رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إرهابيو الأزمات

رحلة بحث مضنية عن عقار شعبي يعالج أحد الامراض المزمنة، وهو مرض الروماتويد اللعين، تستخدمه شقيقة زوجتى بانتظام منذ بداية إصابتها بهذا المرض.

 

دواء "البلاكونيل"، كانت تشتريه بانتظام وبدون أدنى مشاكل للجرعة التى تكفيها شهريا بلا أى معوقات، حتى تناثرت عبر وسائل التواصل الاجتماعى مؤخرا، أنباء عن أن هذا الدواء قد يستخدم فى علاج وباء الكورونا.

 

اقرأ أيضا: خطأ طبى معلش!

 

وبلا وعى وبمنتهى الغباء القاتل انطلقت فئة من المواطنين لتخزينه فى المنازل تحسبا من هجوم الكورونا، بتجهيز مضادات الدفاع، علما بأن هذا الدواء حسبما قرأت وأخبرنى صديق صيدلى لمادته الفعالة اشتراطات معينة فى الاستخدام، وله بروتوكول علاجى معين، فى الاستخدام بصفته أحد الأدوية المهمة للجهاز المناعى وخاصة لمرضي الروماتويد، فاقدى المناعة، وقد يصيب استخدامه الخاطئ وبلا توصية طبيب أو استشارة صيدلى، بالعمى والجلطات.

 

خاطبت أحد المسئولين عن قطاع الصيدليات، فأخبرنى أن شركات التوزيع ومخازن الدواء سحبت "البلاكونيل" من السوق تماما وتتلاعب فى سعره ببيعه بأضعاف سعره الرسمي ست مرات!.

اقرأ أيضا: المتنمرون

من هنا أدركت أننى على موعد مع رحلة مضنية لمحاولة إخراج علبة الدواء من كروش محتكريه، واصطحبت ملف العلاج الخاص بها وبدأت رحلة البحث، وكلما دخلت صيدلية، كانت إجابة الصيدلى: "ماتحاولش"، وحينما أبرز سجلها الطبي وتاريخها المرضي، حلف لى أحدهم بالطلاق من زوجته أنه لا يوجد لديه، بينما حلف آخر بحياة ابنه، وصبوا جام اللعنات على مخازن الدواء وشركات التوزيع، وأعلم أنهم صادقين.

 

لا تألو الدولة جهدا فى توفير هذا الدواء وقد كان موجودا فعليا ومتوفرا بكثرة، ولكن مع بداية تلك الشائعة المخرفة، تكالب عليه لصوص السوق السوداء ومقتنصو المصائب، وهم لا يدركون أن الله يمهل ولا يهمل، وأن المحتكر سيجد هذا عما قريب فى نفسه وأولاده جراء ما اكتسبت يداه من الحرام والتربح على حساب حياة الآخرين .

 

أفرزت أزمة كورونا ومازالت تفرز سلبيات عدة، وأكدت أن الله عز وجل لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأنه جل فى علاه لن يرفع البلاء حتى نتراحم فيما بيننا، ويرحم بعضنا ضعف ومرض الآخر وقلة حيلته.

اقرأ أيضا: اشتباه

أطالب المشرع بتشديد عقوبة احتكار الدواء وتخزينه وخاصة فى أوقات الأزمات القومية حتى تصل إلى "الإعدام شنقا"، ومعاملتها معاملة جرائم الارهاب فعليا، فهى إرهاب فعلى يعطش السوق ويخلق أزمات تضر البلاد والعباد وتضرب الاقتصاد القومى فى مقتل.

 

محتكرو الدواء مجموعة من القتلة السفلة، يتعمدون التربح على آلام الاخرين مع سبق الإصرار والترصد، ألا لعنة الله فى كل كتاب على كل "إرهابي أزمات".

Advertisements
الجريدة الرسمية