية، وهو ما أثني عليه فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية في مقدمة الكتاب..

توليفة الكتاب المليئة بالتأملات والخواطر والنزاعات وهو ما أعتبره وسيلة جديدة وسلسة في الإصلاح الفكري، واحترام خيارات الآخرين، وأعتقد أن الكتاب بداية لتفجير طاقات الكتابة لدى العديد ممن يمتلكون أفكارا دينية معتدلة، ويخشون من الصدام مع المؤسسات الدينية، أو ردة فعل المشايخ، فنحن أمام نموذج متفرد يجمع ما بين عمق التفكير والدخول في قضايا دينية شائكة، والخروج منها بعقلانية الفكر بجانب سلاسة الجمل والألفاظ. 

وهو ما يميزه عن الجمل والألفاظ المستعصية الفهم التي يتحفنا بها البعض في كتبهم، فنخرج من الكتاب كما دخلنا فيه بلا معلومة أو حتى محاولة للإقناع. ناهيك عن الذكاء الكبير في طرح الرؤى الدينية ومنهجية التحفيز الإلهية بعيدا عن ضرب الثوابت والدخول في المناطق الممنوعة كما فعل البعض..

ولكنه اجتهاد وإعادة في التفكير وجرأة في العرض وتشويق في تسلسل الأفكار المطروحة، شكرا منصور عامر.. شكرا على كتاب "هكذا يحفزنا الأعظم".

أتمنى أن تقوم وزارة التربية والتعليم بقراءة الكتاب وتبسيط دروسه وتعميمها على الطلاب كبداية جديدة، لأن الخطاب الديني وتجديده ليس مهمة الأزهر وأصحاب العمامات فقط، ولكن مهمة كل مصري يمتلك موهبة التفكير.
الجريدة الرسمية