رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: أزمة كورونا والأمن الغذائي

منتصر عمران
منتصر عمران

فى ظل أزمة كورونا غير المتوقعة يزداد الحديث عن إمكانيات تحقيق الغذاء للدولة في ظل توقف حاد في جميع بلدان العالم المتقدمة قبل الدول النامية.

لذا أرى من خلال دراستي أن تحقيق الأمن للدولة بمعناه الشامل في المتطلبات الآتية مثل: الأمن الغذائي والأمن المائي والأمن البيئي والأمن الاجتماعي والأمن الاقتصادي والأمن الثقافي يعتمد على عناصر ومقومات عدة مترابطة ومتداخلة..

 

منتصر عمران يكتب: كورونا بين الوباء والبلاء

وكل عنصر يمثل حلقة أو ثغرة إذا لم تسد وتؤمَّن أمكن من خلالها اختراق الأمن القومي لأي دولة والإضرار بمصالحها.. ومن أهم هذه الثغرات؛ حلقة الأمن الغذائي.. حيث أصبح إنتاج وتوافر الغذاء محكوما بسياسات بعض الدول والتي حولت بعض السلع الغذائية كالقمح والأرز إلى سلع استراتيجية تستخدمها كسلاح رئيسى في محاصرة الشعوب الضعيفة بهدف تطويعها وإخضاعها لمصالحها الخاصة.

وعليه أؤكد أن رخاء الشعوب يتوقف إلى حد بعيد على إنتاج وتوزيع الغذاء بكميات كافية.. لأن توفير الأمن الغذائي من حقوق الإنسان الأساسية.. لذا بات من الضروري أن تقوم الدولة بتوفير الغذاء للسواد الأعظم من المواطنين بأسعار تناسب دخولهم يعتبر من أهم دواعي استتاب الأمن في المجتمع ومؤشرا على وجود تناغم بين الحكومة ومواطنيها.

فهل تنجح الدولة المصرية في ظل أزمة كورونا في تدارك الموقف وتعتمد اعتمادا كبيرا على الإنتاج المحلي من الزراعة وتعمل على مساعدة الفلاح وتشجيعه على الإنتاج وشراء محصوله بعائد أكبر من التصدير؟!.. لأننا أمام أزمة كبيرة يستلزم من الدولة مد يد العون للمزارع حتى ينتج أكبر الكميات من المحاصيل الزراعية التي تحتاجها الدولة وتوفر له آليات الزراعة من بذور وأسمدة وأدوات الزراعة بأقل التكلفة؛ لأننا نحن بصدد أزمة كبيرة تستوجب تكاتف الجهود من أجل المرور بالوطن من هذه الأزمة وحتى تقع الدولة فريسة سهلة تحت سلاح الأمن الغذائي لأن الدول الكبرى جعلت من الأمن الغذائي سلاح تحارب به الدول الفقيرة.

وهنا.. لابد لي أن أذكر مقولة الرئيس الأمريكي فورد التي قال فيها: "إن أمريكا ليست في حاجة إلى استخدام الأسلحة الحربية في المستقبل طالما أصبح الغذاء أكبر سلاح".

الجريدة الرسمية