رئيس التحرير
عصام كامل

د. نبيل فاروق مؤلف الخيال العلمي: توقعات نهاية العالم أطلقت ملايين المرات.. وهذا تصوري الوحيد لسيناريو حدوثها (حوار)

نبيل فاروق
نبيل فاروق

 جميع الكتب السماوية تحدثت عن نهاية العالم وتفاصيل قيام الساعة ولكن لم تذكر موعدها لغاية يعلمها الله.

 لا أستبعد أن يكون فيروس كورونا جزءًا من حرب بيولوجية بين الدول الكبرى، ولكن لن يكون سببًا في نهاية العالم.

 الكوارث الطبيعية تحدث بشكل مستمر وتنهي الحياة في منطقة بعينها لكن من الصعب أن تنهي الحياة على كوكب الأرض.

 الأوبئة من الممكن أن تنهى حياة ٧٠٪ من سكان الكرة الأرضية، ولكن من الصعب أن تنهي الحياة على الكوكب بأكمله.

 الروائي مورجان روبرتسون توقع حادث السفينة تيتانيك قبل وقوعها بـ ١٤ عامًا، وكان ضمن ضحاياها.

انطلاقًا من تخصصه فى كتابة «الخيال العلمي»، التقت «فيتو» الكاتب الطبيب نبيل فاروق، للحديث معه حول السيناريوهات التي يجرى تداولها في الوقت الحالي حول ما يصفه البعض بـ«نهاية الأرض» وارتباط هذه النهاية بفيروس «كورونا – كوفيد ١٩»، إلى جانب الأعمال الروائية والسينمائية التي حددت جزءًا كبيرًا مما يعيشه العالم حاليًا منذ سنوات عدة.

«فاروق»، الذى يجمع بين الطب والأدب والخيال الجامح قدم رأيًا عقلانيًا بعض الشيء، مستندًا فيه إلى العلوم والمعطيات الطبية والعلمية، ولم يجنح إلى الموافقة أو الوقوف فى صف الذين يرون أن العالم أوشك على الانتهاء، حيث أكد أن الأوبئة بشكل عام يمكن لها أن تنهى حياة ٧٠٪ من سكان الكوكب، لكنها لا يمكن بأى شكل من الأشكال أن تكون صاحبة كلمة النهاية فى الحياة.

كما أوضح أنه يميل أكثر لترشيح التصور الإسلامى حول نهاية الحياة، وعن تفاصيل هذا التصور، وأمور أخرى كان الحوار التالى:

*كيف تتعامل مع الإنذارات المتعددة التى تطلق حول «نهاية العالم»؟

كل كاتب خيال علمى يعبر عن وجهة نظره فى هذا الإطار، البعض يتوقع أن تكون نهاية العالم بحرب نووية، وآخرون يتوقعون ضرب كوكب أو نيازك للكرة الأرضية، فيما توقع فريق ثالث أن تقوم بهذا الدور أوبئة عالمية ستقضى نهائيا على سكان الكرة الأرضية وستفنى الحياة، وفريق رابع توقع أن تكون الكوارث الطبيعية سببا فى انتهاء العالم.

وكلما حدث شيء تخرج إنذارات تؤكد أن تلك هى نهاية العالم وأصبح توقع نهاية العالم «فوبيا»، وأريد أن أشير هنا إلى أن توقعات نهاية العالم أطلقت ملايين المرات، فمنذ قرون تخرج وتروج للعامة، والأغرب أنها فى كل مرة تثير قلق ومخاوف الملايين، رغم أنها تمر مرور الكرام ولا يحدث فيها شيء.

وأذكر أن أبرزها ظاهرة ٢/ ١٢/ ٢٠١٢ والتى تنبأت بأن هذا اليوم سيكون غير عادي، وستأتى معه نهاية العالم طبقا لاعتقاد عمره أكثر من ٥ آلاف سنة، عندما توقع شعب المايا نهاية العالم فى هذا التاريخ، وشملت السيناريوهات المقترحة لنهاية العالم آنذاك وصول الحد الأقصى للدورة الشمسية القادمة، أو التفاعل بين الأرض وثقب أسود فى مركز المجرة أو اصطدام كوكب«نيبيرو» بالكرة الأرضية منهيا كل أشكال الحياة عليها.

وترقب الملايين الحدث ولكن لم يحدث أى شيء غريب، فهذا اليوم أكبر دليل أن توقعات نهاية العالم لا محل لها من الإعراب، ومن جانبى أتوقع أن انتهاء الحياة ليست بتلك السهولة كما يتوقع البعض وستكون بشكل تلقائى لا يشعر به أحد.

*صراحة.. هل مررت بلحظة شعرت فيها أن نهاية العالم اقتربت؟

الكوارث الطبيعية تحدث بشكل مستمر وتنهى الحياة فى منطقة بعينها، لكن من الصعب أن تنهى الحياة على كوكب الأرض، كما أن ضرب نيزك للأرض أضعف بكثير من أن ينهى الحياة عليها، فهو أشبه بإلقاء حجر فى ميدان التحرير لضرب المواطنين المارين به، وبشكل خاص لم يأت عليّ يوم توقعت فيه أن نهاية العالم اقتربت.

*إذن.. كيف تتعامل مع توقعات الكثيرين لنهاية العالم بسبب فيروس كورونا؟

الأوبئة من الممكن أن تنهى حياة ٧٠٪ من سكان الكرة الأرضية، ولكن من الصعب أن تنهى الحياة على الكوكب بأكمله، لأن كوكب الأرض مملوء بالكائنات الحية والأوبئة فى الغالب تقضى على فئة معينة فقط، وبالتالى يكاد يكون من المستحيل أن يقضى كورونا على العالم، كما أننا فى الوقت الحالى بحاجة للتفاؤل والحديث عن استمرار الحياة والمستقبل وليس تبنى نظرة تشاؤمية بنهاية الحياة.

*نعود إلى الكتابة.. حدِّثنا عن أبرز مؤلفاتك التى تطرقت فيها إلى «نهاية العالم»؟

كتبت رواية تتحدث عن الحروب البيولوجية، وتوقعت قيام حرب عالمية ثالثة ستستخدم فيها دول العالم الأسلحة النووية والذرية والكهرومغناطيسية، بما سيكون سببا فى نهاية العالم، كان ذلك على خلفية التصعيدات الأخيرة، فى الوقت ذاته لا أحد يسعى إلى حرب شاملة، ولكنها قد تحدث عن طريق الخطأ أو سوء الإدراك، خاصة أن أسلحة الدمار الشاملة على أتم الاستعداد لدخول حرب.

*حدِّثنا عن تصورك الشخصى حول نهاية العالم؟

جميع الكتب السماوية تحدثت عن نهاية العالم وتفاصيل قيام الساعة، ولكن لم تذكر موعدها لغاية يعلمها الله تعالى، وتحدثت عنها أيضا الأديان غير السماوية كل وفق معتقداته الدينية، وطبقا لما اجتمعت عليه الأديان السماوية الثلاثة ستظهر عدة علامات قبل نهاية العالم تشير إلى اقتراب هذا الحدث الجلل الذى يليه البعث والثواب والعقاب.

كما توجد عدة علامات مشتركة لاقتراب الساعة ونهاية العالم بين الإسلام والمسيحية منها انتشار الفساد وكثرة الكوارث الطبيعية، ومن جانبى أرشح التصور الإسلامى لأنه الأكثر واقعية وعقلانية وهو إشراق الشمس من الغرب، واقترابها من رءوس الخلائق فيتأذون ويطلبون سرعة القضاء، وستفقد الشمس طاقتها وتنعدم التدفئة من على كوكب الأرض وستموت معظم الحيوانات وسينهار الغلاف الجوى بسبب انخفاض درجات الحرارة، هذا هو التصور الوحيد لدي لنهاية العالم.

*هل تتوقع أن بكون فيروس كورونا جزءا من حرب بيولوجية بين الدول الكبرى؟

لا أستبعد أن تكون كذلك، لكن كما ذكرت لن تكون سببا فى نهاية العالم، بل من الممكن أن تكون الشرارة التى ستندلع من خلالها الحرب العالمية الثالثة، خاصة أن هناك الكثير من الآراء السياسية تؤكد أن فيروس كورونا تم تصنيعه، وأنه ضرب بلدة ووهان فى الصين بفعل فاعل.

وبالتالى إذا ثبت ذلك سيكون هناك رد من الطرف الصينى على الجانب المعتدي، وكما نعلم أن لكل دولة حلفاءها وشركاءها مما يثير الذعر من حروب قد تهلك الملايين من البشر وتؤدى إلى كوارث طبيعية لاستخدامهم أسلحة فتاكة ستدمر العالم.

*فى رأيك.. هل الخيال العلمى جزء من الواقع؟

الخيال العلمى المبنى على قاعدة علمية جزء من المستقبل، فبعض الكتاب تخيل أمورا بناءً على افتراض تفكيرى وتحققت، فهناك توقعات كثيرة جاءت فى كتب وأفلام الخيال العلمى وتحولت لواقع على سبيل المثال توقع كتاب تايتن عام ١٨٩٨ للكاتب الروائى مورجان روبرتسون حادث السفينة تيتانيك قبل وقوعها بـ ١٤ عاما.

والأغرب أن «مورجان» الذى تنبأ بالحادث قبل غرق السفينة بأعوام كان ضمن ضحاياها، وهناك أيضا رواية «عيون الظلام» التى نشرت عام ١٩٨١ للكاتب دين كونتز تنبأت بفيروس قاتل يعرف باسم ووهان ٤٠٠ وهو اسم المدينة الصينية التى نشأ فيها فيروس كورونا لأول مرة، واعتبرت الرواية «ووهان ٤٠٠» سلاحًا بيولوجيًا يقتل كل مَن يتعامل معه فى أول ١٢ ساعة.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"... 

الجريدة الرسمية